10 احتجاجات ليست هيّنة.. بل هامّة

04 مارس 2015
لم ينهدم جدار برلين بين يوم وليلة (Getty)
+ الخط -

مرّت الإنسانية بعصور مختلفة تضمنت أحداثاً جساماً خلّدت في تاريخها، ومن هذه الأحداث ما قوبل بالموافقة من جانب الجماهير ومنها ما رفضته، وجاء الرفض في صور كثيرة، منها الاحتجاج، سواء السلمي أو اللاسلمي، ومنها ما نجح في تحقيق أهدافه ومنها ما فشل، وفي هذا التقرير نستعرض عشرة من أهم الاحتجاجات السياسية السلمية والعنيفة، بداية من الثورة الفرنسية التي غيّرت الواقع الأوروبي والعالمي، بل ومجرى التاريخ الإنساني، مروراً بمسيرة مارتن لوثر كينج في واشنطن، وصولاً لتظاهرات شارلي إيبدو.


10- اقتحام سجن الباستيل:

في 14 يوليو/ تموز 1789، وقع حادث يعتبر من أبرز أحداث الثورة الفرنسية، وبالطبع كان من أهم أسباب التخلّص من التاج الملكي الفرنسي، حيث اندلع عندما تدفقت مئات الحشود من جميع شوارع وأحياء باريس باتجاه سجن الباستيل الذي لطالما كانا رمزاً للسلطة الحاكمة آنذاك، حيث قام المقتحمون بقطع رقبة الحاكم العسكري للسجن واحتلاله.


9- حفل شاي بوسطن:

بالرغم من اسمها الظريف، إلا أن "حفلة الشاي" في 1773 لم تكن حفلة بالمفهوم الحقيقي، حيث كانت احتجاجاً سياسياً عنيفاً من أبناء الحرية في بوسطن، إحدى مدن مستعمرة مساتشوستس، ضد السياسة الضريبية للحكومة البريطانية وشركة الهند الشرقية التي كانت تتحكم في جميع كميات الشاي المستورد للمستعمرات. في 16 ديسمبر/ كانون الأول 1773، بعد رفض المسؤولين في بوسطن إرجاع حمولات ثلاث سفن من الشاي المفروض عليه ضريبة إلى بريطانيا، صعدت مجموعة من سكان المستعمرات على ظهر السفن وقامت برمي صناديق الشاي في مياه ميناء بوسطن. ظل الحادث حدثاً رمزياً في التاريخ الأميركي، وعادة ما يشار له في الاحتجاجات السياسية الأخرى.


8- مسيرة الملح لغاندي:

قانون الملح، وهو قانون كان يفرض على الهنود ضرائب باهظة مقابل الملح، كما كان يجعل إنتاج وصناعة الملح حكراً على الحكومة البريطانية فقط، وانطلاقاً من هذا القانون الظالم انطلق غاندي في مسيرته الشهيرة، مسيرة الملح، نحو البحر ليستخلص الملح بنفسه عام 1930، ودعا الشعب الهندي إلى الخروج معه إلى ساحل البحر ليمارسوا العصيان المدني من خلال كسر قانون احتكار الملح المفروض عليهم من قبل السلطات البريطانية واستخراج الملح. وقد استغرقت هذه المسيرة ستةً وعشرين يوماً قطع خلالها غاندي وأتباعه والمتظاهرون مسافة ثلاثمئة وثمانين كيلومتراً. وقد كانت هذه المسيرة بمثابة الشرارة التي أدت إلى انطلاق الثورة اللاعنيفة في شتى أرجاء شبه القارة الهندية. اعتقل أكثر من 80.000 هندي نتيجة لمسيرة الملح، ومع ذلك، فقد فشلت في أن تحقق تنازلات كبيرة من جانب البريطانيين.


7- اليوم الوطني للاحتجاج في جنوب أفريقيا:

نظّم حزب نيلسون مانديلا، "المؤتمر الوطني الأفريقي"، احتجاجات ضد سياسات التمييز العنصري آنذاك في سنة 1950، ففي رد فعل على مشروع قانون يتيح للحكومة التحقيق حول أي حزب سياسي أو منظمة، قام مئات الآلاف من الشعب الجنوب أفريقي بالاشتراك في حملة بعنوان "ابقى في منزلك"، وهو تكتيك قد استخدم العديد من المرات في العقد اللاحق، وجرى تخليد هذه الذكرى بالاحتفال بها في 26 يونيو/ حزيران حتى عام 1994.


6- المسير إلى واشنطن:

"عندي حلم"، هو الاسم الذي أطلق على خطاب مارتن لوثر كنج، والذي ألقاه عند نصب لنكولن التذكاري في 28 أغسطس/ آب 1963 أثناء مسيرة واشنطن للحرية، عندما عبّر عن رغبته في رؤية مستقبل يتعايش فيه السود والبيض بحرية ومساواة وتجانس. ويُعتبر اليوم الذي أُلقي فيه هذا الخطاب من اللحظات الفاصلة في تاريخ حركة الحريات المدنية، حيث خطب كنج في 250.000 من مناصري الحقوق المدنية، وشكل هذا الحدث ضغطاً كبيراً على الرئيس الأميركي جون كينيدي لوضع تشريعات جادة في ما يخص الحقوق المدنية.


