يعالون يعتذر لواشنطن مجدداً نزولاً عند رغبة نتنياهو

20 مارس 2014
يعالون يعتذر لهاغل للمرة الثانية عن تصريحاته (بول ريغاردز)
+ الخط -

ذكرت الإذاعة الإسرائيلية، صباح اليوم الخميس، أن وزير الأمن الإسرائيلي موشيه يعالون اعتذر الليلة الماضية، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي تشاك هاغل، عن التصريحات التي كان أدلى بها خلال محاضرة له في تل أبيب، يوم الأحد الماضي. وكان يعالون قد أعلن في المحاضرة، أن سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما تعكس ضعفاً ووهناً أميركياً في أكثر من ميدان، وليس فقط في الملف الإيراني، معلناً أن هذا الأمر يحتم على إسرائيل أن تستعد لاحتمالات عدة. ومن هذه الاحتمالات أن تضطر إلى القيام بعمل عسكري لوقف المشروع النووي الإيراني، على حد تعبيره.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، طالب يعالون، أمس الأربعاء، بالاعتذار عن هذه التصريحات وتوضيح موقفه، وذلك بعدما أجرى وزير الخارجية الأميركي جون كيري اتصالاً هاتفياً بنتنياهو، معرباً عن احتجاج الولايات المتحدة على تصريحات يعالون، باعتبارها "تضر بالعلاقات الأميركية الإسرائيلية والتعاون الاستراتيجي بين البلدين".

ووفقاً لما نقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية، قال يعالون لنظيره الأميركي إن "أقوالي لم تنطوِ على انتقادات لسياسة الولايات المتحدة، أو على نية للمس بالعلاقات مع الولايات المتحدة. هناك أهمية عليا للعلاقات الاستراتيجية بين البلدين، كما للعلاقات الشخصية والمصالح المتبادلة بين البلدين. إنني أثمن هذه العلاقات، على المستويات والأصعدة كافة وخصوصاً العلاقات بين أجهزة الأمن. واعتز بالعلاقات الشخصية معك، لقد كنت أقدر هذه العلاقات عندما كنت رئيساً للأركان، وما زلت أقدرها للغاية كوزير للدفاع. كما أنني أعرف عمق هذه العلاقات وأهميتها، وأنا ملتزم كلياً بهذه العلاقات وبالتعاون بين إسرائيل والولايات المتحدة بالأشكال كافة".

وكان يعالون قد قال، في الهجوم الذي شنه على سياسة أوباما، الأحد الماضي، "اعتقدنا أنّ من عليه أن يقود المعركة ضد إيران هي الولايات المتحدة، لكنها دخلت في المفاوضات، وللأسف كان الإيرانيون في هذا البازار الفارسي أفضل منها. وكنا نفضّل أن يقوم الآخرون بالعمل لصالح الأتقياء، لكن هذا للأسف الشديد لن يحصل قريباً، وبالتالي علينا أن نتصرف في هذا السياق".
لكن انتقادات يعالون لم تتوقف عند المسألة الإيرانية، وامتدت إلى مجمل السياسة الدولية التي تتبناها الإدارة الأميركية، بما في ذلك ما اعتبره "الدليل الأكبر على الضعف الأميركي"، في المسألة الأوكرانية. وأضاف إليها "خيبة الحلفاء السنّة من الولايات المتحدة" من احتمال وقوفها إلى جانبهم مقارنة بوقوف روسيا إلى جانب "حلفائها الشيعة". وأكد يعالون تراجع الدور الأميركي في مقابل تعاظم تأثير الصين.

وأثارت تصريحات يعالون حفيظة الولايات المتحدة، إذ أوضحت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، جنيفر بساكي، أن كيري "أجرى اتصالاً هاتفياً برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للاحتجاج على تصريحات يعالون"، معتبراً أنها "لا تنسجم مع الحقيقة". ورأت بساكي أن تعليقات وزير الدفاع الإسرائيلي "ليست بالتأكيد بنّاءة"، مشيرةً إلى أن "التزام الولايات المتحدة حيال أمن إسرائيل ثابت"، ولا سيما بعدما انتقد يعالون سياسة واشنطن حيال طهران واعتبر أن المساعدات الأميركية لإسرائيل "ليست جميلاً بل مصلحة". وأضافت المسؤولة الأميركية "نحن بالتأكيد منزعجون للأسباب التي تدفع وزير الدفاع يعالون إلى مواصلة النوع نفسه من التعليقات التي لا تعكس حجم شراكتنا الواسعة بالضبط حول مجموعة من الملفات".

يشار إلى أن هذه المرة الثانية التي يضطر فيها يعالون إلى تقديم اعتذار رسمي للولايات المتحدة، منذ مطلع العام الجاري. فقد سبق أنّ شنّ الرجل، قبل شهر تقريباً، هجوماً شديد اللهجة على وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، على خلفية جهوده للتوصل إلى اتفاق إطار بين إسرائيل والفلسطينيين. وأعلن يعالون في يناير/كانون الثاني الماضي، أن كيري مصاب بـ "هوس" التوصل إلى تسوية بين إسرائيل والفلسطينيين، وأن الأمر الوحيد الذي يمكنه أن ينقذ إسرائيل منه هو حصوله على جائزة نوبل. وقد اضطر يعالون إلى الاعتذار عن تلك التصريحات، كما تعرض لانتقادات شديدة اللهجة من قبل نتنياهو، الذي اعتبر أن النقاش مع الولايات المتحدة يجب أن يكون "موضوعياً وليس شخصياً".

في المقابل، رأى مقربون من يعالون، قبل اضطراره للاعتذار عن تصريحاته، أن الولايات المتحدة تحاول المس بمستقبله السياسي بسبب تمسكه بالمصالح الأمنية والسياسية لإسرائيل، ورفضه التنازل عن المواقف والمصالح الضرورية لأمن الدولة العبرية. وادعى المقربون من يعالون أن هذا التدخل يرمي أساساً إلى إضعاف موقف يعالون ومكانته الحزبية والسياسية في إسرائيل.

دلالات
المساهمون