وفد من "الجيش الحر" بواشنطن: تحذير من سيطرة روسيا وإيران على سورية

16 يناير 2018
وفد "الجيش السوري الحر" في واشنطن (تويتر)
+ الخط -


يلتقي وفد من "الجيش السوري الحر" التابع للمعارضة السورية، في العاصمة الأميركية واشنطن، اليوم الثلاثاء، مسؤولين في البيت الأبيض.

وذكرت قناة "فوكس نيوز" الأميركية، في تقرير خاص، أنّ الهدف من اللقاء هو "زيادة التعاون بين الجيش السوري الحر وإدارة الرئيس دونالد ترامب، وفي الوقت ذاته التحذير من عواقب التخلّي عن السيطرة على الأرض في سورية، لصالح روسيا وإيران".

وأوردت القناة، أنّ وفد "الجيش السوري الحر"، سبق أن عرض هذه الملفات على الكونغرس الأميركي، الأسبوع الماضي.

وحذّر قادة الوفد، وفق القناة، من "كارثة" قادمة في محافظة إدلب شمالاً، وهي واحدة من آخر المعاقل الكبرى للمعارضة في سورية، وسط مواجهتهم لهجوم ثلاثي من عدة محاور، من قبل روسيا، وإيران، والمليشيات الموالية لرئيس النظام السوري بشار الأسد.

وبينما تخوض روسيا مساعي مع تركيا وإيران، للمشاركة في "مؤتمر الحوار الوطني السوري"، المزمع عقده في سوتشي بروسيا، نهاية يناير/كانون الثاني الجاري، يسعى وفد "الجيش الحر" لتنبيه إدارة ترامب من "الثقة" بالروس في سورية.

ونقلت القناة عن أسامة أبو زيد، المتحدّث سابقاً باسم وفد المعارضة السورية العسكرية لمحادثات أستانة، إنّ "الروس يواصلون الكذب. إنّهم لم ينفّذوا أبداً ما وعدوا به خلال المفاوضات".

وأضاف أنّ "الدليل واضح بأنّ روسيا لن تسمح لنا بالديمقراطية أو الاستقلال. روسيا تقاتل بكل ما لديها للحفاظ على جهاز الأمن الوحشي الذي بنته لنظام الأسد. التحدّي الرئيسي أمامنا الآن هو إعادة بناء الأجهزة الأمنية وهيكلتها إلى مؤسسات يقودها محترفون، للعمل على حماية السوريين وحرياتهم الديمقراطية".

وذكر أعضاء من وفد "الجيش السوري الحر"، أنّ الوفد سيحثّ إدارة ترامب على تقديم مزيد من الدعم للمعارضة السورية.

وقال سعد فهد الشويش، عضو الوفد لـ"فوكس نيوز"، "نطمح إلى مثل هذا التعاون لأنّنا لا نستطيع أن نثق بروسيا التي توفّر دعماً جوهرياً غير محدود، فضلاً عن جميع أنواع الدعم العسكري والسياسي في المنتديات الدولية للنظام".

وأضاف الشويش، الرئيس السابق لمجلس محافظة الرقة، "لا يمكننا أن نقبل روسيا كحليف أو شريك بينما يستمر هذا الدعم".

وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت، في 22 يوليو / تموز 2017، إنهاء برنامج وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه"، المعني بتسليح فصائل المعارضة السورية، والذي أطلقته الوكالة في عهد الرئيس السابق باراك أوباما عام 2015.

أما ياسر الحاجي رئيس مكتب العلاقات الخارجية للحكومة السورية المؤقتة، فقال إنّ الهدف الرئيسي من زيارة الوفد الحالية إلى واشنطن، هو "تنبيه الإدارة لناحية التهديد الروسي الإيراني للسوريين ومستقبلهم".

وحذر الحاجي من أنّ "إيران، على وجه الخصوص، تسعى للسيطرة على سورية ولبنان والعراق، وتشكيل جسر أرضي من الخليج إلى البحر الأبيض المتوسط"، مضيفاً أنّ "إيران تسعى لأن تصبح قوة كبرى، وربما مع امتلاك أسلحة نووية أيضاَ، الأمر الذي سيجعل من الصعوبة بمكان مواجهتها".

بدوره قال خالد أبا، عضو الوفد، والرئيس السياسي لـ"الجبهة الشامية"، إنّ "روسيا ترى في سورية فرصة لتوسيع نفوذها العالمي، على حساب الولايات المتحدة، وتسعى لضمان ميناء لها في البحر الأبيض المتوسط، من أجل السيطرة على آبار النفط، عن طريق الحفاظ على وكيلها الأسد، واستخدام الموقع الجيوسياسي الرئيسي في سورية، كوسيلة للتأثير في الشرق الأوسط".

وأضاف أنّ "كل هذا سيعطي روسيا مزيداً من النفوذ، في المفاوضات المستقبلية مع الولايات المتحدة حول قضايا أخرى. لذلك، وبينما تستخدم النظام لتبرير وجودها في سورية، روسيا هي على أرض الواقع مجرّد محتل".


وتم سابقاً، في اجتماعات أستانة عاصمة كازاخستان، تحديد أربع مناطق لـ"خفض التصعيد" في سورية، وفق اتفاق الدول الضامنة: روسيا وتركيا وإيران. وتشمل محافظة إدلب شمالاً، ومحافظات السويداء ودرعا والقنيطرة جنوباً، فضلاً عن محافظة حمص، وسط البلاد، والغوطة الشرقية بريف دمشق، على أن يتم نشر قوات من هذه الدول لمراقبة وقف إطلاق النار في تلك المناطق.

وقال ديفيد أديسنيك، المحلل في مؤسسة "الدفاع عن الديمقراطية"، وهو معهد أبحاث غير حزبي يركّز على الأمن القومي والسياسة الخارجية، لـ"فوكس نيوز"، إنّ "عام 2017 كان عاماً جيداً جداً في سورية لأمثال روسيا وإيران وحزب الله اللبناني والأسد، ولكن عام 2018 يمكن أن يوفر فرصة لإدارة ترامب من أجل التحرّك".

وأضاف أدنيسك أنّ "الطريق للبدء في ذلك، هو مساعدة الشركاء المحليين الذين عملوا معنا على هزيمة داعش لاتخاذ الخطوة التالية، وتعزيز حصّتهم من الأراضي التي تحرّرت في شمال شرق سورية".

ولفت إلى أنّ "هذه المناطق تمتلك أصولاً هامة من النفط والغاز، ويريد الأسد السيطرة عليها. وإذا احتفظ بها شركاؤنا فإنّها ستكون أهم بطاقة في يدنا على طاولة المفاوضات".

وشدّد عضو الوفد مصطفى سيجري، مؤسس لواء "المعتصم"، على أنّ "الجيش السوري الحر"، لن يتخلّى عن المعركة في سورية.

وقال لـ"فوكس نيوز"، إنّه "من المستحيل العودة إلى أيام ما قبل الحرب. التاريخ يعلّمنا أنّ الدكتاتوريين لا يمكن أن ينجحوا في قمع الإرادة الشعبية"، مضيفاً أنّ "الشعب السوري اختار مسبقاً الكفاح من أجل حرياته، وليس هناك عودة عن ذلك".

(العربي الجديد)