يتوجه وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، للقاء نظيره الإثيوبي وركنا جيبيو، غداً الثلاثاء، وذلك في إطار متابعة التعاون الثنائي بين البلدين، ونتائج الجولة الأخيرة لاجتماعات اللجنة الفنية الثلاثية الخاصة بسد النهضة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية المستشار أحمد أبو زيد، "إن الزيارة تأتي في إطار تحرك مصري جديد يستهدف كسْر الجمود الخاص بالمسار الفني، المتمثل في أعمال اللجنة الفنية الثلاثية المعنية بسد النهضة. وذلك، اتساقاً مع نهج مصر الثابت خلال المرحلة السابقة في التعامل مع القضية من منطلق الالتزام الكامل ببنود الاتفاق الإطاري الثلاثي، وإبداء حسن النية والرغبة في بناء الثقة وإرساء دعائم التعاون، مع الحفاظ الكامل على مصالح مصر المائية المشروعة".
ولفت أبو زيد في تصريحات نشرتها الصفحة الرسمية للوزارة على موقع "فيسبوك"، إلى أن من المنتظر أن يطرح شكري أفكاراً ومقترحات تستهدف مساعدة الأطراف على اعتماد التقرير الاستهلالي، المعدّ من جانب المكتب الاستشاري، في أسرع وقت لضمان الانتهاء من الدراسات الخاصة بالسد، في نطاق الإطار الزمني المحدد في اتفاق إعلان المبادئ.
كما أشار إلى أن التحرك المصري يأتي انطلاقاً من إدراك كامل لحساسية الموقف الحالي نتيجة توقف مسار المفاوضات الفنية، وأثر ذلك على تأخر عملية إعداد الدراسات التي من شأنها أن تحدد الآثار المحتملة للسد على مصر وكيفية تجنبها. وذكّر بأن "اتفاق إعلان المبادئ الموقع بين مصر وإثيوبيا والسودان في مارس/آذار 2015، يلزم الدول الثلاث بالتوصل إلى اتفاق حول سنوات ملء خزان السد وأسلوب تشغيله على ضوء نتائج تلك الدراسات".
وأعرب أبو زيد عن أمله في أن يتمكن الطرفان المصري والإثيوبي من التوصل إلى تفاهمات، تؤدي إلى كسر حالة الجمود الحالية، بالاتفاق والتشاور مع السودان باعتباره الشريك الثالث في الاتفاق.
وفي السياق، أشار إلى أن شكري سوف يستثمر وجوده في أديس أبابا للتنسيق مع وزير خارجية إثيوبيا أيضاً بشأن الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الإثيوبي هيلا ماريام ديسالين إلى مصر في شهر يناير/كانون الثاني المقبل.
وكانت مصادر دبلوماسية مصرية قد أكدت لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق، أن القاهرة أرجأت زيارة ديسالين التي كانت مقررة منتصف الشهر الجاري، في وقت أبدى عدد كبير من النواب رفضهم لاستقباله، فيما تقدم 20 نائباً بمذكرة رسمية لرئيس المجلس أعلنوا فيها رفضهم لتلك الزيارة.
وشهدت الجولة السابعة عشرة من المفاوضات الفنية الخاصة بسد النهضة، التي احتضنتها القاهرة نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، على مستوى وزراء المياه والري في مصر والسودان وإثيوبيا، فشلاً ذريعاً بالنسبة للجانب المصري.