وقفة مع محمد دوير

10 مارس 2020
(محمد دوير)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته قرّاءه. "نحتاج إلى مزيد من ضخ الدماء في شرايين المجتمع"، يقول الباحث المصري في حديثه إلى "العربي الجديد".


■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
- يشغلني الوضع العربي الراهن الذي يشغل كل مواطن عربي مهموم بقضايا أمّته، إضافة إلى رصد المتغيرات الاجتماعية والثقافية والسياسية التي تمر بها منطقتنا، وخاصة لدى الشباب العربي والمصري.


■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك القادم؟
- آخر أعمالي كتابٌ بعنوان "ماركس ضد نيتشه.. الطريق إلي ما بعد الحداثة" عن "دار روافد" بالقاهرة. أمّا بالنسبة إلى مشاريع النشر القادمة، فقد انتهيت من كتاب عنوانه "الاحتمال الفلسفي"، وأعمل حالياً على كتاب جديد بعنوان "الوصايا العشر للحداثة".


■ هل أنت راض عن إنتاجك ولماذا؟
- من الصعب أن يرضى كاتب عن إنتاجه، فالأفكار أكثر غنى من الكتابات، ولكنني راض عما كتبت. يبقى أنه ليس كل ما أريد أن أقدّمه. الفكر العربي في أزمة كتابة، وقراءة أيضاً، ويحتاج إلى مزيد من ضخ الدماء في شرايين المجتمع، لأن التدهور القيمي والثقافي أسرع من قدرتنا على ملاحقته. نحن في صراع مع الحياة، ولا بدّ للعقلانية والتقدّم والرقي من الانتصار.


■ لو قُيض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
- ربما ذات المسار، ولكن الاختلاف سيكون فقط في بذل مزيد من الجهد مبكراً، وعدم انتظار قوى التخلف والرجعية لتقول كلمتها ثم نصبح في موقع ردة فعل. كنت سأسعى منذ البداية للعمل على بناء كادر تقدمي وتنويري بصورة أكثر جدية. فأنا دائماً كنت أخشى من ذلك المصير الذي صار واقعاً الآن، حيث نمرّ بأسوأ مراحلنا في العصر الحديث.


■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
- ليست لديّ أحلام كبيرة عن تغيير العالم، سوى نمو وتعاظم دور العولمة البديلة والتحرّر الوطني وفك الارتباط والانسلاخ من حالة التبعية. ولكنني بشكل مؤكد أدعم كل صور التقدم والعقلانية والحرية والعدالة في العالم العربي، هذا هو حلمي الأساسي الذي أستطيع أن أسهم فيه على قدر طاقتي.


■ شخصية من الماضي تود لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
- طه حسين، لأن دوره المركزي في صناعة الثقافة العربية يحتاج إلي مناقشات كثيرة، فالدور المحوري الذي لعبه في توجيه الفكر العربي نحو العقلانية والمذهب الشكي منذ كتابه "الشعر الجاهلي" مروراً بـ"مستقبل الثقافة في مصر"، يجعلنا دائماً في حاجة إلى استحضاره ومحاورته والتأسيس على ما قدّمه.


■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
- الأستاذ بسيوني مرعي، فهو أوّل من علّمني حروف الهجاء في الماركسية، وظل يأخذ بيدي حتي تمكنت من الاعتماد على نفسي. أما الكتاب، فليس هناك عمل محدد، وإن كان معظم من أعود إليهم لهمعلاقة بالفلسفة، خاصة مؤلفات ماركس ودراسات ما بعد الحداثة.


■ ماذا تقرأ الآن؟
- أعيد قراءة مؤلفات عابد الجابري وجورج طرابيشي ضمن مشروع كتاب عن منهج المفكرين العرب في التعامل مع التراث.


■ ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- الآن ودائماً، أستمع إلى أغاني الشيخ إمام عيسى ومارسيل خليفة وكلاسيكيات الغناء العربي. أما التجربة الغنائية التي اكتشفتها مؤخّراً وأراها تجربة جيدة فهي فاطمة عادل، وخاصة في غنائها أغاني الشيخ إمام.


بطاقة
باحث مصري من مواليد 1966. حاز على دكتوراه في فلسفة العلم. من أهم إصداراته: "الاشتراكية والدين"، و"فلسفة الحكمة"، و"نظرية المعرفة العلمية"، وصدر منذ أيام كتابه الأخير "ماركس ضد نيتشه".

دلالات
المساهمون