يقارب باحثون ونقّاد وفنانون تجربة التشكيلي المغربي فريد بلكاهية (1934-2014) في جلسات متفرقة تنطلق عند الثالثة بعد ظهر اليوم في "متحف بلكاهية" في مراكش، وتتزامن مع افتتاح معرض لأعمال الفنان والذي سيظلّ متاحاً للجمهور حتى 13 من تشرين الثاني/ نوفمبر.
وتحت عنوان "العالم البيني، رمزية الشجرة في أعمال بلكاهية"، يقدّم المشاركون قراءات مختلفة الأوجه حول الأيقونة والزخرفة والتراث والمعنى في تجربة أحد أكثر الفنانين المغاربة تأثيراً، والذي كان مصراً على استقلال الفنان عن الإرث الكولونيالي دون أن يكون ذلك انفصالاً عن القيم المعاصرة.
"أصل الشجرة في أعمال بلكاهية" هي الورقة التي تفتتح بها الكاتبة رجاء بن شميسي، شريكة درب الفنان الراحل ومديرة متحفه، الندوة، بينما يعنون الناقد التشكيلي مصطفى النيسابوري مشاركته بـ "انحياز الشجرة وأمكنة أخرى".
بالنسبة إلى الباحث الفرنسي ألكسندر كازيروني فإنه يستكشف "حيوانية الشجرة عند فريد بلكاهية"، فيما ينظر إليها الناقد فريد الزاهي من حيث أنها "الشجرة المتخيلة" التي يقترحها الفنان في لوحاته، أمّا محمد فلسان فيتطرّق إلى "رمزية الشجرة".
كانت علاقة فن بلكاهية بالبيئة والطبيعة تتطوّر منذ بدايته، حتى قرّر في السبعينيات التخلي عن الرسم بالزيت ولجأ إلى المواد الطبيعية التي تستخدم في الفنون التقليدية؛ مثل النحاس والجلد والصبغات الطبيعية، وكانت الشجرة ثيمة أساسية في كثير من أعماله.
رسم بلكاهية غابة أول مرة عام 1963، وبدأ بعدها يتردّد على رسم الأشجار، وبدلاً من أن تكون ثابتة فإن شجرة الرسام أصبحت قابلة للتشكل، مرة مثلثة أو على شكل رمح أو مربعة أو مصلوبة، أما الشجرة المستديرة فقد تكرّرت لديه، كأنها باتت بالنسبة إليه ثيمة فلسفية وشعرية وتشكيلية أساسية في مشروعه.