يوغا ولبن يونانيّ

22 يونيو 2016
ليست مجرّد "نزعة" (فرانس برس)
+ الخط -

"تُعَدّ اليوغا تمريناً بدنياً وعقلياً وروحياً قديماً نشأ في أرض الهند. ومفردة يوغا المشتقّة من اللغة السنسكريتيّة، تعني الاتحاد وترمز إلى وحدة الجسد والشعور". بهذا الشرح، تختصر منظمة الأمم المتحدة تعريفها اليوغا، في اليوم العالميّ الذي خصّصته لها. صحيح. لليوغا أيضاً يومها، الذي احتفل العالم به أمس للسنة الثانية على التوالي. تُكمل المنظمة شرحها: "تُمارَس اليوغا اليوم بطرق متنوّعة في أرجاء العالم، كذلك فإنّها تزداد شعبيّة".

الشعبيّة. هذا أمر أكيد، على الأقلّ في بيروت وفي بعض المدن العربيّة. وتكثر صفوف اليوغا التي تُعلِن عنها مراكز ونوادٍ رياضيّة، وأخرى "ثقافيّة". "اليوغا ليست رياضة فحسب"، بحسب ما تروّج تلك الأخيرة. ولأنّها أكثر من رياضة، من دون أن يشرح القائمون عليها معنى الـ "أكثر" للراغبين فيها، فإنّ تكلفتها لا بدّ من أن تكون غير ما يتقاضاه المدرّبون لقاء صفوف رياضيّة من أنواع أخرى "سطحيّة". لا يهمّ. لكلّ شيء ثمنه الذي يستحقّ.

وليست اليوغا أحدث النزعات أو "الصرعات". ثمّة أخرى عديدة، بيد أنّها بأكثرها تُدرج على قائمة "الأغذية السليمة". منها، حبوب الكينوا التي راحت تهجّن الأطباق المحليّة الأصليّة. التبّولة اللبنانيّة الشهيرة مثالاً. يا ليت أحدهم يشرح لنا علمياً وبدقّة محايدة، ما هي الفوائد الغذائيّة لاستبدال البرغل البلديّ في التبّولة بالكينوا المستوردة من جبال الأنديز في أميركا الجنوبيّة.

منها أيضاً، المأكولات الخالية من الغلوتين أو "غلوتين فري". والغلوتين مادة بروتينيّة دبقة نجدها في دقيق القمح. بعض الأشخاص يعانون من حساسيّة تجاهها ويُمنعون طبياً من تناول كلّ المنتجات التي تحتويها، إذ يشكّل ذلك خطراً عليهم. غير ذلك، لا يستفيد أحد من أصناف كثيرة تُعرَض في المتاجر وتُسوَّق بأسعار مرتفعة، لحرص على سلامة غذائنا. هذه ليست ضرورة للعامة. فلنثق بذلك.

من تلك "الصرعات" أيضاً، اللبن اليوناني. عذراً! أقصد "غريك يوغورت". إذا لم تتذوّقه بعد، فلستَ مضطراً إلى ذلك، إلا إذا رغبتَ في تناول لبنة "محلّاة"، ودفع ثمن العبوة الصغيرة منها، أربعة أضعاف ما تساويه اللبنة البلديّة أو اللبن المحلّى المنكّه.

بالعودة إلى اليوغا، "يرمي يومها العالميّ إلى إذكاء الوعي العالميّ حول الفوائد الكثيرة لممارسة اليوغا". تنهي الأمم المتحدة بيانها الخاص. لعلّ ذلك يشجّع هؤلاء الكثيرين الذين يرفعون اليوم "لواء اليوغا"، على بذل قليل من الجهد بهدف الاطلاع على ما يُعدّه أهل اليوغا الأصليّون "هديّة لا تقدّر بثمن من تقاليدنا القديمة وتجسّد وحدة الجسد والعقل، والفكر والعمل... هي ليست تمريناً وحسب وإنّما وسيلة لاكتشاف شعور الوحدة مع النفس ومع العالم ومع الطبيعة". الأمر ليس مجرّد "نزعة".


دلالات
المساهمون