وفد أميركي في أنقرة لبحث عملية "غصن الزيتون"

23 يناير 2018
تيلرسون قال إن بلاده تأمل العمل مع تركيا (Getty)
+ الخط -
وصل وفد أميركي برئاسة مستشار وزارة الخارجية في الولايات المتحدة، يوناثان كوهن، إلى العاصمة التركية أنقرة، الإثنين، لمناقشة التعاون مع تركيا في ما يخص الشأن السوري، وتحديدا المخاوف الأمنية التركية بعد إطلاق عملية "غصن الزيتون" ضد مواقع مليشيات "حزب الاتحاد الديمقراطي" (الجناح السوري للعمال الكردستاني) في منطقة عفرين.

ومن المنتظر أن يلتقي الوفد، المكون من دبلوماسيين وعسكريين من وزارة الدفاع الأميركية، بمسؤولين أتراك من كل من الخارجية ورئاسة الأركان التركيتين، إذ سيتوجه، صباح الثلاثاء، أولًا إلى الخارجية التركية ليلتقي وفداً تركياً برئاسة المستشار في الخارجية التركية، أحمد مختار غون، وسيتناول الجانبان التعاون المشترك في ما يخص الأزمة السورية؛ وذلك قبل التوجه إلى هيئة الأركان التركية، لإجراء اجتماعات مع العسكريين الأتراك.

وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، العقيد أدريان رانكين غالوي، قد أكد أن مسؤولين من وزارة الدفاع الأميركية سيرافقون الوفد لمناقشة المواضيع الأمنية، بما في ذلك موضوع عفرين.

وأضاف: "نحن نأخذ المخاوف الأمنية التركية على محمل الجد، ونحن ملتزمون بالعمل بشكل مشترك مع تركيا، التي هي حليفنا في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وشريكنا في مكافحة تنظيم "داعش" وباقي التنظيمات الإرهابية، ونحن في الأساس نعمل بشكل قريب مع تركيا بخصوص "حزب العمال الكردستاني" الذي هدد الأمن التركي".

وفي سياق متصل، قالت متحدثة البيت الأبيض، سارة ساندرز، الإثنين، إن بلادها "تدرك وتأخذ على محمل الجد المخاوف الأمنية المشروعة" لتركيا، وتواصل العمل معها كحليفة في "الناتو".

وأضافت ساندرز، في الموجز الصحافي اليومي في البيت الأبيض: "ندعو جميع الأطراف في شمال غربي سورية إلى التركيز على هزيمة تنظيم "داعش"، والحد من الاشتباكات في سورية، وحماية المدنيين الأبرياء".

وتابعت معلقة عن عملية "غصن الزيتون": "نشجّع تركيا على الحد من عملياتها وخطاباتها، والحد من نطاق ومدة عملياتها، والتأكد من استمرار المساعدات الإنسانية وتجنب سقوط ضحايا مدنيين".

ومضت قائلة: "نريد التأكد من أن نظام الأسد المتوحش لن يعود إلى عفرين"، مؤكدة أن واشنطن ستواصل "العمل الدبلوماسي من أجل إنهاء الحرب في سورية".



وكان المتحدث باسم الحكومة التركية، نائب رئيس الوزراء، بكير بوزداغ، قد أكد أنه لم يتم منح أي ضمانات لأي دولة بخصوص مدة عملية "غصن الزيتون".

وأشار إلى أن الطريق الوحيد للتعاون مع الولايات المتحدة يتمثل في سحب الأسلحة الثقيلة التي تم تسليمها للمليشيات، وعدم منحها أي أسلحة أخرى، فيما بدا ردا على تصريحات وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، التي أكد خلالها استمرار التباحث مع الأتراك حول مخاوفهم الأمنية المشروعة.

وخلال مؤتمر صحافي عقده بعد اجتماع مجلس الوزراء التركي، قال بوزداغ: "سيتم تحقيق جميع الأهداف في الخطة. لم تكن تركيا ترغب أن تصل إلى مرحلة القيام بعمليات عسكرية؛ بل كان الأمر اضطرارًا. عملية "غصن الزيتون" عملية شرعية".

وأضاف: "لم تمنح تركيا لروسيا أو لأي دولة أخرى أي تعهدات. إن هدف عملية "غصن الزيتون" هو تطهير منطقة عفرين من الإرهابيين، وتحويلها إلى منطقة آمنة"، مشددًا على أن العملية لا تستهدف الأكراد السوريين؛ بل "العمال الكردستاني".

وبينما تحدث عن وجود توافق دولي على دعم تركيا في عملية "غصن الزيتون"، شدد بوزداغ على أن "الطريق للتعامل بين أنقرة وواشنطن واضح؛ ويتمثل بوقف تقديم السلاح، وسحب الأسلحة التي تم منحها في وقت سابق".

وكان صحافي يسافر مع تيلرسون إلى باريس، قد نسب إلى وزير الخارجية الأميركي قوله، الاثنين، إن الولايات المتحدة تأمل في العمل مع تركيا على إقامة منطقة أمنية شمال غربي سورية لتلبية احتياجاتها الأمنية المشروعة، وفق وكالة "رويترز".

ونقل عنه كذلك قوله إن الولايات المتحدة قالت لتركيا "دعونا نرى إن كان بوسعنا العمل معاً لإقامة المنطقة الأمنية التي قد تحتاجونها... نحن في مناقشات مع الأتراك وبعض القوات على الأرض أيضاً عن كيفية تحقيق الاستقرار وتهدئة مخاوف تركيا المشروعة بشأن أمنها".

وأعرب تيلرسون، وفق "فرانس برس"، عن "قلقه" إزاء عملية "غصن الزيتون"، وحث جميع الأطراف على ضبط النفس في النزاع.