تواظب المواقع الأجنبية والعربية مؤخراً، على تناقل أخبار أنجلينا جولي وأوضاعها الصحية المتردية. يقولون إنها تعاني من مرض فقدان الشهية، حتى صار وزنها أنسب إلى طفلة لم تتجاوز السابعة من عمرها، وإنها مهددة بالطلاق من براد بيت، وإنها تحتضر.. وإنها ماتت.
يحز في النفس ونحن نسمع أخبار أنجلينا، بعضها صحيح وكثير خاطئ، أن تذوي هذه الإنسانة الفنانة، في الوقت الذي لا يكف فيه معظم الفنانين/ات العرب، من الانتفاخ على شاشاتنا وعلى المسارح ومواقع التواصل الاجتماعية، انتفاخ زائف يطاول الشكل والمضمون.
فبينما قضت أنجلينا ذات الأربعين عاماً نحو ربع عمرها في العمل الإنساني، متنقلة بين بلدان العالم النامية، الآسيوية والأفريقية، كخلية نحل لا تهدأ، قضى أغلبية فنانينا وفناناتنا جلّ حياتهم، بعضهم تجاوز الستين عاماً من عمره، لاهثين وراء التصابي، والأزياء، وعمليات التجميل، والحروب الشخصية الرديئة، وعقد العلاقات الودية مع شخوص الأنظمة الاستبدادية، مدافعين عنهم، من دون خجل أو أدنى حس بمسؤولية تجاه مستنقع الرثاثة الذي يغرقون مواطنيهم فيه.
داخل جميلة هوليود، تقبع روح مثقفة، تتحدث باتزان وثقة العارف بالفن وحقوق الإنسان، متواضعة، يؤلمها أن هناك نساء كثيرات في الجانب الآخر من العالم، يحملن شغفها نفسه، ربما يمكنهن صنع أفلام وخطابات أفضل منها، لكن القدر أودى بهن إلى مخيمات اللجوء، واختطف أصواتهن. بينما تظهر "فاتناتنا"، المصنوعات بحرفية عالية في اللقاءات التلفزيونية مثيرات للسخرية، إذ يحاولن مداراة جهلهن وضعف ثقافتهن، متخبطات، لا يفتأن ينظرن في شؤون الحياة التخصصية، يطلقن النصائح الفارغة باستعلاء يدعو للغثيان.
لم تترك أنجلينا منبراً إعلامياً أو سياسياً أو حقوقياً، إلا وأثارت من خلاله معاناة ملايين المنكوبين على سطح هذا الكوكب، مطوعة فنها ومفاتنها وشهرتها ومالها، للدفاع عن غرباء لا يربطها بهم لون أو عرق أو دين أو هوية، في حين استغل معظم مشاهيرنا أوضاعهم لتسيير شؤونهم الخاصة فحسب، ولم يكلفوا أنفسهم استغلال الحصانة التي منحتهم إياها محبة الناس لهم، في جعل حياة الآخرين أفضل، مواظبين على إطلالات بأبهى حلةٍ وكأن ما من كوارث تجري في أوطانهم وعلى بعد أقدام منهم فحسب.
سيتألم لحال أنجلينا اليوم عائلتها وأصدقاؤها، وآلاف من المشردين والجائعين والمهمشين والممتنين لنبلها الفريد..هي صديقتهم التي قضّت مآسيهم مضجعها، سلطت على حكاياتهم المريرة كاميرتها، قاتلت من أجلهم بدبلوماسية وشجاعة، وتطوعت وتبرعت لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ثم اختارت أن تذبل بصمت مثلهم.
يحز في النفس ونحن نسمع أخبار أنجلينا، بعضها صحيح وكثير خاطئ، أن تذوي هذه الإنسانة الفنانة، في الوقت الذي لا يكف فيه معظم الفنانين/ات العرب، من الانتفاخ على شاشاتنا وعلى المسارح ومواقع التواصل الاجتماعية، انتفاخ زائف يطاول الشكل والمضمون.
فبينما قضت أنجلينا ذات الأربعين عاماً نحو ربع عمرها في العمل الإنساني، متنقلة بين بلدان العالم النامية، الآسيوية والأفريقية، كخلية نحل لا تهدأ، قضى أغلبية فنانينا وفناناتنا جلّ حياتهم، بعضهم تجاوز الستين عاماً من عمره، لاهثين وراء التصابي، والأزياء، وعمليات التجميل، والحروب الشخصية الرديئة، وعقد العلاقات الودية مع شخوص الأنظمة الاستبدادية، مدافعين عنهم، من دون خجل أو أدنى حس بمسؤولية تجاه مستنقع الرثاثة الذي يغرقون مواطنيهم فيه.
داخل جميلة هوليود، تقبع روح مثقفة، تتحدث باتزان وثقة العارف بالفن وحقوق الإنسان، متواضعة، يؤلمها أن هناك نساء كثيرات في الجانب الآخر من العالم، يحملن شغفها نفسه، ربما يمكنهن صنع أفلام وخطابات أفضل منها، لكن القدر أودى بهن إلى مخيمات اللجوء، واختطف أصواتهن. بينما تظهر "فاتناتنا"، المصنوعات بحرفية عالية في اللقاءات التلفزيونية مثيرات للسخرية، إذ يحاولن مداراة جهلهن وضعف ثقافتهن، متخبطات، لا يفتأن ينظرن في شؤون الحياة التخصصية، يطلقن النصائح الفارغة باستعلاء يدعو للغثيان.
لم تترك أنجلينا منبراً إعلامياً أو سياسياً أو حقوقياً، إلا وأثارت من خلاله معاناة ملايين المنكوبين على سطح هذا الكوكب، مطوعة فنها ومفاتنها وشهرتها ومالها، للدفاع عن غرباء لا يربطها بهم لون أو عرق أو دين أو هوية، في حين استغل معظم مشاهيرنا أوضاعهم لتسيير شؤونهم الخاصة فحسب، ولم يكلفوا أنفسهم استغلال الحصانة التي منحتهم إياها محبة الناس لهم، في جعل حياة الآخرين أفضل، مواظبين على إطلالات بأبهى حلةٍ وكأن ما من كوارث تجري في أوطانهم وعلى بعد أقدام منهم فحسب.
سيتألم لحال أنجلينا اليوم عائلتها وأصدقاؤها، وآلاف من المشردين والجائعين والمهمشين والممتنين لنبلها الفريد..هي صديقتهم التي قضّت مآسيهم مضجعها، سلطت على حكاياتهم المريرة كاميرتها، قاتلت من أجلهم بدبلوماسية وشجاعة، وتطوعت وتبرعت لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ثم اختارت أن تذبل بصمت مثلهم.