وقال مدير المخيم الذي يضم نازحين من بلدة كفروما بريف إدلب الجنوبي نايف أبو عبدو، لـ"العربي الجديد": "علمنا بالفاجعة في السابعة والنصف صباحا، وتوجهنا إلى الخيمة التي تقيم فيها العائلة فوجدنا أفرادها متجمدين من البرد، رغم أن جيرانهم في خيمة قريبة قالوا إن العائلة تركت مدفأة الفحم مشتعلة طوال الليل، وحسب مشاهدتي فسبب الوفاة هو البرد الشديد، إذ انخفضت درجة الحرارة إلى 12 تحت الصفر في المنطقة الجبلية".
وأضاف أبو عبدو: "العائلة مكونة من أب وأم وابنتين، والابنة الكبيرة عمرها 14 سنة، والصغرى 7 سنوات، والمخيم يضم 1200 عائلة، ومنهم 400 عائلة وصلت قبل شهر فقط، وحركة النزوح مستمرة، والمنظمات الإنسانية غائبة في الوقت الحالي، لكن هناك منظمة تعمل على توفير مياه الشرب للمخيم".
وعلم "العربي الجديد"، أنّ أفراد العائلة هم مصطفى عبد الرازق حمادي، وزوجته أمون السليم، والطفلتان هدى وحور.
وتعتمد أغلب العوائل المقيمة في تجمع مخيمات الضياء الثلاثة، على الفحم الناتج عن الحراقات، وألمحت مصادر في المخيم إلى أن العائلة الضحية اختنقت بسبب المدفأة داخل خيمتها.
وقبل يومين، توفي طفل نازح من مدينة معرة النعمان إلى المخيم القطري بالقرب من مدينة إعزاز في ريف حلب الشمالي، بسبب البرد القارس. وأكدت جهات محلية أن الطفل أحمد ياسين (3 سنوات) فقد حياته بسبب غياب وسائل التدفئة، وأكد والد الطفل أن ابنه لم يكن يعاني من أي أمراض.
وقال الناشط الإعلامي خضر العبيد، لـ"العربي الجديد"، إن الأوضاع مأساوية في مخيمات ريف إدلب، بسبب موجة الصقيع غير المسبوقة. وأضاف: "في ساعات الليل يضطر النازحون في المخيمات إلى إشعال النار داخل الخيمة بسبب نقص الأغطية، وهذا يجبرهم على إبقاء باب الخيمة مفتوحا جزئيا خشية الاختناق، وبالتالي فإن النازحين في صراع حقيقي للحفاظ على حياتهم بسبب البرد".
وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق شؤون اللاجئين في سورية، أن أكثر من 689 ألف شخص نزحوا منذ مطلع شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، بينهم 400 ألف طفل، وفي أسبوع واحد ارتفع عدد النازحين الذين يعيشون في خيام أو ملاجئ أو في العراء إلى أكثر من 100 ألف شخص.
Twitter Post
|