وفاة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي

25 يوليو 2019
رافق الراحل تحولات تونس في العقود الأخيرة(فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -
تُوفي الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، اليوم الخميس، وذلك بعد ساعات من نقله إلى المستشفى العسكري، للمرة الثانية في غضون أسابيع، بسب تدهور وضعه الصحي.

وفي وقت سابق، أكّدت مصادر متطابقة، لـ"العربي الجديد"، أنّه جرى نقل الرئيس التونسي، مساء الأربعاء، إلى المستشفى العسكري مجدداً، بسب توعّك صحي طارئ.

ودخل الرئيس التونسي المستشفى في حالة وصفتها مصادر "العربي الجديد" بـ"الحرجة".

وكانت ليلة أمس الأربعاء هي المرة الثانية التي يدخل فيها السبسي إلى المستشفى العسكري، بسبب أزمات صحية متتالية أثارت قلق التونسيين.


تعازٍ دولية

وانهالت برقيات ورسائل التعزية على التونسيين من دول وشخصيات عديدة، معددة خصال الرئيس الراحل، وقررت بعض الدول العربية تنكيس الأعلام والحداد لمدة ثلاثة أيام، ومن بينها لبنان وفلسطين والجزائر والأردن، فيما أكد عدد من الزعماء حضورهم إلى تونس والمشاركة في مراسم الجنازة، يوم السبت.

وأعلن رئيس الحكومة يوسف الشاهد، أنه سيتم تنظيم جنازة وطنية كبرى، يؤمنها الجيش الوطني، مؤكداً في تصريح صحافي "حضور عدد كبير لرؤساء الدول، نظراً للسمعة الكبيرة التي كان يحظى بها الرئيس الراحل في الخارج، ولدى العديد من دول العالم وخاصة أوروبا والخليج العربي"، مضيفاً أن الدولة التونسية "تنتظر قدوم وفود أجنبية كثيرة لحضور موكب الجنازة".

وأعرب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في بيان عن المنظمة، عن أسفه لخبر وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي، واصفاً إياه بـ"الشخصية المحورية في تاريخ تونس واستقلال البلاد"، مشيراً إلى "الدور البارز الذي اضطلع به الفقيد في قيادة المرحلة الانتقالية للبلاد بكل نجاح نحو ديمقراطية تاريخية وسلمية"، على حد تعبيره.

وقال غوتيريس "سنتذكر الرئيس التونسي الراحل لإرادته الفذة وجرأته في الدفاع عن النظام الديمقراطي واحترام حقوق المواطنين ودعمها، لا سيما منها دفاعه المتواصل عن حقوق المرأة وعن مبدأ المساواة بين الجنسين"، مؤكداً أن قايد السبسي "كان رائداً تونسياً وعربياً وأفريقياً وقائداً عالمياً".

من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في برقية تعزية، باسمه وباسم الشعب الفرنسي، نشرت بالموقع الرسمي للقصر الرئاسي الفرنسي "الإليزيه"، "لقد رحل الرئيس الباجي قايد السبسي في اليوم الذي تحتفل فيه بلاده بعيد الجمهورية، وكأن قدره مرتبط بقدر تونس".

وأضاف ماكرون "لقد فقدت فرنسا صديقاً، وفقدت الجمهورية التونسية قائداً شجاعاً ترأس بلاده في فترة أساسية وفارقة من تاريخها".

وقدم أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد، خالص عبارات العزاء والمواساة للشعب التونسي، مؤكداً "أن سيرته ستستمر حيّة وفاعلة في وجدان الشعب التونسي والشعوب العربية جميعًا".

أما الرئيس الجزائري عبد القادر بن صالح، فاعتبر أن "فقدان قايد السبسي يعد خسارة لتونس والجزائر والمغرب العربي والأمة العربية كلها".

وأكد أن "الراحل العزيز سيبقى خالداً في ذاكرة الجزائريين، الذين لن ينسوا أبداً موافقه الرائدة في مساندة الثورة الجزائرية، وسيظل بالنسبة إليهم من ألمع القادة الذين حظيت أعمالهم ومواقفهم بالإجماع، نظراً لما يتسم به من حنكة واتزان وبُعد نظر".

كما عبر الملك المغربي محمد السادس، عن "أصدق مشاعر المواساة في رحيل أحد رجالات تونس الكبار، الذين نذروا حياتهم لخدمة بلدهم، وساهموا بكل إخلاص ونكران ذات في بناء دولتها الحديثة"، مضيفاً أن السبسي "عمل بجد وبروح وطنية مثالية على استكمال وترسيخ المسار الديمقراطي لبلده، وتعزيز نهضته التنموية في ظل الأمن والاستقرار".


وتقدمت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بخالص عزائها ومواساتها للجمهورية التونسية، قيادة وحكومة وشعباً وأحزاباً، معتبرة أن الرئيس الراحل "قدم جل عمره خدمة لتونس وللأمة ولقضاياها، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية".

كما توجه الرئيس العراقي برهم صالح وشيخ الأزهر الشريف ومنظمة التعاون الإسلامي وعديد الهيئات الدولية بتعازيهم للتونسيين.

وأكد رئيس دولة فلسطين محمود عباس أنه سيتوجه إلى تونس للمشاركة في مراسم تشييع جثمان الرئيس الباجي قايد السبسي، والحداد الرسمي وتنكيس الأعلام لمدة ثلاثة أيام وفق ما أعلنته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا".

وأضاف أن "الأمة العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء، بالإضافة إلى فلسطين وتونس، فقدت اليوم زعيماً ومناضلاً وأخاً وصديقاً هو رئيس الجمهورية التونسية الباجي قايد السبسي، الذي اعتبره خليفة الزعيم الكبير العظيم الحبيب بورقيبة رائد الواقعية السياسية في تاريخنا المعاصر وصاحب الفضل باستضافة تونس للفلسطينيين على أرضها".