وكان أنس قد تعرض للضرب على يد أحد أفراد الأمن الإداري التابع لجامعة القاهرة، ما أدى إلى إصابته بارتجاج في المخ ونزيف داخلي وكسر في منقطة الحوض واليدين والرجلين، وظل بعد نقله إلى المستشفى في حالة غيبوبة، حتى توفى مساء أمس.
وبحسب أحد المقربين من الطالب الشهيد، ستقام صلاة الجنازة عليه اليوم عقب صلاة العصر.
وأنس المهدي طالب بكلية العلاج الطبيعي في جامعة القاهرة، وعضو حركة طلاب ضد الانقلاب، كان قد خرج في مسيرة مع المئات من زملائه داخل الجامعة؛ للمطالبة بالإفراج عن الطلاب المعتقلين وعودة المفصولين منهم، وأثناء تحرك المسيرة هاجم أفراد من الأمن الإداري وبلطجية بزي مدني المتظاهرين، مستخدمين العصي الحديدية والحجارة.
وقام أحد أفراد الأمن بالاعتداء على أنس بالضرب، خلال الاشتباكات التي استمرت قرابة الساعة، وأسفرت عن إصابة العشرات من الطلبة بجروح ووقوع حالات إغماء بين الطالبات.
وتوفى الطالب أنس المهدي بعد 27 يوماً قضاها في غيبوبة إثر الاعتداء عليه، ليلحق بزميله طالب كلية الهندسة محمد رضا الذي قتلته قوات الشرطة المصرية أثناء اقتحامها لجامعة القاهرة في 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2013، بطلق ناري في الصدر.
ونشر الطلاب صوراً لأفراد الأمن الإداري الذين قاموا بالاعتداء على الطلاب، متهمين أحدهم، واسمه "إسلام علواني" بالتسبب في وفاة زميلهم أنس، وقال الطلاب إن اعتداءات المدعو إسلام علواني وزملائه على الطلاب، موثقة بالصور، ونشر الطلاب صور أفراد من الأمن يمسكون بالطالب أنس المهدي وهو ملقى على الأرض وينهالون عليه بالضرب بأدوات حادة.
اقرأ أيضاً: اعتداءات بالأسلحة واشتباكات بجامعة القاهرة (صور وفيديو)
وتداول أصدقاء للطالب الفقيد، صورة ورقة مكتوبة بخط اليد، قالوا إنها وصية أنس التي كتبها قبل فترة من إصابته، في ظل تكرار اعتداءات الأمن على المظاهرات، والتي أسفرت عن سقوط المئات من الضحايا خلال العامين الماضيين.
وطلب المهدي في وصيته أن يحضر غسله في حال استشهاده زميله الطالب أحمد غنيم، والذي اختطفته قوات الأمن منذ نحو أسبوعين وما زال مكان احتجازه غير معلوم، وكذلك زميله الطالب يحيى غزلان الذي اعتقل خلال اعتداءات الأمن على المظاهرة التي أصيب فيها أنس.
نشر ناشطون صورة وصية الطالب الشهيد |
وسجل حقوقيون وفاة نحو 228 طالباً جراء انتهاكات الأمن المصري على مدار العامين الماضيين، سواء في المظاهرات أو في مقار الاحتجاز.
وكان طلاب بجامعة القاهرة قد خرجوا في تظاهرة للمطالبة بالإفراج عن الطلاب المعتقلين وعودة المفصولين منهم، وجابت التظاهرة أرجاء الجامعة، حتى وصلت بالقرب من مبنى كلية الآداب القريب من البوابة الرئيسية للجامعة.
وهاجم أفراد من الأمن الإداري وبلطجية بزي مدني مسيرة الطلاب، مستخدمين العصي الحديدية والحجارة، فاشتبك الطلاب مع المهاجمين وقاموا بإشعال الشماريخ رداً على اعتداء الأمن والبلطجية.
وفور اندلاع الاشتباكات قام عدد من رجال الأمن بإطلاق الرصاص في الهواء؛ مما أصاب طلاب الجامعة والعاملين فيها بحالة من الهلع، وسادت الفوضى داخل حرم الجامعة، وهرع الطلبة والموظفون إلى مباني كلية الآداب للاحتماء بها، وأغلقت الكلية أبوابها على عدد كبير من المحتجزين بالداخل.
واعتدى البلطجية وعناصر الأمن بالضرب على الطلاب، مستعينين بالكراسي الخشبية والأحزمة الجلدية وألواح خشبية، ما أسفر عن إصابة العشرات منهم نتيجة الاعتداء عليهم، كما أصيبت طالبات عدة بحالات إغماء، وتوجهت سيارات الإسعاف لنقل المصابين.
اقرأ أيضاً: #غنيم_فين.. الإخفاء القسري لطلاب مصر مستمر