5- ميدان السماء:
مليون شخص على أقل تقدير، معظمهم من الطلبة الراغبين في الإصلاح الديمقراطي، قاموا باحتلال ساحة "تيانانمن"، أو ميدان السماء، بين 15 أبريل/ نيسان 1989 و4 يونيو/ حزيران 1989، حتى قام الجيش الصيني بالهجوم فجأة على الميدان لإخلائه من المتظاهرين. ولا يُعلَم على وجه الدقة عدد المتظاهرين الذين سقطوا أثناء عملية الإخلاء، إلا أن هناك مصادر قدّرت عدد القتلى بحوالي ألفي قتيل، ما أثار عاصفة انتقادات لاذعة من قبل المجتمع الدولي ضد النظام الصيني.


4- احتجاجات جدار برلين:

لم ينهدم الجدار الإسمنتي الفاصل بين ألمانيا الشرقية والغربية لمدة 28 سنة بين يوم وليلة، بل سبق ذلك المئات من الاحتجاجات على مدار شهرين في جميع أنحاء ألمانيا للضغط بهدف إسقاط الجدار الفاصل، وكانت التظاهرات في ألمانيا الشرقية بمثابة القشة القاسمة للضغط على الحكومة هناك، حيث أطلق الألمان الشرقيون تظاهرات بعنوان "الثورة السلمية"، في بداية نوفمبر/ تشرين الثاني 1989، والتي بلغت ذروتها في الرابع من الشهر نفسه، حيث بلغ عدد المتظاهرين حوالي نصف مليون. نتيجة هذا الضغط، جرى إسقاط الجدار في النهاية في التاسع من الشهر عينه.


3- الاحتجاجات ضد حرب العراق:

ملايين الناس حول العالم تجمعوا في الميادين الرئيسية في بلدانهم احتجاجاً على إعلان الحرب على العراق، قبيل غزوها في 2003 بشهور قليلة، هذه التظاهرات جرى إطلاقها من جانب المنظمات المناهضة للحروب والتي أقيمت أيضاً اعتراضاً على غزو أفغانستان. وفي بعض البلدان العربية، تم إطلاق التظاهرات برعاية الدولة نفسها، كما شهدت أوروبا تحركات ومسيرات ضخمة، مثل مسيرة روما التي شارك فيها 3 ملايين شخص، والتي تعتبر أكبر مسيرة ضد الحرب في التاريخ وفقاً لموسوعة جينيس. ووفقاً للأكاديمي الفرنسي، ديموينيك رينيه، فإنه جرى رصد حوالي 36 مليون متظاهر حول العالم ضد الحرب في العراق، ما بين 3 يناير/ كانون الثاني و12 أبريل/ نيسان 2003.


2- الثورة البرتقالية:

في أواخر عام 2004، تدفق مئات الآلاف باتجاه ميدان العاصمة كييف الرئيسي للاحتجاج على نتائج الانتخابات الأوكرانية والتي ادُّعِيَ أنه شابها الفساد بشكل واسع، ترهيب الناخبين، والفساد الانتخابي المباشر. استمرت التظاهرات لـ12 يوماً رغم برودة الجو وهبوط الثلوج حتى جرت إعادة الانتخابات، والتي انعكست النتائج فيها حيث تم انتخاب مرشح المعارضة فيكتور يوتشينكو. وتنتمي الثورة البرتقالية إلى "الثورات الملونة"، وهي الثورات التي تتخذ لوناً محدداً لها ترفع الأعلام به وتتخذ من ذلك اللون شعاراً، كانت معظم هذه الثورات في مناطق تقع تحت قبضة الاتحاد السوفييتي، وصارت أسيرة للإرث الشيوعي بعد تفكك الاتحاد السوفييتي. وفي عام 2014، اندلعت الثورة الأوكرانية التي أطاحت بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش وحكومته، ومنذ ذلك الحين انقسمت أوكرانيا إلى نصف منحاز للنظام السابق الموالي لروسيا وتسعى بعض الأقاليم فيه للانفصال، وإلى جزء آخر موالٍ للغرب.


1- تظاهرات تشارلي إيبدو:

بعد مقتل 10 أشخاص وإصابة 11 آخرين نتيجة الهجوم على مقر صحيفة "شارلي إيبدو" في فرنسا، بسبب نشرها رسومات مسيئة للإسلام يوم 7 يناير/ كانون الثاني 2015، دعا الفرنسيون إلى التظاهر في العاصمة باريس احتجاجاً على الحادث وللتأكيد على حرية الرأي والتعبير، بمشاركة عدد من زعماء العالم، يتقدمهم الرئيس فرانسوا هولاند. وشارك في التظاهرات التي اجتاجت مدن فرنسا كافة المسؤولين السياسيين والنقابيين الفرنسيين ورجال الدين وعدد من الشخصيات الفنية والثقافية، وكان من أبرز المشاركين رؤساء ثماني دول أفريقية، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، رئيسي الوزراء البريطاني والإسباني ديفيد كاميرون وماريانو راخوي، ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر.


(مصر)

المساهمون