وفد تونسي إلى فلسطين المحتلة: تطبيع أم كسر للحصار؟

31 اغسطس 2016
تونس ترفض التطبيع مع الاحتلال (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -
يزور نحو 30 تونسياً من رجال الأعمال والمحامين ومن الناشطين في المجتمع المدني، بدءاً من اليوم الأربعاء إلى غاية الأسبوع المقبل، الأراضي الفلسطينية المحتلة، وسط جدل حول أهداف هذه الزيارة، ففي حين أكّد القيمون عليها أنها لكسر الحصار عن القدس، رأى آخرون أنها تأتي في إطار التطبيع مع العدو الإسرائلي.

وأكّدت إيمان سليم، وهي منظمي الزيارة، خلال ندوة صحافية، أنّ "برنامج زيارتهم إلى الأراضي المحتلة يأتي ضمن مبادرة كسر الحصار عن القدس".

وأوضحت سليم، لـ"العربي الجديد"، أنّ "هذه مبادرة فردية لمجموعة من الأشخاص، ولا يقف وراءها أي حزب أو هيكل من هياكل المجتمع المدني لا التونسي ولا الخارجي".

وأضافت أن "كل شخص مشارك في هذه المبادرة سيتكفل بمصاريف السفر أي معلوم التذكرة، في حين أن مصاريف الإقامة، هي هدية من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي تعهد بتكاليف الإقامة والتنقل للأماكن التي سنقوم بزيارتها".

وقالت أيضاً إن "المجموعة المشاركة فكرت في المبادرة من تلقاء نفسها ورغبة منها في الصلاة بالقدس كحلم من أحلام كل عربي يرغب في تحقيقها، وفي هذا السياق تقدمنا برسالة إلى الرئيس الفلسطيني الذي رحب بمطلبنا ودعمه، ودعا من خلالنا كل التونسيين والتونسيات إلى زيارة الأراضي الفلسطينية".

وشددت على أنّ "هذه الزيارة لا يمكن وضعها في إطار التطبيع مع الكيان الصهيوني مثلما وقع الترويج لها، باعتبار أننا قمنا بكل إجراءات التصاريح بدعم من السفارة الفلسطينية في تونس وقمنا بإبلاغ وزارة الخارجية التونسية".

ولفتت سليم إلى أن "برنامج الزيارة سيكون ثرياً جداً، إذ من المنتظر عقد ندوة صحافية مع محمود عباس، إلى جانب لقاءات أخرى ستجمعنا بوزير الثقافة ومفتي القدس، بالإضافة إلى زيارة جنين والحرم الإبراهيمي والقدس وبعض الجامعات والمستشفيات".

لكن الإعلان عن هذه الزيارة إلى الأراضي الفلسطينية أثار جدلاً، خلال فعاليات الندوة الصحافية، من قبل عدد من ناشطي المجتمع المدني.

وانتقد الناشط في المجتمع المدني، مرشد ادريس، هذه الخطوة معتبراً إياهاً "تبريراً للتطبيع مع الكيان الصهيوني". وأضاف في تصريح إعلامي أن "تونس التي قدمت عديد الشهداء في سبيل تحرير فلسطين لن تكون بوابة للتطبيع".

وندد عدد من التونسيين، منذ أيام، بالتقاط صورة للفنان صابر الرباعي مع أحد الضباط الإسرائيليين، خلال إقامته حفلاً فنياً في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ما اضطر الرباعي إلى تقديم اعتذاراته، واصفاً الأمر بالخديعة التي وقع فيها دون قصد.

وكانت محكمة تونسية قضت في السابق بمنع رحلة سياحية بالسفر إلى الأراضي المحتلة، لأن ذلك يعد شكلاً من أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني.

ويتعامل التونسيون بكثير من الحساسية والحذر مع كل أنواع الزيارات إلى الأراضي الفلسطينية، خصوصاً في السنوات الأخيرة، وعلى الرغم من أن بعضها يتم بالتنسيق مع السلطات الفلسطينية، إلا أنها تواجه بكثير من الانتقاد بسبب شبهات التطبيع.


المساهمون