يومُ الأسطورة... 40 عاماً يا بوفون

28 يناير 2018
بوفون يعتبر أفضل حارس في العالم تاريخياً (Getty)
+ الخط -

يتقدم في السنّ، لكنه يبقى دائماً كالجوهرة المشعّة. 40 عاماً مرّت على ولادة الأسطورة الإيطالية جانلويجي بوفون، الذي يعتبر، في رأي قسمٍ كبير من نجوم هذه اللعبة ونقادها، الأفضل في التاريخ، لما قدّمه في الملاعب لسنوات طويلة، ومعه اليوم نعود لنستعرض بعض الومضات من مسيرته الزاخرة بالإنجازات، وكذلك الوفاء وبعض الأحزان.

عائلة رياضية بامتياز
وُلد بوفون يوم الثامن والعشرين من يناير 1978 في كارارا الإيطالية. وفي عائلة رياضية، تعلّم تدريجياً حب كرة القدم، فوالدته ماريا ستيلا كانت رامية للقرص، فيما كان والده أدريانو بطلاً في رفع الأثقال، وشقيقتاه فيرونيكا وغويندالينا مثّلتا منتخب إيطاليا في الكرة الطائرة، أما خاله دانتي ماسوكو فكان لاعب كرة سلة ودافع عن ألوان المنتخب ولعب في الدرجة الإيطالية الأولى.

الخطوة الأولى
في عمر الـ13 عاماً، التحق بوفون بأكاديمية بارما العريق، وهناك بدأ لعب كرة القدم في مركز خط الوسط، قبل أن يتحول للعب في حراسة المرمى، وتبدأ القصة رسمياً عام 1995 حين شارك على إثر إصابة الحراس في الفريق، ليصبح بعدها الرقم واحد هناك، فدافع عن ألوان بارما في 220 مباراة، وتُوج بثلاثة ألقاب: كأس إيطاليا والسوبر والدوري الأوروبي.

في ثلوج روسيا
بسبب تألقه مع بارما، استُدعي بوفون للمنتخب الإيطالي، وبينما كان جالساً على مقاعد البدلاء خلال مباراة صعبة في روسيا وسط تساقط كثيف للثلوج، تعرّض الحارس المخضرم جيانلوكا باليوكا للإصابة، مما زاد معاناة إيطاليا للتأهل إلى مونديال 1998، فأقدم تشيزاري مالديني على اتخاذ قرار تاريخي بإشارك بوفون صاحب الـ19 عاماً، وبالفعل قدّم مباراة مميزة وبات على إثرها الرقم 1.

التصدي الخيالي
نتقدم في مسيرة بوفون، حسب الأحداث التي عاشها، وهنا سنعود معه إلى تلك المباراة الودية سنة 1998 على ملعب "إينيو تراديني"، حين التقت إيطاليا بمنتخب البارغواي وفازت بنتيجة 3-1. وبحضور 25 ألف متفرج، حصل لاعبو البارغواي على ضربة ركنية لُعبت إلى داخل المنطقة، فمرّت من المدافعين لتجد لاعب الزوار الذي سددها من مسافة قريبة للغاية، لكن المفاجأة كانت حين طار جيجي وأنقذها ببراعة بيدٍ واحدة.


حقبة يوفنتوس الأولى
يوم 3 يوليو/تموز 2001، انتقل بوفون إلى يوفنتوس، في حدثٍ تاريخي، حين بات أغلى حارس في العالم على مرّ الزمن، إذ دفع البيانكونيري 51.956 مليون يورو، لعلمه أن جيجي سيكون الخيار الأنسب له.

مع السيدة العجوز، عاش بوفون في الفترة الأولى لحظات مميزة وأخرى صعبة، بداية توج بلقب الدوري الإيطالي مرتين وكذلك السوبر، لكنه خسر في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2003 بركلات الترجيح، لكن الصدمة الأكبر كانت في موسمي 2004-2005 و2005-2006، أي قبل بطولة كأس العالم.

التتويج بالمونديال والفضيحة
دخلت الكرة الإيطالية في عام 2006، مع وصول كأس العالم، في إحدى أكبر الفضائح في تاريخها، بسبب تلاعب الأندية بالنتائج، وكان يوفنتوس المتضرر الأكبر، حيث تم إسقاطه للدرجة الثانية. ورغم تأثر اللاعبين بالمنتخب بذلك، استطاع الأتزوري بقيادة مارتشيلو ليبي الخروج من الأزمة وقاده إلى تحقيق اللقب على حساب منتخب فرنسا، حينها تألق بوفون أمام زين الدين زيدان، ليقود بلاده بركلات الترجيح إلى حمل النجمة الرابعة.

حقبة يوفنتوس الثانية
ما قبل "الكالتشيو بولي" مختلف عما بعده، فقرار اللعب في الدرجة الثانية لم يكن سهلاً على لاعبين متوّجين بلقب كأس العالم.. فزامبروتا انتقل إلى برشلونة، وفابيو كانافارو حط رحاله في ريال مدريد. وبالرغم من العروض التي وصلت إلى بوفون وأليساندرو ديل بييرو وتريزيغيه وندفيد وكامورانيزي، فضّل هؤلاء البقاء والدفاع عن ألوان السيدة العجوز، لإعادتها إلى سابق عهدها.

تُوج بوفون حينها بلقب دوري الدرجة الثانية، وبعدها كان شاهداً على إعادة بناء الفريق الذي سيطر، في السنوات الأخيرة، على الكرة الإيطالية بشكل مطلق، بتتويجه ست مرات متتالية بلقب الدوري والكأس ثلاث مرات. لكن الخيبة الأكبر له، عدم تحقيق دوري الأبطال حتى اللحظة، إذ خسر في 2015 في النهائي أمام برشلونة، وفي 2017 أمام ريال مدريد.

صدمة السويد
في تصفيات كأس العالم 2018، حلّت إيطاليا ثانية خلف إسبانيا في دور المجموعات، مما أجبرها على خوض الملحق الأوروبي، فالتقى بوفون وزملاؤه السويد، لكن الصدمة كانت بالخسارة ذهاباً ثم التعادل بدون أهداف في سان سيرو، لتفشل إيطاليا في التأهل لأكبر مسابقة في عالم كرة القدم، ويُحرم جيجي بذلك من المشاركة، ليقرر الاعتزال الدولي.