يارا في "عايش بعيوني" توزيع موسيقي يفوق الكلمات!

12 أكتوبر 2014
عادت من "الخليجي" إلى أغنيات لبنانية فقط (العربي الجديد)
+ الخط -
تختلف الفنانة اللبنانية يارا عن نجمات جيلها أو اللواتي سبقنها. تذهب في اتجاهات أخرى؛ فالفنانة التي ظهرت للمرّة الأولى في برنامج "كأس النجوم" من إخراج سيمون أسمر، عرفت كيف توظّف موهبتها الصوتية بعد ارتباطها العملي بالملحّن طارق أبو جودة؛ فهو تبنّاها وصنع منها نجمة تستحقّ النجاح، لما تتمتّع به من حسن أداء وصوت وشكل.
استطاعت يارا أن تحجز مكانها، بعد "توصّى فييّ" بينّت مقدراتها الصوتية الجيدة، ثم اتجهت إلى الغناء الخليجي، وأصبحت واحدة من أهمّ الأصوات المعتمدة في الخليج، تنافس أحلام ونوال الكويتية، وتقحم نفسها في أهمّ المناسبات الخليجية، بعد ما أمدّها الفنان راشد الماجد بجرعة إضافية من الثقة في ديو "الموعد الضايع" 2009، وكرّسها مغنية خليجية بعد شهرتها في لبنان.
يارا طلّقت الغناء باللهجة اللبنانية لفترة من الزمن، لكنّها تعود اليوم بألبوم جديد من 10 أغنيات لبنانية عنوانه "عايش بعيوني"، كتب كلماته الشاعر الراحل إلياس ناصر. كأنّ العمل لفتة تكريمية من يارا ومدير أعمالها طارق أبو جودة إلى صديقهما المشترك.
لكن مواضيع الأغنيات ليست جديدة في الشعر أو النظم الغنائي. فالغلبة لمفردات تتكرّر في الأغنيات من سنوات طويلة: "مالي، حالي، بالي، خالي، غالي".. وكذلك الأمر بالنسبة إلى أغنية "يا هوا" المستندة إلى قافية "سوا وهوا"، وما شابهها من تعابير لم تعد تثير المستمع.
لكن ما ينقذ هذا التكرار هو التوزيع الموسيقي الذي تولاه جان ماري رياشي؛ فقد حاول الموزّع المختلف أن يوظّف اللحن لصالح الأغنية، وأن ينقذ الكلمات من التكرار والركاكة التي تعانيها. فأخذ موسيقى يارا إلى منطقة آمنة يسودها الدفء. وهو يقول لـ"العربي الجديد": "يارا صوتها رومانسي، وهذا ما يميّزه، لكنّك تجدها في هذا الألبوم ضاحكة، إذ يغلب التنويع الموسيقي كما في أغنية "آه منّك يا هوا"، بعدما اعتمدت في توزيعها على الجيتار والمزمار والقانون، ولم أتّكل على الإيقاع، فظهر الفرق في الصوت".
يؤكّد رياشي أنّ العمل استغرق وقتا طويلا، خصوصاً أنّ أغنية "ما بعرف" وصلت "غير مكتملة بسبب وفاة الشاعر إلياس ناصر فاعتمدنا على "كوبليه" واحد، وأبقيناها كما هي من دون أن نضيف جديدا، احتراما للشاعر. وعوّضنا النقص بالموسيقى، وكان ذلك جيّداً".
أما عن أغنية "مغرومة"، فيقول إنّه سمع يارا "مرّة وهي تسجّل مقطعاً موسيقياً كنتُ تركته جانباً، فأُعجبت به، ولم أتوقّع أن يتحوّل إلى أغنية، واتصلت بالشاعر نزار فرنسيس وطلبت منه الاستماع إلى المقطوعة لتأليف كلمات لها، واستطعنا أن نحوّل معزوفة إلى أغنية بعدما أعجبت يارا".
ومن الأغنيات التي عذّبت رياشي، بحسب قوله، أغنية "بتروح"، إذ كانت المرّة الأولى "التي تغنّي يارا على صوت جيتار فقط. فكّرت كثيراً قبل اتخاذ القرار بشأنها، وسألت كثيراً، لكنّها في النهاية قبلت بها ونجحت، لذلك قرّرت تصويرها قريباً".
ألبوم يارا الجديد لبناني بامتياز، رغم الاختلاف عليه. وهو يؤكّد احتراف صاحبته الغناء ونجاحها مهما اتسعت دائرة النقد.
المساهمون