وهاجمت قوات الاحتلال، جموع الفلسطينيين عند باب الساهرة وصلاح الدين في القدس، بالرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، بينما تم إبلاغ الهلال الأحمر الفلسطيني بمنع تواجد سيارات الإسعاف والطواقم بِمَا فيها الطواقم الراجلة، في منطقة باب الأسباط ومحيطها، من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وتعاملت طواقم الإسعاف الطبي، بشكل مبدئي مع إصابتين بالرصاص الحي تم نقلهما إلى المستشفى الميداني، بينما تعاملت مع إصابة أخرى نقلت لذات المستشفى بسبب السقوط، فيما قدمت العلاج الميداني لأربعة شبان أصيبوا بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، خلال المواجهات العنيفة التي اندلعت مع قوات الاحتلال في شارع صلاح الدين.
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني، أنه على أهبة الاستعداد التام للطوارئ لأي أحداث متوقعة، اليوم الجمعة، حيث ستعمل جميع الطواقم وهي 14 سيارة إسعاف خاصة بالهلال، في المستشفى الميداني الذي أقامه في ساعة مركز الإسعاف التابع له، في حي الصوانة بمدينة القدس المحتلة.
واعترضت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، طريق عشرات الحافلات التي تقل مصلين من الداخل الفلسطيني، ومنعتها من الوصول إلى مدينة القدس، تلبية لدعوة النفير التي كررها، أمس الخميس، مفتي القدس الشيخ محمد حسين بعد صلاة العشاء في باب الأسباط.وقامت عناصر الشرطة الإسرائيلية، منذ ساعات الفجر، بنصب حواجز على الطرق المؤدية للقدس من مختلف أنحاء فلسطين الداخل، من الشمال وحتى الجنوب، وأعادت حافلات وسيارات فلسطينيين من الداخل، من النقب والمثلث والجليل، وذلك لمنع وصول آلاف المصلين للقدس، تزامناً مع منع أهالي الضفة الغربية المحتلة من الوصول إليها.
وكانت الهيئة الإسلامية في مدينة يافا، قد أعلنت، أمس الخميس، عن إغلاق المساجد في المدينة، اليوم الجمعة، وتوجيه المصلين للصلاة في القدس، فيما دعت اللجنة الشعبية في مدينة أم الفحم، التي سقط منها الشهداء الثلاثة في الاشتباك المسلح مع قوات الاحتلال الجمعة الماضي، إلى شدّ الرحال للمسجد الأقصى، وتوحيد صلاة الجمعة لمن لا يستطيع السفر إلى القدس، في مسجد واحد، وتخصيص خطبة الجمعة اليوم لنصرة المسجد الأقصى.
واعتقلت الشرطة الإسرائيلية وعناصر المخابرات، أمس الخميس، عدداً من نشطاء الهيئة الإسلامية في يافا للتحقيق معهم.
إلى ذلك، قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، منذ أمس الخميس، وضع خمس فرق عسكرية من جنود جيش الاحتلال على أهبة الاستعداد، في مناطق الاحتكاك وعند الحواجز العسكرية في الضفة الغربية، فيما دفعت، صباح اليوم الجمعة، بأكثر من 3000 شرطي وعنصر من حرس الحدود إلى مدينة القدس المحتلة.
وتمركز العشرات من عناصر حرس الحدود، منذ ساعات الفجر، عند بوابات البلدة القديمة وخاصة في باب العامود وباب الساهرة وباب الأسباط، مع حركة نشطة لدوريات الشرطة في شارعي صلاح الدين والسلطان سليمان، وتشديد الوجود العسكري عند مخارج البلدات والقرى الفلسطينية المحيطة في القدس، مثل حي جبل المكبر والعيساوية والطور وراس العامود لعرقلة وصول المقدسيين إلى البلدة القديمة.
وجاء هذا التصعيد المتوقع، بعد ساعات من قرار المجلس الأمني والسياسي للحكومة الإسرائيلية، الليلة الماضي، إبقاء مسألة نزع البوابات الإلكترونية على أبواب الأقصى رهناً بقرار الشرطة، في محاولة من حكومة الاحتلال الإسرائيلي للترويج للادعاء القائل إنّ قرار نصب البوابات على مداخل الأقصى هو لأسباب أمنية، وليس قراراً سياسياً يدخل ضمن سعي حكومة الاحتلال الدؤوب لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، وصولاً إلى حالة من التقسيم الزماني والمكاني على غرار ما حدث في الحرم الإبراهيمي الشريف، بعد المذبحة التي ارتكبها الإرهابي باروخ غولدشتاين عام 1994.
في المقابل، واصل المقدسيون، فجر اليوم، أيضاً لليوم السادس على التوالي، إقامة الصلاة خارج المسجد الأقصى.
وشهد، مساء أمس الخميس، مواجهات شديدة بين الاحتلال الإسرائيلي، وآلاف المصلين الفلسطينيين الذين احتشدوا في بابي الأسباط والمجلس، لأداء صلاتي المغرب والعشاء. فقد اعتدى الاحتلال، أمس الخميس، على المصلين في باب الأسباط، بالقنابل الصوتية والقنابل المسيلة للدموع، كما اعتدى عليهم بالضرب بالهراوات.
وأصيب أكثر من 40 مصلياً تم نقلهم لمستشفى المقاصد في جبل الطور، فيما حاول الاحتلال عرقلة عمل طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني، ومنع سيارات الهلال الأحمر من الوقوف قريباً من تجمع المصلين، بينما أغلق الاحتلال، أمس الخميس، مقبرة باب الرحمة عند باب الأسباط.
وتسود مدينة القدس حالة غليان وغضب شديدين تنذر بانفجار الأوضاع كلياً في القدس والضفة الغربية المحتلة، وهو ما يخشاه جيش الاحتلال وأجهزة المخابرات، والتي كانت أوصت بوجوب رفع البوابات الإلكترونية أمام الأقصى، إلا أنّ وزير الشرطة الإسرائيلية جلعاد أرادن، رفض ذلك، واضطر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، إلى تبنّي موقف أردان خوفاً من انتقادات اليمين له.
وتأتي هذه الخطوات، رغم الحديث المتواصل، منذ أسبوع، عن مساعٍ واتصالات مع السعودية والأردن، لإيجاد حل ومخرج من الأزمة التي تهدد بحسب تقييمات الأجهزة الأمنية، بإشعال الأرض المحتلة، وتخوفات من امتداد ألسنة اللهب إلى دول مجاورة، خصوصاً الأردن.