وفاة القيادي الإسلامي والتربوي الأردني إسحق الفرحان

06 يوليو 2018
غيّب الموت الفرحان عن 94 عاماً (العربي الجديد)
+ الخط -
غيّب الموت، أمس الخميس، القيادي السابق في الحركة الإسلامية الأردنية، والتربوي والوزير إسحق الفرحان (مواليد 1934)، الذي أجمعت أوساط رسمية وأهلية وشعبية أردنية على الخسارة في رحيله، وعلى ما تمتع به من سمعة طيبة، في محطات حياته، وزيراً وأستاذاً جامعياً، ورئيساً للجامعة الأردنية، ووجهاً بارزاً في جماعة "الإخوان المسلمين"، وأحد أعمدتها ومن أبناء رعيلها الأول، وكان الوحيد فيها الذي تولّى مواقع وزارية في سنوات الأحكام العرفية، وقبل الانفراج العام الذي شهده الأردن بعد "هبّة نيسان" في عام 1988. 

الفرحان من مواليد عين كارم في القدس عام 1934، تلقّى تعليمه الابتدائي في عين كارم/ القدس (1941 - 1948)، وتعليمه الثانوي في السلط (1949 - 1953)، حصل على البكالوريوس في العلوم (كيمياء) بامتياز من الجامعة الأميركية في بيروت (1957)، والماجستير في العلوم (الكيمياء الفيزيائية) بامتياز من الجامعة الأميركية أيضاً (1958)، ثم ماجستير في التربية/ إعداد معلمي العلوم من جامعة كولومبيا في نيويورك (1962)، والدكتوراه في التربية (مناهج وإعداد المعلمين) من جامعة كولومبيا بنيويورك (1964). عمل مدرساً للعلوم في المرحلة الإعدادية والثانوية في مدرسة السلط الثانوية (1958- 1960)، ومدرساً للعلوم العامة والكيمياء في معهد المعلمين في عمان (1960) ورئيساً لقسم إعداد المعلمين وتأهيلهم في وزارة التربية والتعليم الأردنية (1964- 1965)، ومحاضراً غير متفرغ في كلية الشريعة وكلية التربية في الجامعة الأردنية (1964 - 1970). ثم انتقل إلى مرحلة الإشراف على عملية تطوير المناهج والكتب المدرسية في الأردن بين سنتي 1964 و1973 التي اشتملت على نحو ثلاثمائة كتاب مدرسي ودليل معلم، للتعليم العام، ليعين بعدها رئيساً لقسم المناهج والكتب المدرسية في وزارة التربية عام 1965، ومن ثم مديراً للخدمات التربوية، ومديراً عاماً لمديرية المناهج والكتب المدرسية في وزارة التربية والتعليم، حتى عام 1970.

وعُيّن الفرحان وزيراً للتربية والتعليم ووزيراً للأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في عام 1970، ثم وزيراً للتربية والأوقاف في 1971، واحتفظ بالمنصب في عام 1972، ثم وزيراً للأوقاف والمقدسات والشؤون الإسلامية في حكومة زيد الرفاعي عام 1973، حيث استقال منها بعد خمسة أشهر. وتم تعيينه مستشاراً، ومن ثم رئيساً للجمعية العلمية الملكية، عام 1975- 1976، وأستاذاً للتربية ورئيساً للجامعة الأردنية (1976- 1978)، وأستاذاً متفرغاً للتربية وتخطيط المناهج في جامعة اليرموك (1978- 1989). وكان رئيساً للجنة العليا لتطوير المناهج والكتب المدرسية لسلطنة عُمان منذ 1978 حتى 1987، لجميع مراحل التعليم الابتدائي والثانوي وكليات المجتمع الجامعية المتوسطة التي اشتملت على نحو ثلاثمائة كتاب مدرسي ودليل معلم. عيّن عضواً في المجلس الاستشاري الأول عام 1978، ثم استقال منه بعد خمسة أشهر وتفرّغ للتدريس الجامعي. وعين عضواً في مجلس الأعيان عام 1989 حتى عام 1993.


وقدّم إسحق الفرحان بعض الخبرات في المناهج التربوية للسعودية وقطر والإمارات في عقد الستينيات. وكان عضواً فاعلاً في مجالس تربوية وعلمية، وخصوصاً في مجالس الأمناء للجامعات وكليات المجتمع في الأردن وفي العالمين العربي والإسلامي، مثل مجلس أمناء كلية المجتمع الإسلامي، ومجلس أمناء الجامعة الأردنية، وجامعة اليرموك، والجامعة الإسلامية في السعودية، والجامعة الإسلامية العالمية في باكستان.

وكان الراحل من أبرز مؤسسي حزب "جبهة العمل الإسلامي" في الأردن، وتولّى الأمانة العامة 1992- 1998، ورئاسة مجلس شورى الحزب منذ عام 1998- 2002. وبرز في العمل في جمعيات خيرية ومؤسسات شعبية في العمل الخيري والتطوعي والإسلامي العام، وكان عضواً مؤسساً في "جمعية المركز الإسلامي" الخيرية في الأردن منذ عام 1975، ورئيس "لجنة الصدقة الجارية" فيها.

ولفرحان مؤلفات عدة في الفكر الإسلامي، وكتب جامعية في التربية، وأنجز كتباً مدرسية للمرحلة الثانوية في الكيمياء والفيزياء. وأشرف على ترجمة كتب جامعية في الكيمياء من الإنكليزية إلى اللغة العربية، وساهم في الإشراف على تعريف ونشر المصطلحات العلمية في شتى الميادين والموضوعات العلمية والفنية.