وأوضحت مصادر مصرية لـ"العربي الجديد" أن الوفد الذي وصل إلى معبر رفح، صباح اليوم، تقدّمه عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" روحي مشتهي، وعضوا المجلس التشريعي عن حماس صلاح البردويل وإسماعيل الأشقر، بالإضافة إلى القيادي بحركة الجهاد، خالد البطش، الذي يشغل أيضا عضوية المجلس التشريعي.
وكشفت المصادر عن أن الوفد ضم عددا من النواب المحسوبين على ما يُعرف بـ"التيار الإصلاحي" في حركة "فتح"، الذي يتزعمه القيادي المفصول من الحركة محمد دحلان، في خطوة هي الأولى من نوعها.
وأوضحت المصادر أن الوفد من المقرر أن يلتقي مجموعة من قيادات جهاز المخابرات المصري من المسؤولين عن إدارة الملف الفلسطيني، مشيرة إلى أن اللقاءات ستتركز على الوضع الإنساني في غزة.
ولفتت المصادر إلى أن دحلان الذي يتواجد في القاهرة، هو الذي أشرف على ترتيب اللقاء، بعد مشاورات مع حركة "حماس" التي أكد قادتها خطورة الوضع في غزة.
في المقابل، قالت مصادر فلسطينية، إن اللقاء جاء بطلب من الحركة بعدما تفاقمت الأوضاع في القطاع، في ظل تأخر الجانب المصري عن الوفاء باتفاقات مبرمة في القاهرة في حضور دحلان، رغم وفاء "حماس" بكافة ما طُلب منها خلال زيارات وفدين تابعين لها للقاهرة، أولهما في يونيو/حزيران الماضي بقيادة رئيس المكتب السياسي في غزة يحيى السنوار، والآخر فني ضم ممثلي عدد من أعضاء اللجنة الإدارية للقطاع، وزار القاهرة في يوليو/تموز الماضي.
وأوضحت المصادر أنه من المقرر أن يتم الاتفاق خلال اللقاء على موعد تشغيل معبر رفح بشكل منتظم، في ضوء اتفاق مبرم في القاهرة يقضي بفتح المعبر بصفة شبه منتظمة، على أن يشرف عليه من الجهة الفلسطينية تابعون لدحلان.
وقالت المصادر إن "اللقاء سيعرض أيضا احتياجات القطاع العاجلة لمنع حدوث أي انفجارات غير محسوبة في الأوضاع".
وتأتي زيارة الوفد بعد أيام قليلة من تداول أنباء في القطاع عن مقترح قدمته القيادة العامة لكتائب "عز الدين القسام"، الذراع العسكرية لـ"حماس"، بالانسحاب من إدارة القطاع وإحداث حالة من الفراغ السياسي للضغط على كافة الأطراف المسؤولة عن حصار القطاع، في طل تعنّت السلطة الفلسطينية وتأخر مصر في القيام بالتزاماتها.
المقترح الذي تواردت أنباء طرحه على القيادة السياسية من جانب قيادة القسام لم تنفِه أو تؤكده قيادة "حماس".
وكان المجلس التشريعي الفلسطيني قد عقد جلسة تاريخية له مؤخراً شارك فيها دحلان لأول مرة بكلمة عبر فيديو كونفرانس من القاهرة، بحضور 12 من النواب المحسوبين عليه، في إطار تفعيل تفاهمات القاهرة بين وفد السنوار والقيادي المفصول في حضور قادة المخابرات المصرية.
وبحسب المصادر الفلسطينية، فقد شملت التفاهمات إقامة محطة كهرباء للقطاع في مدينة العريش المصرية بتمويل من دولة الإمارات، يكون دحلان هو المسؤول عن إنجازه، إضافة إلى فتح معبر رفح بصفة شبه منتظمة، فيما تلتزم حماس المسؤولة عن الأمور الأمنية بتأمين الشريط الحدودي مع مصر البالغ 12 كيلومترا، ومنع تسلل العناصر المتطرفة، وتسيير دوريات أمنية بطول الشريط.