أفادت السلطات الصحية في محافظة إب وسط اليمن، بأن نفاد المحاليل والعلاجات الخاصة بعلاج مرضى الفشل الكلوي، تسبب بوفاة 24 مريضاً يتلقون العلاج في مركز غسيل الكلى في المحافظة.
وقال نائب رئيس هيئة مستشفى الثورة العام في المحافظة، الدكتور جبر الخولاني، إن أكثر من 550 مريضاً بالفشل الكلوي يواجهون خطر الموت، لعدم توفر المحاليل والأدوية المخصصة لعلاجهم، والإهمال الذي يعانيه المرضى في المركز.
وأكد الخولاني لـ"العربي الجديد" أن نسبة حالات الوفاة بسبب الفشل الكلوي زادت خلال الأشهر الأخيرة من العام الجاري، إذ بلغ عدد الوفيات في شهر سبتمبر/أيلول الماضي 10 حالات، ومنذ بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري توفي 14 مريضاً.
وأشار إلى أن "الإهمال في صيانة أجهزة الغسيل في المركز وعدم توفر قطع الغيار، أسباب تؤدي إلى تعطلها أثناء جلسة الغسيل، ما يتسبب في مضاعفات خطيرة تهدد حياة المرضى".
وأضاف": "الفلاتر وبقية مكونات الغسلة المستخدمة في عمليات الغسيل تخالف المواصفات والشروط الصحية لتشغيلها، ما يتسبب في نقل الدم الملوث للمريض، وانتقال الأمراض الأخرى من شخص لآخر".
وأوضح نائب رئيس هيئة مستشفى الثورة العام في المحافظة، أن فاعلي الخير وبعض المنظمات تبرعوا بكمية من مواد الغسيل الكلوي، إلا أن "إهمال القائمين على مركز الغسيل الكلوي إلى جانب عدم توفر الاحتياجات الطبية اللازمة، كانوا سببا بوفاة عشرات المرضى خلال سبتمبر الماضي وأكتوبر الجاري، وإصابة عدد من المرضى بفيروسات الكبد بسبب عدم التعقيم ونظافة الأجهزة".
من جانبه، يؤكد المصاب بالفشل الكلوي سعيد محمد، أنه أصيب بفيروس الكبد أثناء خضوعة لجلسات غسيل الكلى. وقال محمد لـ"العربي الجديد" إنه أصيب بالفشل الكلوي قبل ستة أشهر، "وبعد جلسات خضعت فيها لغسيل الكلى اكتشفت بأني مصاب بفيروس كبدي". وطالب بمحاسبة المهملين من العاملين في المركز "الذين لم يقوموا بتعقيم وتنظيف أجهزة ومستلزمات الغسيل باستمرار".
وتابع "عدم محاسبة المقصرين أدى إلى تساهل الموظفين بشكل عام، وزيادة معاناتنا. نترك لفترة طويلة دون أي اهتمام من قبل الممرضين الذين يأتي كثير منهم في وقت متأخر، ويغادرون المركز قبل انتهاء فترة الدوام".
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، يواجه مرضى الفشل الكلوي في اليمن البالغ عددهم نحو 5200 مريض، خطر الموت المستمر بسبب النقص الشديد في إمدادات غسيل الكلى التي لا تكفي لتغطية احتياج 700 ألف جلسة غسيل سنوياً.
ووفقا لتقرير صادر عن المنظمة فإن مراكز غسيل الكلى تعاني من تعثر الميزانية التشغيلية لضمان بقاء أبوابها مفتوحة لمنع موت المرضى. وتحتوي هذه المراكز على أجهزة قديمة تعمل على مدار الساعة بسبب زيادة المرضى في مختلف مناطق اليمن.