ووعد آخر رئيس وزراء بتركيا قبل أن تتحول البلاد، العام الماضي، إلى النظام الرئاسي، بتطوير إسطنبول من خلال الجهد العقلي الذي سيحل محل الجهد البدني، في مدينة تعتبر قاطرة تركيا الاقتصادية ومركز ثقل البلاد، السكاني والإنتاجي والسياحي.
وحول مشروعه "إسطنبول المنتجة"، أوضح المرشح يلدريم، خلال كلمة ألقاها أمس، في اجتماع مجلس غرفة تجارة إسطنبول، أن نصف الوظائف اليوم لن يكون موجودا بعد 20 سنة، وأنه سيحل محلها الذكاء الصناعي والروبوتات، وأن حزب العدالة والتنمية وحكومته جهزا مشاريع تعتمد تطبيق النموذج العقلي أكثر من الجهد البدني، بهدف حل المشاكل التي ستواجهها تركيا إذا اعتمدت على قطاع الخدمات فقط، وسيتم في إطاره الجمع بين الشباب وأصحاب رؤوس الأموال".
وكشف مرشح الحزب الحاكم لرئاسة بلدية إسطنبول خلال الانتخابات البلدية التي ستجري نهاية مارس/آذار المقبل، أنه سيتم تأسيس مركز تكنولوجي في بلدة بيرام باشا بإسطنبول، ومركز للتكنولوجيا الحيوية، وكذلك مركز تكنولوجي في بلدة بانديك بإسطنبول، ومركز للتكنولوجيا الزراعية، وسيتم تأسيس متحف في منطقة يني كابي، كما سيتم تنفيذ مشاريع معارض في مطاري أتاتورك الدولي وصبيحة غوكتشين الدولي.
وقال يلدريم إن إسطنبول تنتج 30 بالمئة من الناتج القومي الإجمالي لتركيا البالغ 232 مليار دولار، وتساهم بـ72 مليار دولار من صادرات تركيا البالغة 168 مليار دولار، وتضم بين جنباتها أكبر 42 مؤسسة صناعية من ضمن أكبر 100 مؤسسة صناعية كبرى في تركيا.
ولفت إلى أن إسطنبول تستقطب 45 بالمئة من ودائع البنوك التركية، وتوجد فيها 61 جامعة من مجموع الجامعات البالغ عددها 206 جامعات، وأن إسطنبول عاصمة التجارة والاقتصاد، مشيرا إلى أن ولاية إسطنبول تضم 20 بالمئة من سكان تركيا لذلك تشهد وجود بعض المشاكل، من بينها مواقف السيارات، مبينا أن مليونا و750 ألف سيارة بحاجة إلى مواقف في الولاية، واعداً بالعمل على تحسين مستوى النقل العام من خلال تحسين حركة المرور إلى مستوى مستدام، وأشار إلى أنه يوجد 170 كيلومترا من سكك الحديد في الولاية، وسيصل طولها إلى 285 كيلومترا مع الخطوط التي يجري تشييدها، وأنه يهدف خلال السنوات الخمس القادمة إلى إيصالها لـ517 كيلومترا.
وأكد يلدريم أنه سيقوم برفع نسبة معدل النقل العام من 18 بالمئة إلى 48.5 بالمئة، وهو ما سيساهم في تخفيف الازدحام المروري، لافتا إلى أنه لا يمكن حل مشكلة الازدحام المروري بشكل كامل، ولكنه سيعمل على تخفيفها بشكل كبير.
وتعتبر إسطنبول أكبر المدن في تركيا وثاني أكبر مدينة في العالم من حيث عدد السكان (نحو 20 مليون نسمة)، وتمثل عاصمة تركيا الاقتصادية والسياحية والثقافية، وتقع في إقليم مرمرة، شمال غربي البلاد، وتُعرف تاريخيا باسم بيزنطة والقسطنطينية والأستانة وإسلامبول، ومن ثم إسطنبول.
ويبلغ إجمالي مساحة إسطنبول 5461 كيلومترا مربعا، وتبلغ مساحة اليابسة منها 5343 كيلومترا مربعا، بينما تبلغ مساحة المدينة المركزية 1830 كيلومتراً مربعاً، وتنقسم المدينة إداريا إلى 39 بلدية، منها 27 بلدية تشكل المدينة المركزية. وتم اختيار إسطنبول كعاصمة مشتركة للثقافة الأوروبية لعام 2010، وكانت معالمها التاريخية قد أضيفت قبل ذلك، في عام 1985، إلى قائمة مواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).
واستقبلت إسطنبول العام الفائت، نحو 13.5 مليون سائح، بزيادة عن عام 2017 بنسبة 24%، ليكون لإسطنبول، ربما، الفضل الأهم برفع عائدات السياحة التركية لنحو 30 مليار دولار، بل وتسريع الحلم خلال مئوية تأسيس الجمهورية عام 2023، بوصول السياح لخمسين مليونا والعائدات لخمسين مليار دولار.