أثرت علاقة ترامب مع الحقائق على المؤسسات الإعلامية والصحافيين، إذ ما زالوا يكافحون في التعامل مع رئيس يقول الكثير من الأشياء التي تكشف الأبحاث لاحقاً أنها غير حقيقية.
وتحدثت ورقة تحليلية نشرها موقع "بوليتكو" عن كيف كان صعود ترامب إلى واجهة السياسة مبنياً على ادعاءاته الكاذبة بأن الرئيس باراك أوباما لم يولد في الولايات المتحدة، وادعى، من دون أي دليل، أن ملايين المهاجرين غير المسجلين صوتوا لصالح الديموقراطية هيلاري كلينتون، وهي مزاعم نقلتها بعض المنصات الإخبارية حرفياً.
وخلال الأسابيع التي سبقت الانتخابات النصفية، التي سوف تُجرى الأسبوع المقبل، أطلق ترامب الكثير من الادعاءات التي يقول العديد من المنتقدين إنها غير عملية وموجهة أساساً نحو ترسيخ قاعدته. وليس من الواضح كيف سيعمل هذا النهج مع الناخبين، والذين يتوقع أن يرسلوا المزيد من الديمقراطيين إلى الكونغرس في عام 2019.
وتعرّضت الصحافة للاختبار يوم الثلاثاء عندما نشر موقع Axios مقابلة بالفيديو أعلن فيها ترامب أن بإمكانه بمفرده إنهاء قانون يقضي بتجنيس أي طفل وُلد في أميركا، وقال ترامب، كذباً، إن أميركا هي الوحيدة التي تعتمد هذه الممارسة، بينما الحقيقة تقول إن 30 دولة حول العالم تطبق سياسة مماثلة.
ونشرت وكالة "أسوشيتد برس" ادعاء ترامب قبل أن تحذفه، كما فشل "أكسيوس" في البداية في مقارعة ادعاء ترامب، سواء خلال المقابلة نفسها أو عند النشر.
وتقول مديرة مركز أخلاقيات الصحافة في جامعة ويسكونسن-ماديسون، كاثلين بارتزن كولفير، إن ترامب يدرك كيف أن الصراع والجدة وشخصيته تزيد من قيمة الأخبار، ويستغل سباق الأخبار عليه في أقرب وقت ممكن، بالرغم من حقيقة أنه قد أطلق 5 آلاف كذبة وهو في منصبه، وفقاً لحصيلة "واشنطن بوست".
وتضيف: "إن دونالد ترامب جيد بشكل خاص في اللعب على وتر الممارسات التقليدية للأخبار ورفع تغطية حول نفسه".
وسارع صحافيون على "تويتر" إلى التراجع عن ادعاءات ترامب يوم الثلاثاء، منهم جيك تابر من قناة "سي إن إن" الذي ذكر أن أكثر من 30 دولة تتبع سياسة تجنيس المولود.
ويرى خبراء أن قدرة المؤسسات على مسايرة ادعاءات ترامب بالتصحيح والتحديث وتوضيح السياق قد شهد بعض التحسن، مشيرين إلى كيفية قيام المؤسسات الإخبارية بحذف التغريدات أو تحديث قصصها، لكن هذا النمو لا يزال بطيئاً.