أعلنت منظمة "يونسيف" أنه على الرغم من التقدم الكبير المحرز في ارتفاع معدلات الالتحاق بالمدرسة في العقد الماضي، لا يزال هناك "طفل واحد من بين كل أربعة أطفال ويافعين، أي أكثر من 21 مليون طفل في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خارج المدرسة أو مهدداً بتركها".
أطلقت منظمة الأمم المتحدة "يونيسيف" بالشراكة مع معهد اليونسكو للإحصاء "التقرير الاقليمي بشأن الأطفال خارج المدرسة"، تحت عنوان "كلنا في المدرسة:الشرق الأوسط وشمال افريقيا المبادرة للأطفال خارج المدرسة"، وذلك في مؤتمر صحافي، ظهر اليوم في بيروت.
وبحسب التقرير المشترك ففقد انخفض عدد الأطفال خارج المدرسة في منطقة الشرق الاوسط وشمال إفريقيا بنحو 40 في المئة خلال العقد السابق، لكن التقرير أشار إلى أن هذا التقدم تباطأ خلال الفترة الأخيرة بسبب "مزيج من العوامل مثل الفقر والتمييز وتدني جودة التعليم والنزاع".
وفي هذا الصدد قالت مديرة مكتب يونيسف الإقليمي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ماريا كاليفس إنه في الوقت الذي "تمر فيه المنطقة بالتغيير والاضطرابات لا يمكن أن نسمح بتسرب 21 مليون طفل، يجب أن يتم تقديم الفرص للأطفال ليتمكنوا من الحصول على المهارات التي يحتاجونها من أجل لعب دورهم في التحول الذي تشهده المنطقة".
وأشارت كاليفس، حسب التقرير إلى أنه على "الحكومات أن ترفع من مستوى جهودها بصورة مستعجلة، وأن تعطي الأولوية بشكل أساسي للاحتياجات التعليمية للعائلات الهشة والفقيرة، كما أن هناك حاجة لوضع سياسات جديدة لتكثيف برامج تنمية الطفولة المبكرة والتصدي لقضية تسرب الطلاب من المدارس، والتمييز بين الجنسين ومساعدة المزيد من الأطفال في مناطق النزاع للوصول إلى التعليم".
بدورها، أكدت مديرة معهد يونسكو للإحصاء سيلفيا موتوبيا "إننا نحتاج لتدخلات تستهدف فئات معينة لنتمكن من الوصول إلى العائلات التي هجرت نتيجة النزاعات والفتيات المرغمات على البقاء في المنزل والأطفال المجبرين على العمل". وأوضحت أن التقرير يتضمن البيانات اللازمة لتحديد هؤلاء الاطفال بشكل أفضل، والعوائق التي "يواجهونها والسياسات اللازمة من أجل الوصول إليهم". وأشارت إلى أن على الجهات المانحة "تخصيص المزيد من الأموال لسدّ الفجوات التي تبقي الأطفال خارج غرفة الصف".
وحسب التقرير "يصل عدد الأطفال واليافعين غير الملتحقين بالمدرسة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى 12,3 مليون طفل، وحسب الإحصاءات الأخيرة فإن أكثر من 6 مليون طفل آخر معرضين لخطر ترك المدرسة، كما أن هناك 3 ملايين طفل آخرين خارج المدرسة في سورية والعراق، "حيث دمر النزاع هناك جزءاً كبير من جهاز التعليم.
ويشير التقرير إلى أنه فيما تتسع دائرة العنف "يتعرض ملايين من الأطفال لخطر التحول إلى جيل ضائع بسبب الحرمان من الحصول على المعرفة والمهارات اللازمة للنجاح في مرحلة البلوغ، كما تعاني ثماني دول أخرى في المنطقة من النزاعات المسلحة أو الاضطرابات السياسية التي تمنع الأطفال من التعلم".
ويركز التقرير على أن "البنات بشكل خاص معرضات لترك المدرسة بسبب التوجهات المسلكية الاجتماعية والزواج المبكر والنقص في عدد المدرسات النساء، وفي المعدل يتدنى احتمال التحاق البنت بالمدرسة عن احتمال التحاق الولد بها بنسبة 25 في المئة". ويُضيف التقرير أن "ارتفاع معدلات التسرب من المدارس بين اليافعين يعود لتدني جودة التعليم والبيئة المدرسية".
وعن الأزمة السورية، التي دخلت عامها الخامس، أوضح التقرير أن أكثر من 2,6 مليون طفل سوري هم الآن خارج المدرسة في سورية والبلاد المجاورة، مؤكداً أن الأزمة السورية "دفعت بقدرات الخدمات الاجتماعية الأساسية إلى نقطة الانهيار، حيث كان لها تأثير مدمر على 4.5 ملايين طفل"، لافتاً إلى أن "من بين كل 5 مدارس في سورية، هناك مدرسة واحدة قد دمرت أو تضررت أو استخدمت لأغراض أخرى (20 في المائة من المدارس)".
وتابع أن سورية "خسرت حتى الآن، نحو 20 في المائة من أعضاء هيئة التدريس والمرشدين الاجتماعيين".
اقرأ أيضاً:مبادرة قطرية لتعليم ضحايا الصراعات في المنطقة