وفد من قبائل شرق ليبيا إلى القاهرة ووحدة عسكرية مصرية تدخل سرت

15 يوليو 2020
مزيد من التحشيد السياسي والعسكريقبل معركة محتملة في سرت (Getty)
+ الخط -
قالت مصادر مصرية مقربة من اللجنة المعنية بالأزمة الليبية، إن وفداً من قبائل شرق ليبيا وعدداً من الشخصيات السياسية سيصلون إلى القاهرة، مساء اليوم الأربعاء، للقاء مسؤولين مصريين بأجهزة المخابرات، وعلى رأسهم رئيسا المخابرات العامة عباس كامل، والمخابرات الحربية خالد مجاور.
ومن المقرر، بحسب المصادر، أن يصدر ممثلو القبائل الذين يزورون القاهرة، بيانا يؤكدون فيه دعمهم للدعوة التي أطلقها عدد من أعضاء مجلس النواب المنتمين لمدن الشرق الليبي، لتفويض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بالتدخل العسكري في ليبيا لمواجهة قوات حكومة الوفاق الوطني وتركيا.
وكشفت المصادر أن ممثلي قبائل الشرق الليبي، من المقرر أن يبحثوا خلال لقاءاتهم مع المسؤولين المصريين، إجراءات وخطوات تشكيل فرقة عسكرية من أبناء القبائل، تكون داعمة لمليشيات شرق ليبيا التي يتزعمها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، تحت مسمى القوات المساندة، على غرار المجموعات المسلحة التي دعمت قوات حكومة الوفاق في غرب ليبيا من أبناء المدن والقبائل، على حد تعبير المصادر.
كما كشفت المصادر عن حضور القيادي في جهاز المخابرات العامة محمود السيسي، نجل الرئيس، للاجتماعات مع ممثلي القبائل الليبية، بدعوى الاستفادة من خبرته في هذا السياق، بعد تجربة المجموعات القبلية المسلحة من أبناء قبائل سيناء، المساندة للقوات المسلحة المصرية، في مواجهة العناصر المتطرفة التابعة لتنظيم "داعش" في شمال سيناء.
السيسي الابن أعدّ رؤية بشأن التعاون مع القبائل الليبية
وأشارت المصادر إلى أن السيسي الابن، أعدّ رؤية بشأن التعاون مع القبائل الليبية فيما يخص ما أسمته المصادر بـ"صد العدوان التركي" الداعم لقوات حكومة الوفاق.
وأوضحت المصادر أن الرؤية التي عكف على إعدادها نجل الرئيس، الذي عاد لبسْط نفوذه مجددا داخل جهاز المخابرات العامة بدعم من رئيس الجهاز، تتمثل في البدء بفرقة واحدة تتكون من 500 مقاتل، ستشرف مصر على تدريبهم وتسليحهم والدفع بهم إلى جانب مليشيات شرق ليييا، في الخطوط الأمامية المرشحة للانفجار خلال الأيام القادمة.
وقالت المصادر إن "انتشار السلاح في أيدي الليبيين منذ سقوط معمر القذافي في 2012، سيسهل مهمة تشكيل تلك الفرق في وقت سريع، من دون الحاجة للبدء من الصفر، حيث سيكون تركيز الخبراء العسكريين على تدريب أبناء القبائل على تكتيكات القتال".
وقالت مصادر مصرية وليبية متطابقة إن عسكريين مصريين وصلوا إلى الأراضي الليبية، السبت الماضي، للوقوف على ترتيبات متعلقة بدخول قوات مصرية إلى ليبيا، وسط عمليات تحشيد وتصريحات متصاعدة بشأن معركة سرت والجفرة.
وأضافت المصادر أن وحدة استطلاع مصرية وصلت إلى مدينة سرت، السبت الماضي، للوقوف على الأوضاع الميدانية هناك، وإعداد تقرير شامل بشأن الوضع على الأرض، وتواجد القوات التابعة لمليشيات شرق ليبيا، علماً أن عددا من ضباط الاستطلاع، وجهاز المخابرات المصرية، موجودون في المنطقة منذ أكثر من عامين.
