تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه.
* ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
- أنا مهتمٌّ بالتحوّلات العميقة التي طرأت على الإنسان بسبب التطوّر العلمي والطبّي وبسبب تحوّل الذكاء من ذكاء بيولوجي إلى ذكاء اصطناعي. وفي نفس الاتجاه مهتم بتحوّل العلاقات الإنسانية الثقافية والاقتصادية والسياسية من علاقات قرابة وتجمّعات أيديولوجية أو عقدية إلى علاقات شبكية بفضل وسائط التواصل الاجتماعي. ألمح في كل هذا تحوّلاً عميقاً قادماً وأفكّر فيه قدر المستطاع.
* ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك القادم؟
- صدر لي خلال السنة التي نودّعها كتاب "الفن التشكيلي في المملكة المغربية" الذي نشرته "الأليسكو" (المنظمة العربية للثقافة والتربية والعلوم) في تونس. وعملي القادم في مرحلة التصحيح والتنقيح هو الترجمة العربية لكتابي "استطيقا وفن إسلامي" الصادر بالفرنسية سنة 1991 والذي أعيد نشره لثالث مرة هذا العام في نشرة إلكترونية.
* هل أنت راضٍ عن إنتاجك ولماذا؟
- تمرّ بي فترات أحسّ وكأنني لم أنجز شيئاً يستحق الاهتمام؛ ثم ألتقي قراء وزملاء يحدثونني عن الفائدة التي جنوها من أحد إصداراتي أو من أحد مقالاتي فأحس بمسؤولية الكتابة وأعاود النشاط. هكذا هي علاقتي بالكتابة.
* لو قيّض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
- كنت سأختار الفلسفة كما أمارسها، لكنني كنت سأضيف إليها ممارسات فنية أخرى غير التشكيل والكتابة؛ أضيف الموسيقى لأنها تفتح أبواب السماوات، أضيف المسرح لكن كطاقة جسدية تتجاوز حدود الممكن البيولوجي.
* ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
- أنا متفائل وأظن أن الانفتاح على العالم بفضل وسائل التواصل الاجتماعي سوف يوفّر للبشرية إمكانية التخلّص والانعتاق من السلطويات المتعددة: العشيرة والقبيلة والدوغمائيات القاتلة، وسوف يسمح بالانخراط في شبكات تواصل ستوفّر للأفراد استقلاليتهم. أضف إلى ذلك التطوّر العلمي الهائل الذي بإمكانه أن يقضي على الألم وأن يفتح الأمل.
* شخصية من الماضي تودّ لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
- طرفة بن العبد الذي أظن أنه من الشعراء العرب الذين لا يموتون ولو أنه ذهب إلى الموت باختياره. تعيد قراءته بدون كلل وفي كل مرة تغمرك فلسفته الوجودية.
* صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
- رفيقتي في الحياة الفنانة التشكيلية كنزة بنجلون. بالنسبة للكتاب، أعود دائماً إلى الكتب المقدسة كلها وبدون تفضيل، السماوية وغير السماوية.
* ماذا تقرأ الآن؟
- عدت هذه الأيام لقراءة "رأس المال" لكارل ماركس.
* ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- ابحثوا في خزانتكم عن موسيقى "وشم" وصوت نجيب الشرادي. موسيقى كونية.
بطاقة: كاتب وباحث مغربي وأستاذ جامعي في الفلسفة والجماليات (1952). من كتبه: "الفن التشكيلي المغربي على موعد مع التاريخ" (1988)، "علم الجمال والفن الإسلامي"، بالفرنسية (1991)، "قناديل الليالي العشر"، (1994)، "فنانو دكالة هبة الأرض" بالاشتراك مع عبد الكبير الخطيبي (1996)، "في الحضرة العالية"، بالاشتراك مع الفنان الإيطالي روجيرو، باللغة الفرنسية (2000)، "اتجاهات التصوير المغربي المعاصر" (2002)، "الهوية والحداثة في الفن المغربي" (2012). وله في الرواية: "مدارج الليلة الموعودة" (1993)، "الفضاء والجسد" (1996)، "آية ملائكة السراب" (2013). أمس واليوم، تقام تكريماً له أيام دراسية بعنوان "موليم العروسي، فكر ما بعد حداثي" في "جامعة الحسن الثاني" في الدار البيضاء.