وفقا لقوانين السينما العربية التقليدية، يستحوذ الوسيم والجميلة على البطولة المطلقة في الأفلام، ويساند كلا منهما فنان آخر، لكن دوره أبداً لا يتخطى مساحة الصف الثاني، رغم براعته وموهبته الفنية التي تفوق، أحيانا، البطل، لكن ملامحه لاتساعده أبدا على لعب الدور الأول في السينما، فهو لا يملك عيني عمر الشريف، ولا وسامة رشدي أباظة أو جاذبية أحمد رمزي.
ورغم أن تلك حالة عامة، إلا أن قليلين لا تنطبق على ملامحهم مقاييس السينما، استطاعوا بكل مهارة وحرفية حجز أماكنهم في الصفوف الأمامية بعد أن ظلوا أسرى للدور الثاني أو الأدوار الثانوية لعشرات السنين، على رأسهم إسماعيل ياسين وزينات صدقي، لكن ذلك لم يتخط مجال الكوميديا ولم يمتد للأفلام الكلاسيكية والرومانسية، بقوانينها الصارمة ومعاييرها المحددة.
وهنا نعرض عددا من الفنانين الذين أخطأتهم الكاميرا، وظلوا حبيسي الصف الثاني والأدوار الثانوية رغم موهبتهم وبراعتهم الفنية:
1 ــ محمود السباع
ولد عام 1911، وبدأ مشواره الفني في المسرح، وفضل أن يصقل موهبته الفنية النادرة بالدراسة الأكاديمية، فدرس المسرح والإذاعة والتلفزيون، وتقلد عددا من المناصب في المسرح. ولم تشفع له موهبته الفذة وإمكاناته الكبيرة في الحصول على دور البطولة في السينما، بل تم توظيفه في أدوار الشر وفقا لملامحه، من أشهر أفلامه السينمائية "حسن ونعيمة"، "احترسي من الرجال يا ماما"، و "البيضة والحجر".
2 ــ ملك الجمل
ولدت عام 1929 بمحافظة بورسعيد، وتخرجت من كلية الآداب قسم اللغة الإنكليزية ثم التحقت بالمعهد العالي للتمثيل واتجهت إلى الإذاعة والمسرح، وعملت بالفرقة المصرية الحديثة عام 1954. كانت من أهم الفنانات الموهوبات في جيلها لكنها لم تحظ ببطولة سينمائية واحدة، قدمت عدداً كبيراً من الأفلام من أشهرها: "الشموع السوداء"، "شفيقة ومتولي"، "أم العروسة" و"رصيف نمرة خمسة".
3 ــ حسين إسماعيل
ولد عام 1922، يعتبر من أشهر من أدوا أدوار الصف الثاني في السينما المصرية، ولم يحظ ببطولة قط، رغم آدائه المتميز وخاصة في مجال الكوميديا، من أشهر أفلامه "آه من حواء" و"مراتي مدير عام".
4 ــ عبد العليم خطاب
ولد عام 1913، رغم براعته وقدرته الفنية الكبيرة التي لا ينكرها عليه أحد، إلا أنه لم يحصل على بطولة سينمائية واحدة، وتم حصره في الأدوار الشريرة القاسية، من أشهر أفلامه "دعاء الكروان".
5 ــ وداد حمدي
ولدت عام 1924، في محافظة كفر الشيخ، درست في معهد التمثيل، وعملت في الفرقة القومية المصرية، وهي من أهم "السنيدات" في السينما المصرية، ورغم موهبتها وخفة ظلها، إلا أنها لم تقدم بطولة مطلقة لافتقارها إلى معايير البطلة في السينما، من أشهر أفلامها: "الحب بين قوسين"، "يا عزيزي كلنا لصوص"، و"الزوجة 13".
6 ــ صلاح سرحان
ولد عام 1923، وهو شقيق الفنان شكري سرحان والفنان سامي سرحان، تخرج من معهد التمثيل، وبدأ مشواره الفني في المسرح، وقدم عددا من الأدوار المميزة جدا في الأفلام وتوقع له النقاد بمستقبل كبير في عالم الفن، لكنه لم يحصل على بطولة مطلقة من أشهر أفلامه:"أماني العمر"، "خلخال حبيبي" و"الشموع السوداء".
7 ــ زكريا موافي
تخرج من كلية الطب البيطري، وانضم إلى فرقه ثلاثي أضواء المسرح، ثم عمل معهم فترة قبل أن ينتقل للعمل بالسينما، تميز بآدائه الرائع، وقدم عددا من المسرحيات منها: "المتزوجون" و"سك على بناتك"، ومن أشهر أفلامه: "شنبو في المصيدة"، "الصبر في الملاحات" و"ريا وسكينة".
8 ــ محمد صبيح
ولد عام 1914، ونظرا لملامحه القوية القاسية التي حددتها الكاميرا ومقاييس عالم الفن، اشتهر بأدوار الشر في أغلب أعماله، وكان أشهرها قائد التتار في فيلم "واإسلاماه". ومن أشهر أفلامه: "رجال لا يعرفون الحب"، "للرجال فقط" و"الجريمة الضاحكة".
9 ــ محمد الديب
ولد عام 1908، بدأ حياته الفنية عضوا في فرقة نجيب الريحاني المسرحية وشارك في عدد من المسرحيات. ثم اقتحم مجال السينما وتم حصره في أدوار الشر وإن كان معظمها كوميديا، ومن أشهر أفلامه "بسلامته عايز يتجوز" و"الأستاذة فاطمة".
10 ــ زوزو حمدي الحكيم
ولدت عام 1912، وتخرجت من معهد التمثيل، وقدمت عددا كبيرا من الأفلام المهمة في تاريخ السينما المصرية، امتازت بموهبتها الجادة وبراعتها في التمثيل، ومع ذلك لم تحظ بدور البطولة المطلقة، وتم حصرها في أدوار المرأة القاسية أو الشريرة بسبب حدة ملامحها التي لاتتناسب مع المقاييس الموضوعة لإختيار بطلات الأفلام السينمائية، من أشهر أفلامها: "ريا وسكينة"، "نساء بلارجال"، "ملائكة في جهنم" و"المومياء".
اقرأ أيضاً: (فيديو) أول مقابلة مصوّرة مع عمرو دياب
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
