يوميات ديما قائدبيه.. ملاحظات عن لبنان والنسوية البيئية

05 يوليو 2020
من حريق الغابات في لبنان العام الماضي
+ الخط -

تأسست منصة "ويكي الجندر" العام الماضي، في محاولة لإنتاج معرفة نسوية مفتوحة في قضايا الجندر والنساء باللغة العربية، وتسعى إلى أرشفة الوثائق المختلفة لتصبح الويكي كشكول يساعد المهتمين والباحثات بمجال الجندر والنسوية وقضايا النساء إلى الوصول لتلك المصادر والوثائق.

تقيم المنصة ندوة افتراضية عنوانها "النسوية البيئية"، عند السادسة من مساء الأربعاء المقبل في لقاء تديره المشاركة في تأسيس "ويكي جندر" إسلام خطيب من القاهرة و الباحثة الأكاديمية ديما قائدبيه من بيروت.

تأتي المحاضرة للحديث عن علاقة النسوية البيئية بما يعيشه العالم اليوم من أزمة مناخية ذات أبعاد غير مسبوقة، وبحسب بيان المحاضرة "يتلاشى الأمل في إمكانية تغيير الواقع الحالي مع تصاعد سيناريوهات نهاية العالم وتنّوع مظاهره بين حرائق في الغابات وفيروس يحجر العالم". 

من هنا جاءت مبادرة "ويكي جندر" بتقديم النسوية البيئية بهدف توسيع الأدوات المفاهيمية باللغة العربية حول القضايا البيئية المختلفة، وانعدام العدالة في توزيع ثروات الأرض واستغلالها وعلاقة ذلك بالنساء باختلاف هوياتهن وحيواتهن.

تتناول قائدبيه المذكرات التي كتبتها في تشرين الأول/ أكتوبر 2019، وتحدثت عن أزمات لبنان البيئية

تقف المحاضرة عند الفترة الحالية باعتبارها لحظة سياسية يمكن استخدامها لمراجعة جذور وتاريخ النظريات وحراكات النسوية البيئية حول العالم والتأمل في واقعنا وقضايانا في المنطقة لرسم مسار يمكننا الإستفادة منه اليوم. 

وتقدم قائدبيه النسوية البيئية كمدرسة فكرية، لها عدة نماذج ثقافية وروحية واجتماعية واشتراكية،كما يجري تناول تجربة وانجاري ماثاي التي أسست عام 1977، حركة الحزام الأخضر التي زرعت أكثر من 30 مليون شجرة في أفريقيا، وترأست المجلس القومي للمرأة في كينيا منذ عام 1981 وحتى 1987.

كذلك تقف الأمسية عند احتجاجات النساء السلاليات في المغرب اللواتي بدأن عام 2007 بتنظيم أنفسهن للدفاع عن حقوقهن في الأرض. حيث سلكت مجموعة منهن بشكل فردي طريق توعية الباقيات وحثهن للمطالبة بالانتفاع وبدأن معًا بتنظيم المظاهرات والاحتجاجات.

وتتناول قائدبيه المذكرات البيئية التي كتبتها في تشرين الأول/ أكتوبر 2019، وتحدثت فيها عن أزمات لبنان البيئية والحريق الذي نشب العام الماضي والتلوث ومصادرة الشواطئ.

ومما كتبت فيها "آخر يوم من ورشة عمل أخذتنا إلى قبرص. أسرق مع صديقتي نصف ساعة توقّفَ فيها المطر لنتمشّى على الشاطئ ونتكلّم. شاطئ عام. نضحك على أنفسنا من هذا الشعور الغريب الذي أحسسنا به: معقول فينا نمشي هيك على الشط؟ معقول ما رح يجي حدا يشحطنا ويقلنا انو عم نتعدّى على أملاك خاصة؟".

وتكمل في اليوميات نفسها "ليست المرة الأولى في السنوات الماضية التي نتمشى وندردش قرب البحر، لكنها المرّة الأولى نشعر فيها بفداحة ما خسرناه، ما سلبته السلطة السياسية-المالية في لبنان منّا. شاطئ عام كحق للجميع الاستمتاع به، وحيث لا يفرغ أي منتجع مجاريره في بحرنا". 

وتكتب في يوم آخر : "هاجسي حركة بيئية نسوية. أو ثورة بيئية نسوية. أفتّش منذ فترة عن تاريخ تتقاطع فيه الحركتان النسوية والبيئية في لبنان، ولم أجده بعد. هو موجود في عمل بعض الافراد والمجموعات، في بعض المحاولات، ومنها ما نقوم بها في ورشة المعارف، لكنه لم يصبح حركة او تقاطع فعلي لحركتين بعد. أتابع بعضًا من نضال الحركة البيئية هنا، لكنني أعرف أيضًا كم ستستفيد هذه الحركة من المنظور النسوي الشامل، وكم ستوسّع الحركة البيئية كذلك نطاق عمل حركتنا النسوية". 

 

المساهمون