هرول أعضاء مجلس النواب المصري إلى لقاء وزير الدفاع صدقي صبحي، مساء أمس الإثنين، بفندق الماسة بحي مدينة نصر (شرقي القاهرة)، التابع للقوات المسلحة، تلبية لدعوة الأخير لهم على حفل عشاء لعدد 400 نائب، عشية إقرار المجلس زيادة بمعاشات العسكريين بنسبة 10%، للمرة السابعة خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة.
وفي سابقة نيابية، تقدم أعضاء البرلمان، رئيسهم علي عبد العال، يصاحبه رؤساء وأعضاء اللجان النوعية، والهيئات البرلمانية للأحزاب، ويعد اللقاء هو الثاني لأعضاء المجلس التشريعي، ووزير الدفاع، خلال دور الانعقاد الجاري. فيما حضر اللقاء مدير المخابرات العسكرية محمد فرج الشحات.
ووفقاً للأعراف البرلمانية، فإن وزراء الحكومة يتم استدعاؤهم إلى مقر البرلمان، للرد على تساؤلات وطلبات أعضاء المجلس، ولا يذهب النواب إلى لقاء أحد وزرائها. إلا أن أعضاء المجلس الحالي، الذي أشرفت على تشكيله الأجهزة الاستخباراتية لا يقيمون وزناً لتلك التقاليد، ولطالما انصاعوا لأوامر حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
واستعرض وزير الدفاع "المخاطر التي تهدد البلاد داخلياً وخارجياً، وما تبذله قوات الجيش في مواجهة الإرهاب"، والتي تتطلب دعم البرلمان للقوات المسلحة من خلال تمرير التشريعات والاتفاقيات التي تساعد الجيش على تطوير أفرعه، فضلاً عن عرض الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تقريراً أشادت فيه بما اعتبرته "إنجازاتها" خلال تناول النواب للعشاء.
وقال رئيس ائتلاف الأغلبية "دعم مصر"، اللواء السابق سعد الجمال، إن وزير الدفاع وجه الشكر للنواب على موافقتهم على إقرار نسبة المعاشات للقوات المسلحة، وتحيتهم للقوات المسلحة تحت القبة النيابية، ووصف البرلمان الحالي بأنه "أعظم المجالس التشريعية في تاريخ مصر"، وفق قوله.
وأضاف الجمال في تصريح إعلامي أن وزير الدفاع تحدث إلى النواب عن الأخطار والتحديات التي تُحيط بالدولة المصرية في المرحلة الراهنة، واستعرض المشروعات التنموية للهيئة الهندسية، وجهاز الخدمة الوطنية، ومن بينها "تطوير شبكة الطرق والكباري، وبناء مشروعات سكنية، ومستشفيات، ومزارع دواجن وأسماك".
وقال نائب حزب الشعب الجمهوري، محمد كساب، إن اللقاء جاء بهدف اطلاع النواب على دور الجيش في حماية الوطن، وتحركه في اتجاهين متوازيين، أولهما محاربة قوى الإرهاب، خاصة في مناطق شمال سيناء، والثاني تولي إدارة المشاريع التنموية المتعلقة بالبنية التحتية في عدد من المحافظات.
بدوره، أشار النائب المستقل جون طلعت، إلى تحدث وزير الدفاع عن ضرورة حث النواب للشعب على الوقوف بجانب مؤسسات الدولة في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية، فضلاً عن الاستفاضة في الحديث عن دور المخابرات الحربية في دحر ومواجهة قوى الإرهاب.
وأفادت نائبة حزب المحافظين، هالة أبو السعد، بأن وزير الدفاع تطرق في حديثه إلى الشباب، وجهود الجيش في محاولة احتوائهم، نتيجة التغيرات التي صاحبت تفكيرهم جراء مواقع التواصل الاجتماعي، ومدى خطورة تلك المواقع على أمن مصر القومي، في إطار الحديث المعتاد للقادة العسكريين عما يُسمى حروب "الجيل الرابع".
فيما أوضح نائب حزب الوفد، بدوي عبد اللطيف، أن مدير المخابرات الحربية تحدث عن خطورة الأعمال الإرهابية في سيناء، وهدفها في زعزعة استقرار الوطن، مشيراً إلى أنه تم التطرق أيضاً للتحديات التي تواجه الدولة بشأن مفاوضات بناء سد النهضة الإثيوبي، وتأثيرها السلبي على حصص مصر المائية.
ووفقاً للنائب إيهاب غطاطي، فإن وزير الدفاع اتهم دولتي تركيا وقطر بمحاولة التدخل في شؤون مصر الداخلية، ونشر الفتن والفوضى، مثلما تدخلت إيران في شؤون دولتي سورية والعراق، مدعياً أن مصر "لا تحتاج لأحد"، وأنها مرت بظروف أصعب من الحالية، وتغلبت عليها.