قامت مليشيا "الحوثي" المسيطرة على وزارة التخطيط والتعاون الدولي اليمنية، بإرسال خطابات رسمية منفصلة إلى 12 منظمة إغاثية دولية، تطلب فيها منها حصر التنسيق معها باعتبارها الممثلة لقيادة ما يسمى باللجنة الثورية العليا والطواقم الأمنية المتواجدة في مناطق عمل المنظمات.
وكشف مصدر خاص في الوزارة لـ"العربي الجديد"، أنّ الخطابات التي حملت شعار الوزارة وختمها، أشارت إلى ضرورة أن تقطع المنظمات علاقات التنسيق والتنظيم التي تربطها بالدوائر المختلفة التابعة للوزارة.
وبحسب المصدر أيضاً، فإن المنظمات التي استلمت الخطاب لم توافق على الطلب حتى الآن، مشيرا إلى أن بعض المنظمات أبدت رغبتها في إثارة القضية على مستوى المجلس الإنساني القُطري، خلال أول اجتماع يترأسه مدراء المنظمات الإغاثية الدولية والأممية العاملة في اليمن، "من أجل اتخاذ أسلوب موحد وجديد في التخاطب مع السلطة الجديدة، قبل أن تبدأ بالتأثير على السياسات العملياتية ومبادىء العمل الإنساني".
واعتبر أن ما حدث يعتبر "استكمالاً للانقلاب على مؤسسات الدولة اليمنية، وعلى ما تبقى من شبه نظام يسيّر الشأن الإغاثي، الذي يمس أبسط حقوق الفقراء، كنشاط اقتصادي وحيد يعمل في اليمن" بعد تدمير بقية القطاعات الحياتية والمعيشية في البلاد.
وحذر المصدر من خطورة تلك التطورات، وتأثيرها على نجاح جهود الإغاثة التي تستهدف هذا العام نحو تسعة ملايين فقير ونازح يمني، ضمن مليوني أسرة من أنحاء اليمن.
وجاء هذا التطور بعد يومين فقط من طرد مليشيا الحوثي كبار قادة الوزارة، والتزام عدد آخر منهم منازلهم احتجاجاً على ما وصفوه بإحلال كوادر الحوثي غير المتخصصة محل كوادر الوزارة المتخصصة.
وبدأ الحوثيون استحداث هيئة موازية، من أجل إحلالها محل الوزارة في التعامل مع المنظمات الإنسانية الدولية، كرد فعل سريع على عدم استجابة مسؤولي الوزارة لرغباتهم، كتجسيد مكبر للوحدة التنفيذية التي كانت تفرضها الجماعة على المنظمات الدولية التي كانت تعمل في معقل الجماعة في محافظة صعدة منذ عام 2011.
يذكر أنها ليست المرة الأولى التي تسيطر فيها مليشيا الحوثي على مساعدات المنظمات الدولية، فقد سبق أن استجابت عدد من المنظمات لضغوط المليشيا بإعطائها حصصاً من المساعدات، في مناطق بعيدة عن مناطق عملها، وخاصة مناطق القتال، مثل محافظات تعز (وسط) وحجة والحديدة (غرب)، وذلك من أجل السماح لقوافلها الإغاثية بالمرور إلى مناطق النازحين، التي فروا إليها من مناطق الصراع.