لم تصمد الأسر القاطنة على امتداد الشريط الساحلي شمال شرقي جزيرة سقطرى اليمنية طويلاً، حتى بدأت بالنزوح والهرب إلى منازل ومرافق حكومية في مواقع بعيدة ومرتفعة عن سطح البحر. وكانت السلطات المحلية قد وجهت عدة نداءات خلال الأيام الماضية بضرورة الابتعاد عن البحر لمواجهة إعصار "تشابالا" المداري الذي يضرب سواحل اليمن وعمان.
فمع ارتفاع الأمواج، أمس الأحد، أغرق الإعصار عدداً من المنازل ودمر ثلاثة منها تدميراً كاملاً. كما جعل من الصعب على كثير من سكان الجزيرة الخروج من منازلهم، ليسيطر الخوف عليهم، خصوصاً مع الفيضانات التي تشهدها الشوارع والعواصف التي تقتلع شجيرات صغيرة من مكانها.
من جهته، يقول عبد الله محمد (33 عاماً) إنّه كثيراً ما تلقى تحذيرات عن أعاصير وأمطار غزيرة ستضرب الجزيرة، لكنه مثل بقية الأهالي لم يهتم، وانتهت هذه الأعاصير من دون خسائر. وهذه المرّة، يؤكد أنّ الإعصار مختلف وأجبره على ترك منزله الصغير المطل على الساحل في حديبو عاصمة الجزيرة. ويقول لـ"العربي الجديد": "لم نستطع أخذ كل حاجاتنا واكتفينا بما خف وزنه وارتفع ثمنه رغم بساطة ما نملكه".
انتقلت عائلة محمد إلى منزل أحد الأقارب في منطقة بعيدة من البحر، حيث تلقى وعوداً من السلطات المحلية بأخذهم إلى إحدى المدارس البعيدة عن الخطر، ليبقى فيها مع أسرته حتى تنتهي العاصفة. يضيف: "عندما شاهدنا منسوب مياه البحر يرتفع ووصول الأمواج إلى منازلنا في الصباح، سارعنا بالهرب خارجها".
بدورها، تبدي أم شوقي قلقها من استمرار العاصفة أياماً طويلة، لا سيما مع لجوئها إلى إحدى المدارس هرباً من منزلها الذي غمرته مياه البحر. تقول: "وعدتنا السلطات المحلية بتوفير البطانيات والغذاء، وما زلنا ننتظر". وتشير إلى أنّ أجواء الجزيرة شديدة البرودة بسبب الإعصار.
من جهتها، تشير المصادر إلى إيواء 1216 شخصاً في جامعة سقطرى، ومستشفى 22 مايو غير المكتمل البناء، والمرتفعات في عاصمة الجزيرة حديبو وبعض المناطق الأخرى.
كذلك هو الحال في محافظة المهرة شرقي اليمن، فقد اضطر الآلاف من سكان السواحل إلى مغادرة منازلهم إلى مناطق مجاورة. ويقول شهود عيان لـ"العربي الجديد" إنّ سكان السواحل في الغيظة وشحن وبعض المناطق الأخرى قد نزحوا إلى مدارس ومنازل أقرباء لهم يتوزعون في المدينة تحسبا للإعصار. ويشيرون إلى أنّ بعض الأسر القليلة، في منطقتي ضبوت التي تبعد 20 كيلومتراً عن مدينة الغيظة، ومنطقتي الفتك والفيدمي، ما زالوا - حتى الأمس- يرفضون مغادرة المنازل بسبب أخبار حول تغير مسار الإعصار باتجاه حضرموت.
من هؤلاء هيثم الحمّادي وأسرته الذي بقي في مدينة الغيظة التي تبعد كيلومترين عن البحر رغم مخاوفه من هطول الأمطار بشكل غزير. ويقول لـ "العربي الجديد": "أهلي يشعرون بخوف شديد خصوصاً والدتي، وهذا مبعث قلقي، فالغيظة منطقة منخفضة ولا توجد قنوات لتصريف مياه الأمطار. وقد تحدث كارثة إذا هطلت أمطار غزيرة، ربما كما حدث في فيضانات عام 2008 بالرغم من قلة الأمطار يومها". ويشير إلى أنه حتى الآن لا يدري إلى أين يتجه في حال قرر النزوح.
