بعيداً عن أجواء المعارض التي تقيمها المؤسسات الثقافية الرسمية في مصر تحت شعار المبادرة التي أُطلقت لدعم الاقتصاد باسم "صندوق تحيا مصر"، يأتي معرض الفنان وليد ياسين، الذي تستضيفه "ساقية الصاوي" في القاهرة، وينطلق يوم 11 تشرين الثاني/ نوفمبر، ويستمر حتى 19 من الشهر نفسه، بروح مصرية خالصة.
ثلاثون لوحة زيتية بأحجام مختلفة، تنتمي إلى المدرسة الواقعية، تصوّر الريف المصري، وتنحاز للإنسان الهامشي، يلتقط الفنان من خلالها أدق تفاصيل المجتمع.
تحضر في أعمال ياسين الوجوه السمراء والأزقة والمقاهي والبيوت والباعة المتجولون والبحر والصيادون والنيل والمراكب؛ بدءاً من القاهرة القديمة، مروراً في المدن الساحلية، وصولاً إلى أسوان والنوبة.
كما يقدِّم الفنان بورتريهات مختلفة لممثّلات مصريات مثل سعاد حسني وفاتن حمامة وهند رستم، لكن في أدوارهن الريفية فقط، حيث يظهرن متّشحات بـ"الملاية" المصرية والمصاغ الشعبي. وفي هذا السياق، يقول ياسين لـ "العربي الجديد": "رسوماتي لتلك الفنانات، لا تخصّهن كممثّلات معروفات فحسب، وإنما أريدهنّ كنساء مصريات يعبّرن عن المرأة الريفية".
باختصار، يمكن القول إن المعرض أشبه برحلة داخل ملامح الهوية المصرية، تُخلص للتفاصيل؛ تجاعيد الوجوه وشقائها ودقائق الحياة اليومية الصعيدية. فالشخصيات، بمعظمها، تظهر وهي تقوم بأعمال الفلاحة المعتادة أو في جولاتها بين الحقول.