يوم حزين في الحرم

25 سبتمبر 2015
توجّه الهلال الأحمر إلى موقع الحادثة للإحاطة بالوضع (واس)
+ الخط -

أدت حادثة التدافع التي وقعت، صباح أمس الخميس، على جسر الجمرات في منى، نتيجة تدافع أكثر من 1.9 مليون حاج كانوا يتوجهون لرمي جمرة العقبة الكبرى، إلى وقوع أكثر من 717 قتيلاً و863 مصاباً (حتى مساء الأمس).

ولم تعلن الجهات الرسمية حتى الآن أسباب التدافع، ولكن يتوقع أن يعلن عن ذلك خلال أيام بعد أن أمر ولي العهد ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بتشكيل لجنة تحقيق عليا تتولى التحقيق في هذا الحادث ومسبباته وصولاً إلى معرفة الحقيقة ورفع ما يتم التوصل إليه من نتائج ومرئيات إلى الملك سلمان بن عبد العزيز.

من جهته، أكد المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن "الحادث نتج عن التزاحم والتعارض في الحركة بين أفواج الحجيج، كما ساهمت درجات الحرارة المرتفعة في ذلك"، مشدداً على أنه لم يتم بعد تحديد أسباب ارتفاع كثافة الحجيج في التدافع. وأضاف في مؤتمر صحافي عقده مساء أمس :"من الأفضل انتظار النتائج"، مشيراً إلى أن مشعر منى له حدود شرعية ولا يمكن تغييرها، وبناء على ذلك فضيق الشوارع في منى أمر واقع لا يمكن معالجته بسهولة.

وأكد شهود عيان لـ"العربي الجديد" أن "الحشود كانت تسير بشكل طبيعي، حين حدث توقّف مفاجئ في المقدمة، في وقت واصلت فيه الحشود المتأخرة زحفها نحو الجسر ليحدث تزاحم شديد، تسبب في سقوط كبار السن والنساء، ودهسهم تحت الأقدام". وقال الحاج موسى الناعور لـ"العربي الجديد": "كانت الأمور تسير بشكل طبيعي. فجأة حدث توقف في الأمام، مما أدى إلى وقوعنا تحت ضغط كبير من الحجاج القادمين من الخلف. تعرّضتُ لكثير من الإصابات والرضوض، ولكني نجحت في الخروج من الطريق في الوقت المناسب".

وأكد المتحدث الرسمي للمديرية العامة للدفاع المدني السعودي أنه "عند الساعة التاسعة من صباح أمس الخميس، وأثناء توجه حجاج بيت الله الحرام إلى منشأة الجمرات لرمي جمرة العقبة حدث ارتفاع وتداخل مفاجئ في كثافة الحجاج المتجهين الى الجمرات عبر الشارع رقم (204) عند تقاطعه مع الشارع رقم (223) بمنى، مما نتج عنه تزاحم وتدافع بين الحجاج وسقوط أعداد كبيرة منهم في الموقع".

وتوجّه رجال الأمن وهيئة الهلال الأحمر السعودي فور وقوع الحادث نحو الموقع بهدف السيطرة على الوضع ومنع حركة المشاة باتجاه موقع التزاحم والتدافع، وإسعاف الحجاج وإنقاذ المحتجزين منهم، وتم إيقاف الحركة في الشوارع المحيطة بالمكان. وشارك أكثر من أربعة آلاف عنصر من الدفاع المدني في الإنقاذ مستخدمين أكثر من 220 آلية.

واستنفرت السعودية جهودها، فتابع أمير منطقة مكة المكرمة، خالد الفيصل الحادث، فيما تابع وزير الصحة، خالد الفالح، سير العمل في المستشفيات التي استدعت كامل طواقمها. وأكد الفالح أن "جميع المستشفيات في المشاعر والعاصمة المقدسة مستنفرة لعلاج وإسعاف المصابين". واستنفرت المستشفيات كوادرها البشرية وإمكانياتها الفنية لإسعاف المصابين، فيما تم نقل الوفيات إلى البرادات التي امتلأت على آخرها.

وشهد مستشفى منى الجسر وصول الكثير من سيارات الإسعاف من كل القطاعات للمشاركة في نقل المصابين، كما شهدت بواباته ومداخله ازدحاماً كبيراً وتجمهراً من ذوي المصابين والمتوفين. وباشر الهلال الأحمر السعودي عبر فرق الإسعاف الجوي إخلاء مرضى سابقين من المستشفيات التابعة لوزارة الصحة في مشعر منى ونقلهم إلى مستشفيات أخرى خارج نطاق المشاعر المقدسة.

إلى ذلك، حمّل رئيس منظمة الحج في إيران سعيد عبيدي "سوء إدارة" السعودية مسؤولية تدافع الحجاج خارج مكة والذي قتل فيه 21 حاجاً إيرانياً.

مشاركة المروحيات بالإنقاذ

كشف مستشار رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي لشؤون الطيران، الكابتن محمد الغنيم، إن "الإسعاف الجوي نقل أكثر من 27 حالة من مستشفيات منى حتى يتم استيعاب الحالات والإصابات في حادثة التدافع"، مؤكداً أنه "تم تشغيل جميع الطاقات الاستيعابية للإسعاف الجوي والبالغ عددها 14 طائرة (مروحية) ما بين مباشرة الحالات والإخلاء من المستشفيات حتى يتم توفير أسرّة للحالات الأكثر حرجاً".


اقرأ أيضاً: الحادثة الأكبر منذ عام 1990
دلالات