تأهلت تركيا في اللحظات الأخيرة من التصفيات، رغم أنها لم تخض الملحق الأوروبي، لكنها تأهلت بشكل مباشر كأفضل ثالث في التصفيات، ليعود المنتخب التركي إلى بطولة اليورو بعد أن غاب عن نسخة العام 2012 في سويسرا وأوكرانيا، وتألق في بطولة يورو 2008 التي حقق فيها المركز الثالث عن جدارة واستحقاق.
لمحة تاريخية
لا يملك المنتخب التركي سجلاً حافلاً في بطولات كأس العالم و"اليورو"، لكنه من المنتخبات الأوروبية العنيدة والمقاتلة والتي إذا حضرت في البطولات الكبيرة لا تخرج بسهولة، وتقاتل من أجل تقديم أفضل مستوى كروي.
وتاريخ المنتخب التركي يشهد عليه، فهو ورغم مشاركته الضئيلة في البطولات القارية والعالمية، إلا أنه يترك بصمة مُميزة في كل مرة يشارك. شارك المنتخب التركي لأول مرة في مونديال سويسرا 1954، ولعب ثلاث مباريات، فاز في واحدة وخسر مباراتين وتلقت شباكه 11 هدفاً في مقابل تسجيله عشرة أهداف.
وفي مونديال كوريا واليابان 2002، نجح المنتخب التركي في تحقيق إنجاز تاريخي بوصوله لأول مرة في تاريخه إلى الدور النصف نهائي. فهو تأهل من المجموعة الثالثة التي كانت تضم البطل آنذاك، البرازيل، وكوستاريكا والصين، تأهلت تركيا من المركز الثاني بعد أن جمعت أربع نقاط، ثم تخطت في الدور الثاني المنتخب الياباني بهدف نظيف، لتصل إلى الدور الربع نهائي. وهناك لعبت مع السنغال وفازت عليها أيضاً بهدف نظيف لتبلغ الدور النصف نهائي، قبل أن تخسر من البرازيل بهدف نظيف، في لقاء قدمت فيه تركيا مستوى كبيراً ومُلفتاً.
وحل ثالثاً بعد أن هزم أصحاب الأرض المنتخب الكوري الجنوبي (2 – 1). وفي يورو 1996 خرج من دور المجموعات، وفي يورو 2000 خرج من الدور الربع نهائي، بينما في يورو 2008، قدم أفضل أداء له وحصل على المركز الثالث.
الطريق إلى اليورو
لم يبدأ المنتخب التركي التصفيات الأوروبية بشكل جيد، وانتظر حتى الجولة الرابعة لكي يستفيق من غيبوبته، إذ افتتح التصفيات بخسارة كبيرة أمام أيسلندا بثلاثة أهداف نظيفة، ثم خسر من تشيكيا (2 – 1). وفي الجولة الثالثة تعادل المنتخب التركي مع لاتفيا (1 – 1).
بعد كل هذه النتائج المخيبة للآمال، حقق المنتخب التركي أول فوز له على كازاخستان (3 –1)، ثم تعادل مع هولندا (1 – 1)، وجدد فوزه على المنتخب الكازاخستاني بهدف نظيف، ثم تعادل مع لاتفيا (1 – 1)، وعاد وحقق فوزاً مهماً على هولندا بثلاثة أهداف نظيفة، وانتقم من تشيكيا بفوزه بهدفين نظيفين، وفي الجولة الأخيرة حسم الأمور لمصلحته أمام المتصدر المنتخب الأيسلندي، وفاز عليه بهدف نظيف.
رفعت تركيا مع نهاية التصفيات رصيدها إلى 18 نقطة في المركز الثالث خلف أيسلندا التي أصبحت ثانية بعد خسارتها من تركيا، والمتصدرة الجديدة تشيكيا التي جمعت 22 نقطة. ليضع المنتخب التركي نفسه في دوامة التصفيات الأخيرة لأصحاب المركز الثالث في التصفيات.
لكن المنتخب التركي وبعد إلغاء نتائجه مع متذيل المجموعة، المنتخب اللاتفي، خسر نقطتين فقط، ليصبح رصيده النهائي من النقاط 16 نقطة، ويتأهل مباشرةً إلى "يورو" 2016 بصفته صاحب أفضل مركز ثالث في المجموعات الأوروبية التسع.
