اعتصم عشرات الفلسطينيين أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، غرب مدينة غزة، اليوم الإثنين، تضامناً مع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وتحديدا الذين يخوضون إضراباً مفتوحاً عن الطعام منذ عدة أسابيع.
وهتف المشاركون في الوقفة الاحتجاجية، الذين جاؤوا بدعوة من مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى والجرحى، بعبارات تنادي بحرية الأسرى، وتطالب بإسناد المضربين عن الطعام منهم، رافعين في الوقت ذاته شعارات تؤكد على مطالبهم، مثل: "لا لسياسة العزل الانفرادي"، "لا للاعتقال الإداري".
ويخوض شادي مطاوع إضراباً مفتوحاً عن الطعام منذ 24 يوماً، رفضاً لسياسة العزل الانفرادي، بينما يخوض عيسى العباسي إضراباً مفتوحاُ عن الطعام منذ 18 يوماً، بالإضافة إلى الأسير الأردني عبد الله أبو جابر، الذي علق إضرابه عن الطعام بعد 47 يوما ثم استأنفه في نهاية الشهر الماضي ديسمبر/ كانون الأول.
اقرأ أيضاً: إضراب أسرى فلسطينيين محررين عن الطعام لقطع رواتبهم
وقالت زوجة الأسير الصحافي محمد القيق، المضرب عن الطعام منذ نحو 40 يوماً، في كلمة لها عبر الهاتف النقال على هامش الوقفة، إن "التضامن الشعبي مع قضية الأسرى ومعاناتهم اليومية يلعب دوراً هاماً في رفع معنويات الأسرى الذين يخوضون معارك قاسية مع السجان الإسرائيلي من أجل تحسين أوضاعهم المعيشية، بالقدر المستطاع داخل غرف الأسر".
بدوره، ذكر الناطق باسم مؤسسة "مهجة القدس"، ياسر صالح، في كلمته، أن معاناة الأسرى تتضاعف خلال فصل الشتاء، بسبب رفض إدارة مصلحة سجون الاحتلال إدخال المستلزمات الشتوية للأسرى، وكذلك بسبب عمليات التفتيش الهمجي التي يتعمد الاحتلال تنفيذها، تحت جنح الظلام وفي الليالي الممطرة.
من جهته، أوضح القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أحمد المدلل، أن الفعاليات الداعمة للأسرى ولحقوقهم ستتواصل طالما سياسات الاحتلال القمعية والتعسفية تمارس بحق الأسرى، مشدداً على أهمية وضع خطط وطنية شاملة، تدعم قضايا الأسرى على المستويين الشعبي والرسمي.
اقرأ أيضاً: 6830 حالة اعتقال بحق الفلسطينيين خلال 2015
وأضاف المدلل، في كلمته على هامش الوقفة الاحتجاجية "يحاول الاحتلال الإسرائيلي كسر شوكة الشعب الفلسطيني من خلال تنفيذ حملات اعتقال جماعية، ولكن محاولاته كافة فشلت وستفشل والدليل على ذلك انتفاضة القدس التي يزداد وهجها يوما بعد الآخر".
ويبلغ عدد الأسرى الفلسطينيين نحو 6500 أسير موزعين على نحو 22 سجناً ومعتقلاً إسرائيلياً، منهم 478 أسيراً محكومون بالسجن مدى الحياة، و30 أسيراً أمضوا أكثر من 20 عاماً في السجن، ومثلهم يعاني ويلات السجن من قبل توقيع اتفاقية أوسلو بين السلطة الفلسطينية والاحتلال عام 1993.
ويتعرض الأسرى لسلسلة من الانتهاكات والإجراءات القمعية على أيادي السجانين الإسرائيليين، كالحرمان من الزيارة وفرض الغرامات المالية، والتفتيش التعسفي في جنح الليل والمنع من إكمال التعليم وإدخال الكتب، وكذلك الإهمال الطبي وعدم تقديم العلاج، بجانب التنقلات المستمرة للأسرى بين السجون.
اقرأ أيضاً: الأسرى الفلسطينيون: معاناة مع البرد داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي