وتخشى أبو جزر على نجلها الأسير منذ عام 2004، الذي أصيب في الأحداث الأخيرة التي شهدها سجن النقب الصحراوي ونقل على إثرها رفقة عددٍ من الأسرى الفلسطينيين إلى المشافي داخل الأراضي المحتلة عام 1948 لتلقي العلاج في أعقاب عملية قمع قامت بها مصلحة السجون.
وشاركت أبو جزر إلى جانب عددٍ من ممثلي المؤسسات التي تعنى بشؤون الأسرى والمحررين في قطاع غزة، في وقفة أقامتها مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى ووزارة الأسرى والمحررين في غزة، في ساحة السرايا وهي سجن مركزي إسرائيلي سابق، اليوم الإثنين.
ورفع المشاركون في الوقفة صوراً لعدد من كبار الأسرى الذين أمضوا سنوات طويلة في سجون الاحتلال، بالإضافة لصور أسرى من غزة إلى جانب توابيت تحمل صوراً لأسرى استشهدوا داخل سجون الاحتلال وأخرى وضع عليها علامات استفهام.
وتقول أبو جزر لـ"العربي الجديد"، إنها قلقة للغاية على الحالة الصحية لنجلها الأسير الذي أمضى ما يزيد عن 18 عاماً في سجون الاحتلال، سيما أنه لا توجد الكثير من المعلومات عن طبيعة الواقع الصحي للأسرى في سجن النقب.
وتطالب والدة الأسير الغزي السلطة الفلسطينية والفصائل المختلفة بضرورة التحرك السريع والعاجل من أجل الإفراج عن الأسرى، وتحسين واقعهم اليومي والمعيشي داخل سجون الاحتلال، والعمل على توفير الرعاية الصحية اللازمة لهم.
وتلفت إلى أن تسارع الانتهاكات والاعتداءات اليومية المكثفة بحق الأسرى في سجون الاحتلال يزيد من معاناة ذويهم وعائلاتهم الذين ينتظرون بفارغ الصبر أن يجري تحريرهم والإفراج عنهم، خصوصاً أولئك الذين أمضوا سنواتٍ طويلة في السجون الإسرائيلية.
في الأثناء، يؤكد الأسير المحرر والناطق باسم مؤسسة مهجة القدس تامر الزعانين على حجم الأمراض المنتشرة في صفوف الأسرى داخل سجون الاحتلال وعلى رأسها مرض السرطان والسكري والضغط وتليف الكبد وغيرها من الأمراض.
ويقول الزعانين في كلمة له خلال الوقفة الاحتجاجية، إن الاحتلال وعبر مصلحة سجونه يكتفي بتقديم المسكنات دون أن يوفر العلاج اللازم للأسرى ويمنع الكشف الطبي عن عدد كبير منهم أو حتى إجراء العمليات الجراحية كالأسيرة إسراء الجعابيص.
ويطالب الناطق باسم مؤسسة مهجة القدس المؤسسات الدولية بسرعة التدخل والضغط على الاحتلال للقيام بإجراء الكشف الطبي الدوري على الأسرى، والعمل على توفير العلاج الكامل للأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي خصوصاً المرضى منهم.
وتشهد سجون الاحتلال الإسرائيلي حالياً مفاوضات مستمرة بين الحركة الأسيرة ومصلحة السجون، إذ قام الأسرى بتأجيل إضرابهم عن الطعام حتى يوم الأربعاء المقبل من أجل إفساح المجال للاحتلال لتنفيذ مطالبهم المتمثلة بالسماح بالاتصالات لهم بعوائلهم ووقف تركيب أجهزة التشويش والسماح لذوي أسرى غزة وخصوصاً حركة حماس بزيارتهم مجدداً.
من جهته، يقول مدير عام العلاقات العامة والإعلام في وزارة الأسرى بغزة، أشرف حسين، إن المقاومة الفلسطينية مطالبة بالتحرك من أجل تحرير الأسرى من سجون الاحتلال والضغط على الاحتلال بكافة السبل والوسائل من أجل إبقاء قضية الأسرى حاضرة.
ويطالب حسين في كلمة له جامعة الدول العربية والمؤسسات الدولية بالعمل على تحريك ملف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وتحريكه في المحافل الدولية المختلفة في ظل استمرار الانتهاكات بحق الأسرى وحالة الإهمال الطبي.
وأسهمت سياسة الإهمال الطبي المتبعة بحق الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي في ارتقاء عدد منهم، كان آخرهم الأسير فارس بارود الذي استشهد في فبراير/شباط الماضي، في الوقت الذي يعاني العشرات من الأسرى من أمراض مختلفة.