ولد في مدينة حلب السورية عام 1922، وكان مطراناً لكنيسة الروم الكاثوليك في مدينة القدس منذ عام 1965. اعتقل كابوتشي عام 1974 وزج في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بتهمة محاولته تهريب سلاح للمقاومة الفلسطينية، وكذلك التعاون مع جهات معادية للاحتلال، وقد حوكم بالسجن لمدة 12 عاما، إلا أنه أفرج عنه بعد أربع سنوات من سجنه بوساطة من الفاتيكان، ونُفي عام 1978 إلى روما.
وفي تفاصيل عملية اعتقاله، كان المطران برفقة مساعده، يقودان مركبة محملة بالأسلحة والمتفجرات في طريقها إلى مدينة القدس، وكان حينها الاحتلال الإسرائيلي وجهاز الأمن العام يعملان على مراقبة المطران، إذ تقرر في ذلك الوقت إيقاف المركبة خشية تفجيرها بشكل متعمد أو دون قصد.
اعتقل المطران ومرافقه، واقتيدت المركبة إلى مركز شرطة الاحتلال في المسكوبية بمدينة القدس المحتلة، حيث تم اكتشاف "غنائم" كثيرة منها أربعة رشاشات كلاشينكوف ومسدسات وعدة طرود تحتوي على متفجرات بلاستيكية وصواعق كهربائية وقنابل يدوية.
أنكر كابوتشي أمام المحققين الإسرائيليين ضلوعه في عملية التهريب، إلا أن مغلفاً عُثر عليه لدى تفتيش المركبة، كُتب عليه بخط المطران، رقم المسؤول الفتحاوي "أبو فراس" في لبنان، أثبت التهمة وأدى إلى سجنه ومحاكمته.
حاول المطران أكثر من مرة أن يدخل فلسطين من جديد، إلا أن سلطات الاحتلال كانت تحول دون ذلك، ففي شباط/فبراير من عام 2009، كان المطران كابوتشي على متن سفينة الإغاثة التي توجهت إلى قطاع غزة المحاصر، والمحملة بالأمتعة والغذاء، في حين اعترضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي طريق السفينة وصادرت كل ما بداخلها. كما رافق أيضاً، طاقم سفينة "مافي مرمرة" التركية عام 2010.
يعتبر المطران كابوتشي نموذجاً ومثالاً لمدى انتماء وإيمان الشعوب العربية، على اختلاف انتمائهم الديني والجغرافي للقضية الفلسطينية، والنضال العادل والمشرف الذي يسعى لدحر الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
وكانت سفارة دولة فلسطين لدى الكرسي الرسولي (الفاتيكان)، قد نعت كابوتشي، كذلك نعاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، واصفاً إياه بـ"المناضل الكبير".
كذلك نعت الحكومة الفلسطينية الراحل، وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود، "إن رحيل المطران كابوتشي ترك حزناً عميقاً في قلب كل فلسطيني، نظراً للسيرة النضالية الحافلة والمواقف الوطنية التي تمسّك بها المطران في دفاعه عن الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، إلى جانب مكانته وسمو منزلته الدينية".