وفاة "زعيم" الدراما الشامية

توفّي في دمشق أمس الممثل القدير، عبد الرحمن آل رشي، عن عمر يناهز 80 عاماً.

كان تدهور حالته الصحية قد استدعى نقله إلى أحد مستشفيات دمشق، حيث فارق الحياة، خاتماً بذلك مسيرة طويلة من الأعمال الفنية الرائدة، حيث عمل في الإذاعة والمسرح والسينما والدراما التلفزيونية.

تميّـز آل رشي بأدواره السينمائية في "المخدوعون" و"كفر قاسم"، والتلفزيونية كما في مسلسلات: الطير، راس غليص، نهاية رجل شجاع، غضب الصحراء... وكان له حضور ملفت في الدراما الشامية، حيث جسّد معاني النخوة والشهامة والكرم والهيبة يساعده في ذلك صوته الهادر المهيب وملامحه الحادّة، ولعلّ "أبو صالح - زعيم حارة الضبع"، في مسلسل "باب الحارة"، أحد أشهر هذه الأدوار، أما مشهد مقتله غدراً في الجزء الثاني من المسلسل على يد "عوايني"، أو جاسوس، لصالح المحتلّ الأجنبي، فيكاد يكون أحد أشهر "الماستر سين" في المسلسل بأجزائه الخمسة.

الممثل الراحل كان "ممثلاً حتى الرمق الأخير"، إذ استمرّ في العمل رغم أمراض الشيخوخة، وكان يستعدّ لتجسيد شخصّية "زعيم حارة الشاغور"، في مسلسل "الغربال"، المقرّر عرضه في رمضان القادم، من تأليف سيف رضا حامد، وإخراج ناجي طعمي.

نعت وزارة الاعلام السورية ونقابة الفنانين السوريين في دمشق الممثل القدير، كذلك نعاه عدد من زملائه، أبرزهم المخرج الكبير، هيثم حقّي، الذي أدار آل رشي في دور "الأزرق"، في مسلسل "غضب الصحراء"، وجاء في نصّ نعوة حقّي على صفحته في فيسبوك: "وداعاً للفنان الكبير ، المعلّم عبد الرحمن آل رشي .
وداعاً أبا محمد العزيز ، وداعاً لمن جمعني معه العمل في مسلسل (غضب الصحراء)، فكان الأزرق بقوة شخصيته وقدرته التمثيلية الكبيرة وصوته الهادر. 
وداعاً للإنسان الشجاع عبد الرحمن آل رشي ... للفنان الصادق الذي تحوّلت قصص جرأته وعدم مجاملته إلى مضرب الأمثال التي يتناقلها الناس اليوم ... 
لعبد الرحمن آل رشي الرحمة، ولابنه العزيز الفنان محمد آل رشي ولعائلته الصغيرة من آله وذويه الصبر والسلوان، ولعائلته الكبيرة، (سوريا)، الذكرى الدائمة لمن قدم للفن السوري الكثير".