وفي منطقة حوف بالمهرة، لجأ الأهالي إلى الجبال التي تضمّ عدداً من الكهوف والمغارات، في ظل مخاوف من عزلها أيضاً في حال ارتفع منسوب المياه بشكل كبير. وفي نشطون وحصوين في المهرة أيضاً جعل سكان المنطقة من الأنفاق الموجودة في سفوح جبال فرتك ملجأ مؤقتا لهم بعدما تزودوا بكميات من الغذاء بحسب الحمادي.
وكانت السلطات المحلية قد دعت إلى فتح جميع المدارس للإيواء. واستقبلت مدارس "22 مايو" و"الوحدة" و"حسان بن ثابت للبنين" و"بلقيس للبنات" النازحين.
ومع انحراف مسار الإعصار متوجها إلى سواحل مدينة المكلا في حضرموت، كثّفت المبادرات الشبابية والمنظمات المحلية من أنشطتها للعمل التوعوي ومحاولة إقناع الأهالي في الشريط الساحلي للنزوح وإيوائهم في المدارس والمساجد البعيدة الواقعة في مناطق مرتفعة، تفادياً لأي أضرار ناجمة عن الإعصار.
وفي الوقت نفسه، دعت لجنة الطوارئ في محافظة حضرموت كافة المواطنين الساكنين على الشريط الساحلي، على امتداد المنطقة الواقعة بين منطقتي الحامي وبروم في المكلا، إلى ضرورة إخلاء مساكنهم كونها مناطق عالية الخطورة بعد انحراف الإعصار.
وكان سكان منطقة حي الشهيد خالد المحاذية لساحل المكلا، لا سيما من يسكنون في منازل معرّضة للانهيار، قد بدأوا بالنزوح إلى مدارس ومساجد في مناطق مرتفعة منذ مساء أمس الأحد.
وعلى الخط الرسمي، طلبت وزارة الصحة والسكان من مكاتب الصحة في محافظات المهرة وحضرموت وشبوة وسقطرى وأبين وعدن، رفع الاستعدادات في المنشآت الصحية العاملة لمواجهة الآثار الناتجة عن إعصار "تشابالا".
والجدير بالذكر أنّ مدينة المكلا تواجه الإعصار في ظل عدم وجود قوات دفاع مدني في المدينة، باستثناء 7 موظفين وثلاث سيارات إطفاء للحرائق فقط لا غير.
إقرأ أيضاً: تشابالا يُغرق عشرات المنازل شرق سقطرى
فمع ارتفاع الأمواج، أمس الأحد، أغرق الإعصار عدداً من المنازل ودمر ثلاثة منها تدميراً كاملاً. كما جعل من الصعب على كثير من سكان الجزيرة الخروج من منازلهم، ليسيطر الخوف عليهم، خصوصاً مع الفيضانات التي تشهدها الشوارع والعواصف التي تقتلع شجيرات صغيرة من مكانها.
من جهته، يقول عبد الله محمد (33 عاماً) إنّه كثيراً ما تلقى تحذيرات عن أعاصير وأمطار غزيرة ستضرب الجزيرة، لكنه مثل بقية الأهالي لم يهتم، وانتهت هذه الأعاصير من دون خسائر. وهذه المرّة، يؤكد أنّ الإعصار مختلف وأجبره على ترك منزله الصغير المطل على الساحل في حديبو عاصمة الجزيرة. ويقول لـ"العربي الجديد": "لم نستطع أخذ كل حاجاتنا واكتفينا بما خف وزنه وارتفع ثمنه رغم بساطة ما نملكه".
انتقلت عائلة محمد إلى منزل أحد الأقارب في منطقة بعيدة من البحر، حيث تلقى وعوداً من السلطات المحلية بأخذهم إلى إحدى المدارس البعيدة عن الخطر، ليبقى فيها مع أسرته حتى تنتهي العاصفة. يضيف: "عندما شاهدنا منسوب مياه البحر يرتفع ووصول الأمواج إلى منازلنا في الصباح، سارعنا بالهرب خارجها".
بدورها، تبدي أم شوقي قلقها من استمرار العاصفة أياماً طويلة، لا سيما مع لجوئها إلى إحدى المدارس هرباً من منزلها الذي غمرته مياه البحر. تقول: "وعدتنا السلطات المحلية بتوفير البطانيات والغذاء، وما زلنا ننتظر". وتشير إلى أنّ أجواء الجزيرة شديدة البرودة بسبب الإعصار.
