لم يعتد سكان حي "البرامكة" - وسط دمشق - على طرقات العمال الفنيين ولا أصوات الآلات التي تعمل على مدار الساعة، الحي السكني التجاري لم يسلم من آثار الصراع الدائر هناك، بعد أن لجأت إليه مئات الورش الفنية الصغيرة وصارت تتمركز في مساحة لا تزيد عن كيلو متر مربع واحد، هنا قانون السير على الرصيف يخضع لقاعدة واحدة "ضع قدمك بقدر ما تستطيع بين الآلات " ، وأضحى من المعتاد أن تصادف محرك سيارة يعاد ترميمه وإصلاحه أمام فرن خبز أو محل ألعاب أطفال، حيث يختلط الجمال ورائحة الخبز والزيت المحروق في فوضى لم يشهدها سكان المنطقة من قبل.
فرار من الأطراف إلى القلب
لم يكن أمام أصحاب الحرف إلا الانتقال إلى قلب دمشق فرارا من الحرب الدائرة على أطراف العاصمة، حيث كان أغلبهم يعمل في منطقة حوش بلاس والتي تبعد 10 كم من مركز مدينة دمشق، وهي المنطقة الصناعية التي تم انشائها عام 1994، إضافة إلى منطقة العباسيين وقرب عربين وحرستا من جهة الغوطة الشرقية، وسيدي مقداد في الجزء الجنوبي من دمشق.
ضاعف معاناة الحرفيين تحصن قوات المعارضة في ريف دمشق قرب العاصمة ، وتمركزها بين المحلات مما أدى إلى هروب بعض الصناعيين إلى داخل الغوطة الشرقية للعمل مع الجيش الحر في ورش خراطة ومعامل إنتاج الأسلحة المحلية، بينما انتقلت الورش الأخرى إلى قلب العاصمة وإلى أرصفتها ، إذ يفضل غالبية العمال وأصحاب الورش العمل بشكل أكثر أمنا في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، بدلا من المخاطرة بأرواحهم في مناطق تتعرض للقصف وتشهد اشتباكات مستمرة مع فصائل المعارضة السورية المسلحة .
أبو أحمد الهارب من "حوش بلاس" بعد الاشتباكات العنيفة التي دارت هناك، يصف حاله عقب الدمار الذي لحق بورشته وآلاته قائلا:"اضطررت إلى أخذ الآلات السليمة وهجر الورشة لأستكمل حياتي في منطقة أكثر أمانا".
يتابع الرجل الخمسيني: نجحت في إخراج بعض الآلات والمعدات من "حوش بلاس" حتى لا أخسر كل شيء، وبعضنا دفع مبالغ طائلة تقارب سعر الآلات التي كان يمتلكها من أجل إخراجها، فضلا عن الأموال الطائلة التي أخذتها الحواجز الأمنية لتمريرنا إلى داخل العاصمة، ولم يعوضنا أحد من المسؤولين الاقتصاديين ولو بجزء بسيط من خسائرنا، هم فقط يغضون الطرف عن مخالفاتنا البسيطة.
فرار من الأطراف إلى القلب
لم يكن أمام أصحاب الحرف إلا الانتقال إلى قلب دمشق فرارا من الحرب الدائرة على أطراف العاصمة، حيث كان أغلبهم يعمل في منطقة حوش بلاس والتي تبعد 10 كم من مركز مدينة دمشق، وهي المنطقة الصناعية التي تم انشائها عام 1994، إضافة إلى منطقة العباسيين وقرب عربين وحرستا من جهة الغوطة الشرقية، وسيدي مقداد في الجزء الجنوبي من دمشق.
ضاعف معاناة الحرفيين تحصن قوات المعارضة في ريف دمشق قرب العاصمة ، وتمركزها بين المحلات مما أدى إلى هروب بعض الصناعيين إلى داخل الغوطة الشرقية للعمل مع الجيش الحر في ورش خراطة ومعامل إنتاج الأسلحة المحلية، بينما انتقلت الورش الأخرى إلى قلب العاصمة وإلى أرصفتها ، إذ يفضل غالبية العمال وأصحاب الورش العمل بشكل أكثر أمنا في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، بدلا من المخاطرة بأرواحهم في مناطق تتعرض للقصف وتشهد اشتباكات مستمرة مع فصائل المعارضة السورية المسلحة .
أبو أحمد الهارب من "حوش بلاس" بعد الاشتباكات العنيفة التي دارت هناك، يصف حاله عقب الدمار الذي لحق بورشته وآلاته قائلا:"اضطررت إلى أخذ الآلات السليمة وهجر الورشة لأستكمل حياتي في منطقة أكثر أمانا".
يتابع الرجل الخمسيني: نجحت في إخراج بعض الآلات والمعدات من "حوش بلاس" حتى لا أخسر كل شيء، وبعضنا دفع مبالغ طائلة تقارب سعر الآلات التي كان يمتلكها من أجل إخراجها، فضلا عن الأموال الطائلة التي أخذتها الحواجز الأمنية لتمريرنا إلى داخل العاصمة، ولم يعوضنا أحد من المسؤولين الاقتصاديين ولو بجزء بسيط من خسائرنا، هم فقط يغضون الطرف عن مخالفاتنا البسيطة.
حالة أبو أحمد قاسية إلا أن أبا اليسر حالته أكثر تضررا حيث تمت سرقة ورشته بالكامل، ولم يشفع له كونه كما يسمونه (المعلم) أو شيخ الكار فالرجل يعد من أمهر الفنيين في إصلاح المحركات الكورية .
تجاوز أبو اليسر الأمر وبدأ يضع أدواته على رصيف "البرامكة"، يدعمه أصحاب الورش بآلات إضافية لكي يعيش، موضحا: "أرباحنا بالكاد تطعمنا أنا وبعض الشباب الذين كانوا يعملون معي وما زالوا هم أيضاً لديهم عائلات..ولكن قطع الغيار غالية والدولار لا يهدأ، ولم يبق تاجر (ابن حلال)، في الأغلب كلهم تجار حرب وأزمات".
تجاوز أبو اليسر الأمر وبدأ يضع أدواته على رصيف "البرامكة"، يدعمه أصحاب الورش بآلات إضافية لكي يعيش، موضحا: "أرباحنا بالكاد تطعمنا أنا وبعض الشباب الذين كانوا يعملون معي وما زالوا هم أيضاً لديهم عائلات..ولكن قطع الغيار غالية والدولار لا يهدأ، ولم يبق تاجر (ابن حلال)، في الأغلب كلهم تجار حرب وأزمات".
هجرة صناعية
أوضاع المهن الحرفية في سوريا تضررت كما يرى حرفيو" البرامكة" بسبب هجرة الأيدي العاملة الماهرة إلى مصر والأردن مشيرين إلى أن:" المهن أصابها الترهل وكثر فيها الانتهازيون وتجار الأزمة".
أوضاع المهن الحرفية في سوريا تضررت كما يرى حرفيو" البرامكة" بسبب هجرة الأيدي العاملة الماهرة إلى مصر والأردن مشيرين إلى أن:" المهن أصابها الترهل وكثر فيها الانتهازيون وتجار الأزمة".
ندرة المتحدثين على رصيف البرامكة عن سوء أحوالهم له ما يبرره، حيث يخشى الجميع مجرد الهمس عن سوء أوضاعهم خشية العقاب أو ترقب أعين الأمن السوري للمعارضين . إلا أن العبارة التي تقاسمها الجميع لم تتجاوز :"دعنا نطعم أبناءنا"! ولا حاجة إذن للحديث عن تشابكات السياسة .