وعد مصري للعبادي بدعمه استخباراتيّاً ضد "داعش"

12 يناير 2015
وعد السيسي بتذخير السلاح العراقي (علي السعدي/فرانس برس)
+ الخط -
في رابع محطة عربية له، بعد الأردن والكويت والامارات، وصل رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، إلى العاصمة المصرية القاهرة، على رأس وفدٍ رفيعٍ ضمّ وزراء الدفاع والأمن الوطني والنفط والإسكان والثقافة، في زيارة تستمرّ حتى اليوم، الاثنين، حسب ما ذكر بيان رسمي صادر عن مكتبه. والتقى العبادي الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء، إبراهيم محلب.

وذكر أحد أعضاء الفريق الدبلوماسي المرافق للعبادي، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد" من القاهرة، أن "لقاء العبادي مع محلب كان بروتوكولياً، وتناول المواضيع العامة وأهمية تنشيط العلاقات الاقتصادية والتجارية، وتشكيل لجان مشتركة لتوقيع اتفاقيات في هذا الصدد بين البلدين".

وأضاف: "لكن الحوار مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كان مباشراً ومختصراً بمحورين، وهما تنظيم الدولة الإسلامية، (داعش)، وأهمية مشاركة مصر في هذا التحالف وتأدية دورها الريادي في المنطقة كما كانت"، وفقاً لكلام المسؤول الدبلوماسي نقلاً عن العبادي. وتابع: "تناول المحور الثاني طلب المساعدة من الأزهر في تأدية دور ديني بارز بالعراق، من خلال تقريب وجهات النظر والمساعدة على تخفيف الاحتقان الطائفي فيه".

وكشف أن "السيسي وافق على المشاركة في التحالف الدولي بدور ثانوي، وليس مباشراً، واعتذر عن عدم مشاركة قوات مصرية جوية أو برية بالحرب في العراق ضد داعش، لكنه وعد بدعم استخباري وتزويد الجيش العراقي بالذخيرة والسلاح الخفيف والمتوسط". ولفت إلى أن "العبادي أطلع السيسي على مجريات الحرب بالعراق وجهود التحالف الدولي في هذا الإطار".

من جانبه، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي، سعد الحديثي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "الزيارة تحمل توجّهاً عاماً للعراق في تمتين علاقاته مع دول الجوار والمنطقة، ومنها الدول العربية الشقيقة". وأوضح الحديثي أن "البرنامج يتضمن، فضلاً عن لقائي السيسي ومحلب، لقاءاً مع شيخ الأزهر، أحمد الطيب، وشخصيات مصرية عدة، وسيتم التوصل إلى تفاهمات في عدد من القضايا المشتركة والمهمة بين البلدين".

وكان العبادي ومحلب عقدا مؤتمراً صحافياً بعد لقائهما، اتفقا فيه على "تعزيز العلاقات في الجانب الأمني والاستخباري، في إطار مواجهة الارهاب الذي يضرب المنطقة". وقال محلب إنه "تمّ الاتفاق على أهمية التنسيق والتعاون على أعلى مستوى أمني واستخباراتي. واتفقنا على المصير المشترك بين البلدين في مواجهة الارهاب، الذي أصبح تجارة منظمة عابرة للحدود". وأوضح أن "مصر تقف بقوة لمواجهة الارهاب الأسود الذي يواجهه العراق".

ولفت العبادي إلى أنه "اتفقنا على تعاون كامل في الجانب الأمني والاستخباري، من أجل مواجهة الارهاب. كما نطمح في تعاون أكبر في كافة المجالات الاقتصادية، والثقافية، خصوصاً أننا نؤمن بالوسطية، التي يجب أن تكون هي السبيل للقضاء على الإرهاب". وأشار إلى أن "الارهاب لا يتعلق بداعش فقط، فهناك كثير من الجماعات التي قد تختلف مع التنظيم الآن، ولكنها تبثّ سموماً إرهابية يجب أن تُقتلع". 

وشهدت العلاقات العراقية ـ المصرية فتوراً واضحاً طيلة السنوات الماضية، التي أعقبت الاحتلال الأميركي للعراق في مارس/ آذار 2003، وأُلقي باللوم فيها على رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، وسط اتهامات مصرية مبطنة بتهاون بغداد في توفير الحماية للسفير المصري الراحل لديها، إيهاب الشريف، الذي اغتيل في بغداد منتصف العام 2005.

وتدهورت العلاقات، بفعل اغتيال رجل الدين الشيعي حسن شحاته، واتهام المالكي للقاهرة بـ"التهاون في الموضوع"، ولوّحت بغداد بقطع العلاقات مع القاهرة، أيام حكم الرئيس المصري المعزول محمد مرسي. لاحقاً، تحسنت العلاقة بعد الانقلاب العسكري في مصر وتسلّم السيسي الحكم، واطلاق العراق لما يُعرف بـ"الحوالات الصفر"، وهي أجور العمال المصريين المتبقية في ذمّة بغداد، وتبلغ نحو 480 مليون دولار، ثم منح الشركات المصرية الأفضلية في الاستثمار والعمل بالعراق، وتُتوّج زيارة العبادي مرحلة تصاعدية في العلاقات الايجابية بين البلدين.

وحول الزيارة، قال النائب في البرلمان العراقي، محمد جاسم، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن "الدور المصري في الحرب على داعش، سيكون بمثابة اكتمال الشرعية العربية والإسلامية في التدخل لقتال التنظيم، واعتباره لا يمثل الإسلام، ويُشكّل دافعاً كبيراً للعرب السنّة في العراق، عندما تجتمع المدرستين الدينية السعودية والمصرية على قتال داعش".

ووصف الدور المصري بأنه "تدخّل معنوي أكبر من كونه مادياً، على الرغم من تعهّد الرئيس المصري بدعم الجيش العراقي في مجال الذخيرة تحديداً. فالعراق يعاني من مسألة تذخير الأسلحة الروسية، التي تُمثّل 60 في المئة من ترسانة الجيش العراقي، وأدّى تأخر تزويد روسيا والصين لها، إلى مشكلة في المؤسسة العسكرية، على اعتبار أن مصر تمتلك مخزوناً كافياً سيلبي حاجتنا من هذه المسألة".

المساهمون