وطن المجد العربي

12 سبتمبر 2015
سورية الدولة الأولى عالمياً في تصدير اللاجئين (فرانس برس)
+ الخط -
"حلوة يا وحدة يا جامعة شعوبنا
حلوة يا أغلى نغم في حياتنا"

كان زمناً لم يكن هناك فيه من نداء سوى نداء الجماهير، والشعب العربي، والمواطنين وغيرها من مصطلحات كبرى. الآن حتى أولئك الذين ما زالوا يستعملون مثل هذه المصطلحات يدركون أكثر من سواهم أنّ الجماهير لم تعد موحدة في طبقات وشرائح وفئات. والشعب العربي بالجملة، أو في هذه الدولة وتلك، بات أقرب ما يكون إلى شعوب وقبائل متصارعة: قاتلة أو مقتولة. والمواطنون مجرد أناس محكومين بالحديد والقهر. من يستعملون المصطلحات يستخدمونها من باب التسويق الإعلامي فقط. وهم يقصدون جماعتهم الطائفية أو الأهلية بالتحديد، عندما يلصقون بها أوصافا فضفاضة على قياسها الصغير.

لندخل في صميم الصورة بما هي عليه الآن:

الثابت أنّ ما نشهده من غياب الرؤية الحضارية والفكرية والثقافية ليس عبارة عن حوار بين مكونات تعيش هاجس الحداثة والعصر. وعليه فإنّ مكونات مجتمعاتنا لا تبحث عن أسهل وأنجع الطرق للخروج من عنق زجاجة الهوة الحضارية التي نتخبط في قعرها. ما يحدث هو حروب أهلية مفتوحة على مصراعيها. حروب من دون قوانين أو قواعد، حتى تلك التي كان متعارفاً عليها في المجتمعات القبلية. فلا وقف قتال، ولا مجال لأخذ الجرحى من ساحات المعارك وتضميدهم وعلاجهم، ولا أسرى، ولا سماح بوصول المواد الغذائية للمحاصرين من الناس العاديين. باختصار، لا احترام بتاتاً لآدمية المسالمين من نساء وأطفال. ويومياً تتباهى الشاشات بصور الجثث دليلاً على انتصارات أصحابها.

لن ندخل في أرقام القتلى والجرحى والأشخاص المعوقين الذين يفتقدون الطبيب والممرض والدواء والرعاية. وهؤلاء لا يجري حصرهم بدقة. بل سنتناول أرقام اللاجئين والنازحين فقط. في الأرقام التي تتداولها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في العالم هناك بعض المعلومات المفيدة حول أحوال العالم العربي لا بد من العودة اليها:

- من أصل 60 مليون لاجئ ونازح في العالم أكثر من نصفهم من العرب، وقد ارتفع العدد في غضون عام واحد من 51.2 الى 60 مليوناً.

- باتت سورية الدولة الأولى عالمياً في تصدير اللاجئين والمهاجرين، متفوقة على أفغانستان التي كانت وحدها تحظى برقم يصل الى 2.5 مليون لاجئ ومهاجر، وكان العراق ينافسها.

- بات الآن تعداد السوريين اللاجئين يصل الى أكثر من 4 ملايين نسمة بعد أن كان العام الماضي 2.4 مليون نسمة فقط. أما النازحون في الداخل السوري فكان الرقم العام الماضي يصل الى أكثر من 6.5 مليون نسمة وهو إلى تصاعد.

*أستاذ في كلية التربية ــ الجامعة اللبنانية

إقرأ أيضاً: وطني حبيبي
دلالات
المساهمون