استشهدت المسعفة المتطوعة رزان أشرف النجار، برصاصة أطلقها قناص إسرائيلي إلى الشرق من مدينة خان يونس، فيما أصيب مائة فلسطيني، منهم 40 بالرصاص الحي، خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، المتظاهرين الفلسطينيين على الحدود بين قطاع غزة والأراضي المحتلة، وذلك في إطار فعاليات مسيرات العودة، التي بدأت تزامناً مع الذكرى الـ42 ليوم الأرض.
وظهرت المسعفة رزان في صور عدة منذ بداية مسيرات العودة، وهي ترتدي سترات الإسعاف وتتعاون مع المسعفين والممرضين، تطوعاً لخدمة الجرحى والمصابين على الحدود.
وأقرّت مواقع إسرائيلية بأن الاحتلال استخدم، ظهر اليوم، الرصاص الحي لقمع المتظاهرين الفلسطينيين، إلى جانب استخدام ما سمّته "وسائل تفريق التظاهرات".
إلى ذلك، كثّف الاحتلال من إطلاق الغاز المسيل للدموع، عبر طائرات صغيرة مسيرة في الأجواء، لمنع الفلسطينيين من الاقتراب من السياج الفاصل.
وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي مبكراً التعامل مع الشبان الفلسطينيين المحتشدين على الحدود الشرقية لقطاع غزة، للجمعة العاشرة على التوالي، مع الاستنفار الأمني والعسكري على الحدود وفي نقاط التماس من الجانب الإسرائيلي التي أُضيفت إليها سواتر ترابية جديدة وجيبات عسكرية ومعدات ثقيلة هذه المرة.
وكان الاحتلال قد استنفر قواته منذ الصباح، وأعلن أنه لن يسمح للمتظاهرين الفلسطينيين باختراق السياج الحدودي بين قطاع غزة وإسرائيل.
وحتى قبل موعد الاحتشاد الرسمي عصر اليوم، أطلق الجنود الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع باتجاه الفلسطينيين، ما أدى إلى إصابة متظاهرين.
في المقابل، اندلعت حرائق عدة داخل الأراضي المحتلة، أولها داخل موقع ناحل عوز العسكري شرق مدينة غزة، بعد أنّ أطلق فلسطينيون طائرة ورقية حارقة عليها.
وسمى الفلسطينيون الجمعة العاشرة جمعة "من غزة إلى حيفا.. وحدة دم ومصير مشترك"، تقديراً للحراك في مدينة حيفا في الداخل الفلسطيني المحتل وتأكيداً لوحدة الشعب الفلسطيني ووحدة مصيره، وهي المدينة الأولى التي خرجت بقوة للوقوف إلى جانب غزة في وجه المجازر الإسرائيلية.
ودعت مساجد قطاع غزة إلى المشاركة الفاعلة في هذه الجمعة، التي تبدأ الساعة الخامسة بعد العصر وتنتهي الساعة العاشرة مساء بعد أداء صلاة العشاء والتراويح في مخيمات العودة على الحدود. ومنذ بداية شهر رمضان، تغيّر التعامل الفلسطيني مع المسيرات، إذ يحاول
المنظمون اختيار الوقت المناسب لكي لا يضيفوا أعباء على المتظاهرين السلميين.
ويراهن الفلسطينيون على استمرار هذه المسيرات، على الرغم من العروض الكثيرة للتهدئة والهدوء التي تواصل طرحها أخيراً، لكن استمرار الحراك على الأرض سيكون بالتأكيد عاملاً معززاً لأي تحرك سياسي وإنساني يعمل من أجل مساعدة الغزيين وإنهاء معاناتهم المستمرة منذ 12 عاماً وأكثر.