النظام المصري يتعرض لضغوط هائلة من حليفه الإماراتي، للدفع بالجيش المصري للتدخل ميدانياً في الأراضي الليبية
وأضافت المصادر، أن النظام المصري يتعرض لضغوط هائلة من حليفه الإماراتي، للدفع بالجيش المصري للتدخل ميدانياً في الأراضي الليبية. وفي هذا الصدد، برزت محاولات دوائر مصرية مقربة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، في ترويج وتكثيف الحديث الإعلامي عن إمكانية هذا التدخل، لتحقيق هدفين أساسيين، أولهما محاولة الحصول على رضا الحليف الخليجي، الإماراتي بالدرجة الأولى. والهدف الثاني محاولة الضغط على المحور الداعم لحكومة الوفاق الليبية المعترف بها دولياً، للحد من طموحاتها الخاصة بسرت والجفرة.
وأوضحت المصادر أنه بالتوازي مع وصول تلك الوحدات؛ أعلنت المنطقة الغربية العسكرية بمصر حالة الاستنفار القصوى، حيث تم أمس تجهيز عدد من الآليات العسكرية ووحدات المدفعية والدفاع الجوي، تأهبا للتحرك تجاه الحدود الليبية على سبيل الاستعداد واتخاذ مواقع تمكنها من تقديم المساعدة عند الحاجة لقوات شرق ليبيا، مشيرة إلى أنه "ليس من المرجح دخول تلك الوحدات إلى ليبيا في الوقت الحالي، والاعتماد على سلاحي الجو والبحرية فقط في أي معارك حال اندلاعها حول سرت".
وذكرت المصادر أن طائرات استطلاع مصرية كثفت، خلال الساعات الـ48 الماضية، طلعاتها الجوية على منطقة شرق ليبيا، مرورا بالهلال النفطي ووصولا إلى محور سرت-الجفرة الذي وصفه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بأنه "خط أحمر".
في غضون ذلك، تروج مصادر ليبية مقربة من معسكر شرق ليبيا، لادعاءات، لم يتم التأكد منها ميدانياً، بوصول مجموعات عسكرية إلى منطقة الخليج العسكرية بمدينة أجدابيا، موضحة أنها معسكر مجهز في المنطقة سيكون بمثابة نقطة ارتكاز لقوات عسكرية مصرية ستصل خلال الأيام القادمة. ووفقا لهذه المصادر، فإنه يتم الترويج لتنفيذ خبراء عسكريين مصريين جولة في المدينة، لتحديد أماكن نصْب منصات دفاع جوي، وذلك لتوفير الغطاء اللازم للقوات المصرية التي من المقرر أن تنتقل للمنطقة، تحسبا لمعركة عسكرية مرتقبة حول سرت والجفرة، وهو الخط الذي سبق وحدده الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال تفقده قوات المنطقة الغربية العسكرية في العشرين من يونيو/حزيران الماضي، باعتباره خطا أحمر، سيتبع تجاوزه من جانب قوات حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، وتركيا، دخول الجيش المصري بشكل مباشر إلى الأراضي الليبية، بدعوى الحفاظ على الأمن القومي المصري الذي يبدأ من عند هذا الخط.
وتبعد أجدابيا الواقعة في الشرق الليبي عن العاصمة طرابلس 850 كم، كما تبعد عن مدينة بنغازي نحو 160 كم، فيما يسكنها نحو 250 ألف نسمة، وتشكّل عاصمةً للمنطقة المحيطة، حيث تقع عند مفترق عدة طرق رئيسية، وهي الطريق الساحلي الليبي، وطريق طبرق-أجدابيا، بالإضافة إلى طريق أجدابيا-الكفرة.
كما تتمتع بموقع استراتيجي، حيث تتوسط البلاد، ولا بد للقادمين إلى بنغازي من الغرب والجنوب والعكس من المرور بها، ولذلك فهي تعتبر حلقة وصل بين مناطق ليبيا، هذا بالإضافة إلى أنها ممر تجاري واقتصادي، حيث تمر بها قوافل النفط الليبي القادمة من حقول الجنوب باتجاه موانئ التصدير في المدن الساحلية كطبرق والبريقة.
وجاءت التحركات المصرية قبل أيام قليلة من إعلان أعضاء مجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق، دعوته لمصر بالتدخل العسكري، مساء الإثنين، وترحيبه بما جاء في كلمة الرئيس المصري في العشرين من يونيو الماضي، بحضور عدد من ممثلي قبائل شرق ليبيا.
المساهمون