استمتع جميع المشاهدين بقمة ليفربول ودورتموند في الأنفيلد رود، وأكد الكثيرون أن هذه المباراة كانت أقوى من كل مواجهات الشامبيونزليغ هذا الموسم، بما فيها من أهداف وإثارة ومتعة حتى الدقيقة الأخيرة، خصوصاً أن اللقاء أقيم بين ثنائي تدريبي من العيار الثقيل، وتفوق في النهاية الأستاذ كلوب على التلميذ المجتهد توخيل، في مباراة ستظل عالقة في الأذهان على المدى الطويل.
وأوقعت قرعة نصف النهائي ليفربول في مواجهة مع فياريال الإسباني، بينما سيلعب حامل اللقب إشبيلية ضد شاختار الأوكراني، ومع توقع أغلب مكاتب المراهنات لنهائي إنجليزي إسباني بين فريقي كلوب وإيمري، تبدو فرص فياريال وشاختار كبيرة، في تحقيق المفاجأة القوية، وإقصاء أبرز المرشحين في الطريق إلى النهائي.
الغواصات
يقدم فياريال موسماً استثنائياً مع المدرب مارسيلينو غارسيا تورال، مع طريقة اللعب 4-4-2 على خطى أتليتكو مدريد، بتواجد رباعي دفاعي مع رباعي وسط وثنائي هجومي في الأمام، بالإضافة إلى تضييق واضح لكافة الفراغات في وبين الخطوط، لذلك يعرف هذا الفريق كيف يتعامل مع الفرق الهجومية التي تعتمد على الاستحواذ والسيطرة، من خلال إغلاق العمق بالثنائي تريغيروس وبرونو، رفقة سامو وسواريز على الأطراف.
ويعود الثنائي باكامبو وسولدادو إلى الخلف أكثر، لتتحول الخطة إلى ما يشبه 4-4-2-0، لذلك دخل مرماهم فقط 26 هدفاً، كثاني أقوى دفاع في الليغا بعد أتليتكو مدريد، وبالتالي في حالة هجوم الخصم على مرماهم، يستطيع دفاع فياريال التعامل مع الأمر جيداً، مع شن مرتدات قاتلة، باستخدام اللعب العمودي من الخلف إلى الأمام، عن طريق تمريرات قصيرة وسريعة من جانب إلى آخر، حتى تصل الكرة إلى الهداف باكامبو.
ولا يتوقف الفريق عند هذا الحد، لأنه يقدم كرة هجومية مميزة أيضا، ويجيد التعامل مع الفرق الدفاعية، عن طريق استخدام أجنحته كصناع لعب في العمق، يتحول سواريز وسامو إلى المنتصف في حالة الحيازة، ويصعد تريغيروس إلى الأمام قليلاً، لتصبح الخطة أقرب إلى 4-3-3، بتواجد برنو خلف ثنائي صناع اللعب للتغطية، وفتح الملعب عرضيا باستخدام الظهيرين، خصوصا ماريو على اليمين، ليجمع مارسيلينو بين الدفاع والهجوم في آن واحد.
الأوكران
استعاد شاختار دونيتسك بريقه الأوروبي هذا العام، بعد سنوات من التمثيل السيئ مؤخرا، ليستعيد الفريق الأوكراني أمجاد 2009، عندما حصل على البطولة وقدم سوبر ممتازاً أمام برشلونة في موناكو، بقيادة نفس المدرب الخبير ميرسيا لوشيسكو، الرجل الذي يحافظ على تكتيك 4-2-3-1، مع انضباط تكتيكي سوفيتي، ومهارة برازيلية لاتينية قادمة من القارة المنسية.
يعتمد لوشيسكو على لاعب الارتكاز تاراس ستيبانينكو بشكل أساسي في التغطية الخلفية أمام الدفاع، مع تقدم ماكسيم ماليشيف إلى الأمام، على مقربة من صانع اللعب الرئيسي في المركز 10، فيكتور كوفالينكو، اللاعب الذي يتعهد بصناعة الفرص والأهداف إلى المهاجم المتقدم فاكوندو فيريرا، خطة كلاسيكية متوقعة لكن من الصعب السيطرة عليها نتيجة مهارات اللاعبين داخل الملعب.
فشاختار من أفضل فرق أوروبا على مستوى اختراق الأطراف، من خلال تقدم الظهير داريو سيرنا على اليمين، مع دخول الجناح البرازيلي مارلوس روميرو إلى العمق، بينما يسيطر تايسون على الطرف الأيسر بمفرده، رفقة إيسمايلي الظهير المتمركز خلفه، لذلك فاز الفريق بكل سهولة خلال الأدوار الماضية، حتى وصل إلى نصف نهائي الدوري الأوروبي عن جدارة.
نهائي غريب
يملك فياريال وشاختار فرصاً كبيرة في قلب الطاولة على المنافسين الكبار، فرغم قوة ليفربول هذا الموسم مع يورغن كلوب، وتفوقه على دورتموند في قمة الأنفيلد، إلا أن دفاعات الفريق الإنجليزي من السهل كسرها، لذلك يستطيع الفريق الإسباني مباغتة "الريدز" وتسجيل أهداف في مرمى مينوليه، ليبقى الحسم في الناحية الدفاعية، والتي فشل فيها توخيل بجدارة في قمة الربع، لكن مارسيلينو يجيد الخطف في مرحلة المواجهتين، لذلك ليفربول يعتبر فريقاً تصعب هزيمته في نهائي، لكن في الذهاب والإياب كل شيء وارد.
في المقابل، لا يقدم إشبيلية موسماً مميزاً، فالفريق فشل في تحقيق أي فوز خارج أرضه بالدوري، وصعد بشق الأنفس أمام بلباو، رغم تفوق الأسد الباسكي في معظم أحداث الجولتين، وبالتالي يستطيع الفريق الأوكراني إحداث المفاجأة، وإقصاء حامل اللقب في الجولة المقبلة، خصوصا مع انخفاض مستوى الأندلسيين، وتأثر نجمهم الأول بانيغا بأخبار الخروج في الصيف، مع عدم ثقة إيمري في كونوبليانكا، الجناح الأفضل من بين كل المتواجدين في عمق الفريق.
تبقى جميع المواجهات في النهاية خارج نطاق التوقع، لكن من غير المنطقي وضع ليفربول وإشبلية في النهائي من الآن، لأن منافسيهم ليسوا بذلك الضعف، مع تمتعهم بنضوج تكتيكي مبهر، لذلك لن تكون مفاجأة أبدا إذا وجدنا فياريال وشاختار، وجها لوجه في الختام.
لمتابعة الكاتب