زيارة السفير الفرنسي لهيئة الانتخابات تثير جدلاً سياسياً في تونس

01 مارس 2018
انتقادات لصولات وجولات السفير الفرنسي في تونس (فيسبوك)
+ الخط -

أثارت زيارة السفير الفرنسي أوليفييه بوافر دارفور لهيئة الانتخابات في تونس واجتماعه بمجلس الهيئة في عمق المرحلة الانتخابية، جدلاً سياسياً وغضباً لدى ناشطين لما اعتبروه تعديا على السيادة الوطنية.

وأججت زيارة السفير الفرنسي والفريق المرافق له، أمس الأربعاء، واجتماعه بالهيئة المشرفة على إعداد الانتخابات البلدية، غضباً غير مسبوق لدى المعارضة، إذ اعتبر القيادي في "الجبهة الشعبية"، عمار عمروسية، أنّ تصرفات "ما سماه" المُقيم العام الفرنسي تجاوزت كل الحدود والأعراف الدبلوماسية.

وقال في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ "سفير فرنسا يتجول في تونس ومؤسساتها وأراضيها معتقداً أنها إحدى مستعمرات فرنسا"، مضيفاً أنّ "تطفله على هيئة الانتخابات وسير العملية الانتخابية البلدية يعد تعديا على سيادة تونس وعلى كرامتها وتدخلا سافرا في المسار الديمقراطي".

ودعا عمروسية الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، ووزير الخارجية خميس الجهيناوي إلى "وضع حد لهذه الانتهاكات المتكررة، وكفّ أيدي الأطراف الأجنبية عن تونس، وإيقاف نزيف التدخل الخارجي في مصيرها ومصير أبنائها".



وطالما رافقت صولات وجولات السفير الفرنسي في تونس انتقادات من سياسيين وإعلاميين، فحيثما يحل تنقلب زياراته إلى مشغّل رئيسي للمتابعين والناشطين.

وأثارت صور دارفو، أمس، وهو في مقر هيئة الانتخابات، موجة سخرية غير مسبوقة من قبل صحافيين ومدونين، وذهب بعضهم لوصفه "بالملح الذي لا يغيب عن طعام ولا عن مقام".

وكتب الصحافي والمحلل السياسي، محمد بوعود، على صفحته في "فيسبوك"، ساخراً "بحثت جاهداً منذ فترة عن صديقي السفير الفرنسي وقلقت لاختفائه عنا. وإذا به منشغل بهيئة الانتخابات. لو لم يكن هو فماذا سيحل بنا يا الله؟".

بدوره كتب الصحافي، مراد علالة، على صفحته في "الفيسبوك"، "لتطمئن القلوب. تساءل بعض الأصدقاء، خصوصاً النبارة المشاكسين خلال الأيام القليلة الماضية عن غياب سعادة سفير فرنسا اللافت في المشهد التونسي في العلن على الأقل، وعزا البعض ذلك إلى النقص في صابة البرتقال هذا العام والبعض الآخر لتقطع البطولة التونسية لكرة القدم وتكاثرت القراءات. المهم كل ما فعله جماعة الهيئة العليا والدستورية والمستقلة للانتخابات هو استغلال تحسن حالة الطقس الذي بدا ربيعياً مشمساً ليقولوا لنا اطمئنوا السفير بحذانا، فاطمأنت القلوب!".



في المقابل، علّل رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، محمد التليلي المنصري، اللقاء الذي جمع أعضاء الهيئة وسفير فرنسا والمستشارة السياسية للسفارة في تونس وماريا ودجني، بأنه مجرد لقاء بروتوكولي لا يمس من استقلالية عمل الهيئة.

وأضاف المنصري، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "اللقاء حصل بتنسيق وعلم وزارة الشؤون الخارجية ويتنزل في إطار التعاون الثنائي وفق اتفاقية بين الهيئة والسفارة، وقد تم نشر اللقاء والإعلان عنه بمنتهى الشفافية".

وتابع رئيس هيئة الانتخابات أن "اللقاء كان فرصة للحديث عن آخر الاستعدادات للانتخابات البلدية المقبلة التي ستجري في مايو/أيار المقبل"، موضحاً أن "السفير الفرنسي قد أعرب عن دعم بلاده للمسار الديمقراطي في تونس، وهذا لا يمس باستقلالية الهيئة ولا بعملها ولا يعني بالضرورة تدخل فرنسا بالمسار الانتخابي".

وأشار المنصري إلى أن هذه اللقاءات "حصلت أيضاً مع سفراء رومانيا وأميركا وغيرهما، كما تم العمل بهذا الإجراء مع الهيئات السابقة ومع الرؤساء المتداولين على الهيئة"، داعياً إلى "عدم السقوط في مربع الشيطنة والتشكيك في نزاهة الهيئة واستقلاليتها".
دلالات
المساهمون