من جهتها، تشير المصادر إلى إيواء 1216 شخصاً في جامعة سقطرى، ومستشفى 22 مايو غير المكتمل البناء، والمرتفعات في عاصمة الجزيرة حديبو وبعض المناطق الأخرى.
كذلك هو الحال في محافظة المهرة شرقي اليمن، فقد اضطر الآلاف من سكان السواحل إلى مغادرة منازلهم إلى مناطق مجاورة. ويقول شهود عيان لـ"العربي الجديد" إنّ سكان السواحل في الغيظة وشحن وبعض المناطق الأخرى قد نزحوا إلى مدارس ومنازل أقرباء لهم يتوزعون في المدينة تحسبا للإعصار. ويشيرون إلى أنّ بعض الأسر القليلة، في منطقتي ضبوت التي تبعد 20 كيلومتراً عن مدينة الغيظة، ومنطقتي الفتك والفيدمي، ما زالوا - حتى الأمس- يرفضون مغادرة المنازل بسبب أخبار حول تغير مسار الإعصار باتجاه حضرموت.
من هؤلاء هيثم الحمّادي وأسرته الذي بقي في مدينة الغيظة التي تبعد كيلومترين عن البحر رغم مخاوفه من هطول الأمطار بشكل غزير. ويقول لـ "العربي الجديد": "أهلي يشعرون بخوف شديد خصوصاً والدتي، وهذا مبعث قلقي، فالغيظة منطقة منخفضة ولا توجد قنوات لتصريف مياه الأمطار. وقد تحدث كارثة إذا هطلت أمطار غزيرة، ربما كما حدث في فيضانات عام 2008 بالرغم من قلة الأمطار يومها". ويشير إلى أنه حتى الآن لا يدري إلى أين يتجه في حال قرر النزوح.
وفي منطقة حوف بالمهرة، لجأ الأهالي إلى الجبال التي تضمّ عدداً من الكهوف والمغارات، في ظل مخاوف من عزلها أيضاً في حال ارتفع منسوب المياه بشكل كبير. وفي نشطون وحصوين في المهرة أيضاً جعل سكان المنطقة من الأنفاق الموجودة في سفوح جبال فرتك ملجأ مؤقتا لهم بعدما تزودوا بكميات من الغذاء بحسب الحمادي.
وكانت السلطات المحلية قد دعت إلى فتح جميع المدارس للإيواء. واستقبلت مدارس "22 مايو" و"الوحدة" و"حسان بن ثابت للبنين" و"بلقيس للبنات" النازحين.
ومع انحراف مسار الإعصار متوجها إلى سواحل مدينة المكلا في حضرموت، كثّفت المبادرات الشبابية والمنظمات المحلية من أنشطتها للعمل التوعوي ومحاولة إقناع الأهالي في الشريط الساحلي للنزوح وإيوائهم في المدارس والمساجد البعيدة الواقعة في مناطق مرتفعة، تفادياً لأي أضرار ناجمة عن الإعصار.
وفي الوقت نفسه، دعت لجنة الطوارئ في محافظة حضرموت كافة المواطنين الساكنين على الشريط الساحلي، على امتداد المنطقة الواقعة بين منطقتي الحامي وبروم في المكلا، إلى ضرورة إخلاء مساكنهم كونها مناطق عالية الخطورة بعد انحراف الإعصار.
وكان سكان منطقة حي الشهيد خالد المحاذية لساحل المكلا، لا سيما من يسكنون في منازل معرّضة للانهيار، قد بدأوا بالنزوح إلى مدارس ومساجد في مناطق مرتفعة منذ مساء أمس الأحد.
وعلى الخط الرسمي، طلبت وزارة الصحة والسكان من مكاتب الصحة في محافظات المهرة وحضرموت وشبوة وسقطرى وأبين وعدن، رفع الاستعدادات في المنشآت الصحية العاملة لمواجهة الآثار الناتجة عن إعصار "تشابالا".
والجدير بالذكر أنّ مدينة المكلا تواجه الإعصار في ظل عدم وجود قوات دفاع مدني في المدينة، باستثناء 7 موظفين وثلاث سيارات إطفاء للحرائق فقط لا غير.
إقرأ أيضاً: تشابالا يُغرق عشرات المنازل شرق سقطرى