تمكن المنتخب الفلسطيني للمرة الأولى في تاريخه من الوصول إلى البطولة الأسمى قارياً كأس أمم آسياً 2015 في أستراليا.
وجاء هذا الإنجاز التاريخي نتيجة نضج وتطور ملحوظ في اتحاد الكرة والمنظومة الكروية الفلسطينية التي باتت تمتلك دوري محترفين ناجحا في الضفة الغربية وأسلحة قوية تتمثل في لاعبين محترفين وآخرين مغتربين في الخارج.
هذا التطور ترجم إلى نتائج وقاد منتخب الفدائي للفوز ببطولة كأس التحدي الذي حجز تذكرته إلى كأس الأمم، الأمر الذي دفع اتحاد القارة لاختيار الفريق ليكون الأفضل في عام 2014.
ويشهد للمدرب السابق للمنتخب الأردني جمال محمود أنه صنع منتخباً قوياً له وزنه في القارة، ويأتي ذلك كترجمة لقيادة اللواء جبريل رجوب لاتحاد اللعبة، ما وضعه في نخبة الشخصيات الرياضية الآسيوية أخيراً.
وفيما يلي مجموعة أسباب تعزز من إمكانية تحقيق الفدائي للمفاجأة في بطولة كأس الأمم التي تنطلق في يناير/كانون الأول:
1- ميزة المشاركة الأولى
في تاريخ كأس الأمم جميع المنتخبات التي شاركت للمرة الأولى أحدثت أثراً طيباً بداية من السعودية عام 1984 في سنغافورة، عندما حصدت اللقب في مشاركتها الأولى، وكذلك الأردن في نسخة 2004 عندما وصل في مشاركته الأولى إلى ربع نهائي المسابقة.
2- الكمبيوتر عند بدء التشغيل لا يكون جاهزاً
المباراة الافتتاحية للفدائي ستكون أمام الكمبيوتر الياباني الذي يعتبر الند الأقوى في المجموعة وغالباً ما تكون مباريات الافتتاح استكشافية، ويكون أداء الفرق الكبرى في مختلف البطولات غير متفاعل مع أجواء التنافس، ولا ننسى أن حسابات الفرق الكبرى في دور المجموعات غالباً ما تزداد في المباراة الثانية وبدرجة أقل الثالثة، وفي حال بذل المنتخب الفلسطيني مجهوداً كبيراً في المباراة الافتتاحية فقد يكون التعادل نصيبه أو ربما الهزيمة بصعوبة بفارق هدف، ولمَ لا فقد يسرق الفوز من محاربي الساموراي!
3- أسود لا تزأر
منتخب العراق يعيش أسوأ أيامه، وبدا ذلك واضحاً في بطولة الخليج الأخيرة والمستوى الخجول لمنتخب أسود الرافدين الذي تذيل مجموعته التي ضمت الإمارات والكويت وعُمان ولم يحقق الفوز في أي مباراة.
4- تذبذب مستوى النشامى
عاش منتخب الأردن طفرة كروية كبيرة توجت بالوصول إلى الدور الحاسم المؤهل للمونديال، لكن النشامى اصطدموا بصخرة رفاق سواريز منتخب الأوروغواي وفشلوا بالتأهل لمونديال البرازيل الماضي، ومنذ ذلك الحين يلاحظ أن منحنى أداء المنتخب في هبوط مستمر، ما يجعل تفوقه على المنتخب الفلسطيني ليس واضحاً كما أن طريقة لعب وأداء الجار الأردن معروفة لمنتخب فلسطين عطفاً على كمّ الودّيات الكبير بين الجانبين.
5- القتالية العالية
هي من صفات منتخب فلسطين الذي يعتبر من المنتخبات القليلة عالمياً التي تلعب بدون حسابات وتحفظ أمام أي منافس، فيقدم لاعبوه كل ما يملكون في كل مباراة، وكثيراً ما شاهدنا منتخبات تفوز ببطولات وليس فقط بمباريات متسلحة بالجماعية والقتالية والروح كمنتخب اليونان في يورو 2004، وهذه الصفات تجري في دماء الفلسطينيين بالفطرة والعالم أجمع شاهد على ذلك.
6- حاجة شعبية
إن حاجة الفلسطينيين الماسة للفرحة في ظل ظروف الاحتلال وممارساته في القدس والضفة وغزة، بالإضافة إلى الحصار والحروب المتتالية على غزة ستعزز من الروح لدى الفريق الذي سيضع نصب عينيه أن يمثل علم وتراب فلسطين.
7- الإعداد الجيد
من سمات نجاح أي فريق في البطولة التي سيخوضها أن يتمرن جيداً وتلعب عناصره سوية لوقت كاف، ولعل بطولة كأس التحدي قبل سبعة أشهر، كانت أشبه بـ "بروفة" لبطولة كأس الأمم بالنسبة لفلسطين ويضاف إلى ذلك معسكر دبي الناجح والمعسكر الداخلي في الضفة الغربية، فيمكن القول إن المنتخب يلعب ويتمرن بشكل جيد منذ سبتمبر/أيلول الماضي.
8- الوديّات الكبيرة
دائماً ما تدخل المنتخبات متوسطة المستوى في أجواء الاحتكاك القوي ويزيد لديها عامل الخبرة للأحداث الكبرى، عندما تلعب مباريات تحضيرية قوية، وعندما نعدد أبرز المنتخبات في القارة الصفراء، فإننا سنذكر حتماً منتخبي أوزبكستان والصين، وهذين المنتخبين واجههما الفدائي، فخسر من الأول بصعوبة 0-1 وتعادل سلباً مع الثاني، ما يعكس ارتقاء مستوى منتخب فلسطين ودخوله أجواء المنافسة.
9- المحترفون
يتسلح المنتخب الوطني الفلسطيني بمجموعة هامة من المحترفين في مقدمتهم الحارس رمزي صالح الذي سبق أن حمى عرين نادي القرن في أفريقيا نادي الأهلي.
10- الغموض
هناك مثل شعبي فلسطيني دارج يقول "اللي ما يعرفك يجهلك" وهذه ميزة عظيمة للفدائي، ورغم أننا بتنا نعيش عصر الفيديو والإنترنت، إلا أن الغموض لا يزال يكتنف منتخب فلسطين وأسلوبه وأداء لاعبيه، وهو ما قد يلعب دوراً إيجابياً في مستوى المنتخب.