وزير عراقي يتحدث عن امتعاض الجيش من العملية السياسية ويحذر من انقلاب

03 يونيو 2018
مبادرات فردية للجيش العراقي في المدن (صباح عرب/فرانس برس)
+ الخط -
أقرّ مسؤول عراقي رفيع المستوى، اليوم الأحد، بوجود حالة استياء وغضب كبيرين من الحكومة والعملية السياسية الحاصلة في البلاد، في صفوف قيادات وأركان الجيش العراقي، معتبراً أن هؤلاء لا تمنعهم من التحرك للسيطرة على نظام الحكم سوى طهران وواشنطن، بمليشيات الأولى والوجود العسكري للثانية، واصفاً الوضع العراقي بأنه يسير نحو الأسوأ.

وبالتزامن مع الفوضى السياسية والتشكيك في نزاهة الانتخابات وتسجيل طعون تتعلق بتزوير وتلاعب بالنتائج، يمرّ العراق اليوم بموجة جفافٍ قاسية، بسبب انخفاض منسوب مياه نهري دجلة والفرات، بفعل تقليص كلٍّ من إيران وتركيا حصّة العراق من المياه، فضلاً عن انهيار منظومة الطاقة الكهربائية وعودة مؤشري الفقر والبطالة إلى الارتفاع، وتزايد الاعتداءات الإرهابية التي تستهدف المواطنين، والتي ينفذها تنظيم "داعش" الإرهابي، فضلاً عن انفلات السلاح وانتشاره بيد المليشيات والجماعات المسلحة في الجنوب.

وفي حديث لـ"العربي الجديد"، روى المسؤول العراقي، وهو وزير بارز رفض الكشف عن اسمه، أن عدداً من جنرالات الجيش العراقي البارزين رفضوا حضور مأدبة رمضانية أقيمت قبل أيام في المنطقة الخضراء، بحضور عدد من المسؤولين والسياسيين، وأوصلوا رسالةً مفادها بأن المؤسسة العسكرية في العراق، التي تضاعفت قوتها مرات عدة منذ الحرب على "داعش" بفضل الدعم الغربي، ساخطةٌ على الحالة العامة التي تسود البلاد.

وأضاف الوزير أن أحد الضباط البارزين ردّ على الدعوة بالقول إن "مائدة الجنود في المعسكر أشرف من مائدتهم"، متحدثاً في الوقت ذاته عن أن أحد قادة "حزب الدعوة الإسلامية" بزعامة نوري المالكي وصف الممتعضين في صفوف قيادات الجيش بأنهم "بقايا البعث"، وذلك في معرض تعليقه على رفض عدد منهم حضور مأدبة الإفطار.

ووفقاً للمسؤول العراقي، فإن الجيش يعتبر أن خسارته أكثر من 80 ألف عنصر سقطوا بين قتيلٍ وجريح خلال حرب السنوات الثلاث ضد تنظيم "داعش"، كانت "بسبب فشل العمل الحكومي والعملية السياسية، وإخفاق السياسيين المتعاقبين على السلطة في إرساء الاستقرار بالبلاد".

وأعرب الوزير عن اعتقاده بأنه "لولا الدعم الإيراني لكيانٍ موازٍ للجيش هو "الحشد الشعبي"، الذي بات يمتلكُ تمثيلاً سياسياً يدافع عنه في بغداد، وكذلك الوجود العسكري الأميركي، لكان قيام الجيش العراقي بانقلاب ضد العملية السياسية واقعاً"، على حدّ قوله.


وأشار إلى أن زيادة تدخل القوات العراقية مؤخراً في حلّ مشاكل وأزمات عدة داخل المدن هي من اختصاص وزارات ومؤسسات مدنية، كتأهيل الطرقات ورفع النفايات وإيصال مياه الشرب وفضّ النزاعات العشائرية، جاءت من دون توجيه وزارة الدفاع، بل بمبادرات ذاتية من قبل قيادات وأركان الجيش، المسؤولين عن تلك المناطق.

وحول ذلك، قال العضو في التيار المدني العراقي ماجد السوداني، إن "الولايات المتحدة وإيران راعيان أساسيان للعملية السياسية في العراق، ومجرد التفكير في حدوث تظاهرات أو انتفاضة لإنهاء الوضع السيئ المستمر منذ عقد ونصف العقد، هو غير عملي، كون الفشل الحالي تتم تغطيته وتشريعه كل أربع سنوات بعملية انتخابية مفصلة على قياس الأحزاب الحالية"، بحسب رأيه، معتبراً أن سبب عزوف غالبية العراقيين عن المشاركة في الانتخابات الأخيرة هو "يأسهم من التغيير".

يذكر أن الجيش العراقي، الذي تأسس على أنقاض الجيش السابق الذي تمّ تفكيه عام 2003، قد دخل في معركة شرسة ضد "داعش" الذي سيطر على مساحات واسعة شمال وغرب البلاد منذ عام 2014. ونجح الجيش، بدعمٍ غربي واسعن في تحرير كل الأراضي العراقية التي احتلها التنظيم الإرهابي.

المساهمون