وزير الدفاع المصري يلتقي الضباط والجنود: المصلحة العليا فوق كل اعتبار

18 سبتمبر 2019
نظام السيسي يحاول إنقاذ صورته (صفا كاراشان/الأناضول)
+ الخط -
بدأ وزير الدفاع المصري، الفريق أول محمد زكي، عقد سلسلة من اللقاءات بمختلف أفرع وتشكيلات ووحدات القوات المسلحة، بعد أيام من اندلاع حالة من التململ والغضب واللغط في صفوف الجيش، بسبب ما تضمنته مقاطع الفيديو التي نشرها المقاول والممثل محمد علي من معلومات عن فساد مشروعات الجيش والرئاسة، بعيدا عن الرقابة والمحاسبة.

وتأتي هذه اللقاءات بالتوازي مع تشكيل لجان تحقيق داخلية بقرار من وزير الدفاع لمراجعة بعض المشروعات وتجاوزات الضباط والمجندين المشرفين عليها، وكذلك مراجعة ملفات المقاولين المتعاقدين مع الهيئة الهندسية للجيش، ومجموعة من القادة السابقين الذين يملكون هم وأبناؤهم شركات تتعامل مع القوات المسلحة.
وكان اللقاء الأول الذي يجريه وزير الدفاع في هذا الصدد، أمس، حيث اجتمع مع قادة وضباط وجنود قوات الصاعقة والمظلات، علما أن الوزير نفسه كان قائدا لقوات المظلات في الفترة بين 2009 و2012 عندما تم تعيينه قائدا للحرس الجمهوري.
وخلال اللقاء، وبحسب بيان عسكري، "نقل زكي للمقاتلين تحيات وتقدير الرئيس عبد الفتاح السيسي القائد الأعلى للقوات المسلحة، لما يبذلونه من جهد وعرق من أجل رفعة الوطن وحماية ترابه المقدس"، مؤكدا أن "القوات المسلحة كانت وستظل درعًا واقيًا للوطن وحصنًا منيعًا يصون ويحمي مقدراته، ورجاله على قلب رجل واحد يدافعون عن أمن مصر بأرواحهم ودمائهم ويضعون المصلحة العليا للوطن فوق كل اعتبار".
وفتح زكي الفرصة للضباط والمجندين لإبداء آرائهم واستفساراتهم عن تطورات الأوضاع في المنطقة والتحديات المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية". وذكر البيان أنه "أعرب عن سعادته لما لمسه من فهم واع وإدراك صحيح لكل ما يدور من أحداث ومتغيرات تؤثر على أمن مصر القومي".
يذكر أن السيسي خصص جزءا كبيرا من حديثه الأخير في مؤتمر الشباب الثامن، السبت الماضي، لردّ الاعتبار للمؤسسة العسكرية، بعد ما لحق بها من سخرية وانتقادات واتهامات على خلفية مقاطع فيديو محمد علي، حيث ركّز السيسي على الإشادة بالجيش والحديث المتكرّر عن "أفضاله على مصر" وكونه "المحور الرئيس للتنمية وتنفيذ سياساته".

ووصفه بأنّه "مؤسسة مغلقة ويجب الحفاظ على خصوصيتها"، وأنّه "لا يسمح إنه يكون في حد مش كويس ويستمر".
يأتي ذلك الاجتماع في أعقاب رسالة منقولة عن الفريق سامي عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة السابق، والمحبوس بالسجن الحربي بتهمة مخالفة القواعد العسكرية بعد إعلانه نيته الترشح للانتخابات الرئاسية الأخيرة.
وبث الحساب الرسمي لعنان على "تويتر" رسالة قال إنها منقولة عنه وموجهة للشعب والجيش المصريين، جاء فيها إن "مصر وجيشها تستحق أفضل مما آلت إليه الأوضاع"، مضيفا "حافظوا على وحدة الشعب وجيشه ولا تسمحوا بالفرقة والفتنة".


وتابع الحساب الرسمي لعنان في الرسالة: "الأيام القادمة ستؤكد أن ثقة الشعب في جيشه كانت في محلها".


وشهدت العاصمة المصرية، صباح اليوم الأربعاء، حالة تحشيد أمنية في الميادين الكبرى والمحاور المرورية، بعد تصاعُد دعوة التظاهر التي دعا إليها علي لإجبار السيسي على التنحي.
وانتشرت عناصر الشرطة الملثمون وقوات الجيش المعروفة بحماية الشعب عند مداخل ميدان التحرير وبعض الكباري داخل العاصمة، وكذلك انتشرت التمركزات الأمنية على الطريق الدائري.