وبذلك يصل المنتخب التركي للمرة الرابعة في تاريخه إلى بطولة "اليورو"، وسيحاول تحقيق بعض النتائج الجيدة في البطولة خلال الصيف.
تكتيك المنتخب التركي
يملك المدرب التركي فاتح تيريم عناصر جيدة على أرض الملعب، من بينها النجم أردا توران الذي سيلعب دور القائد في بطولة اليورو، بالإضافة إلى هاكان كالهانغولو، نجم باير ليفركوزن الألماني، المختص في الركلات الحرة المباشرة.
ولدى فاتح تيريم عقل تدريبي أكثر من رائع، وفي حال طبق اللاعبون تعليماته الفنية بحذافيرها، فإن المنتخب التركي سيقدم مستوى كروياً جيداً في البطولة، خصوصاً أن تركيا تلعب بأسلوب جماعي وهجومي ولا تسمح للخصم بامتلاك الكرة كثيراً خلال المباريات. ومنتخب تركيا أظهر خلال التصفيات أنه قادر على مقارعة الكبار رغم البداية المتعثرة قليلاً.
وذلك لأن تركيا نجحت في الفوز على تشيكيا، بطل المجموعة، في عقر دارها، كما وفازت على المنتخب الأيسلندي الذي كان متصدراً قبل الجولة الأخيرة من التصفيات، هذا الأمر يُثبت أن المدرب يملك خطة تكتيكية قادرة على إيقاف أقوى منتخبات اليورو وليس هناك جدل حول أفكار فاتح تيريم الفنية.
وكانت الصحافة التركية قد شنت هجوماً على المدرب تيريم، في وقت سابق، وانتقدته بسبب عدم تغيير التكتيك المعتمد في كثير من المباريات، وبدلاً من التركيز على عناصر مُميزة في المنتخب فقط، كان يجب التفكير في المجموعة بشكل كامل، وذلك لأن تيريم كان يعتمد على مفاتيح لعب في المنتخب ولا يُركز على المجموعة ككل.
حظوظ تركيا في المجموعة
يلعب المنتخب التركي في المجموعة الرابعة من اليورو، والتأهل عن هذه المجموعة سيكون بمثابة المعجزة لكل منتخب في هذه المجموعة، التي تضم إسبانيا، تشيكيا وكرواتيا، إلى جانب تركيا، لذلك فإن مهمة المنتخب التركي ليست سهلة أبداً وستكون من الأصعب.
الحصول على المركز الثالث المؤهل هو أضعف الخيارات التي يملكها المنتخب التركي، لأنه سيلعب ضد المنتخب الإسباني، أقوى منتخبات المجموعة، وسيخوص لقاءً ثأرياً ضد تشيكيا التي فاز عليها في التصفيات بعد أن كان تفوقت عليه تشيكيا في الذهاب، وأخيراً مواجهة المنتخب الكرواتي الذي يملك عناصر أكثر من مرعبة ستُنافس بقوة على وصافة المجموعة، إن لم يكن الصدارة.
عبور المنتخب التركي إلى الدور الثاني بحاجة إلى تركيز كبير من كل اللاعبين، واستعمال تكتيك دفاعي مع التركيز على الهجمات المرتدة، أي خيار غير ذلك سيكون بمثابة عملية انتحارية أمام ثلاثة منتخبات تملك هجوماً قوياً جداً برهن عن نفسه في التصفيات الأوروبية.
تشكيلة تركيا المتوقعة
حراسة المرمى: فولكان باباكان، تولغا زينغلن، أونور كيفراك.
خط الدفاع: سيردار أزلز، سينير أوزبايريكلي، سميح كايا، أومير توبراك، هاكان بالطا، كوغان غونول، إرسان غولوم، إمري تاسديمير.
خط الوسط: كانير إركلن، أردا توران، غوكان توري، محمد توبال، أوغوزهان أوياكوب، أوزا توفان، سيلسوك إينان، أولسان أدين، حميد ألتينتوب.
خط الهجوم: هاكان كالهانغولو، بوراك يلماز، أوموت بولوت، أولساي ساهان، سينك توسون، محمد ديمير.