وزير الخارجية الكويتي يزور العراق: "صفحة جديدة" من التعاون

14 يونيو 2020
تأكيدات أن الزيارة بداية صفحة جديدة بين البلدين (تويتر)
+ الخط -
أجرى وزير الخارجية الكويتي أحمد ناصر الصباح سلسلة لقاءات مع رؤساء الحكومة والجمهورية والبرلمان في العراق، خلال زيارته التي بدأها صباح اليوم الأحد إلى العاصمة بغداد، وبحث فيها عدداً من الملفات المشتركة والعالقة بين البلدين، وتجاوز الخلافات بشأنها، وسط تأكيدات أن الزيارة بداية صفحة جديدة من العلاقات والتعاون بين البلدين.

ووفقاً لبيان عن مكتب رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، فإنه استقبل وزير الخارجية الكويتي الذي سلمه رسالة خطية من أمير دولة الكويت، عبّر فيها عن "حرصه على تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، وضرورة تجنيب الأجيال القادمة مشاكل الماضي والحاضر".

وأكد البيان أنّ "الجانبين ناقشا تحديات الأمن المائي وملف الإرهاب بوصفه تحدياً مشتركاً بين دول المنطقة، فضلاً عن مناقشة الأزمة الاقتصادية وتدهور أسعار النفط العالمية، وأنّ الصباح أكد أنّ معالجة الأزمة الاقتصادية تتم عبر التحرك على المستوى الدولي ومع المؤسسات الدولية والحلفاء المشتركين في مجال التعاون التنموي والاستثماري، وأيضاً التحرك على المستوى الإقليمي عبر التعاون مع مجلس التعاون الخليجي، حيث يمكن استثماره من خلال الربط الكهربائي وغيرها من المجالات".

من جهته، شدد الكاظمي على "أهمية تعزيز التعاون الأمني والاقتصادي بين البلدين، بما يخدم استقرار المنطقة وازدهارها، وتنشيط التعاون التجاري، بما يضمن تجاوز الآثار الاقتصادية لجائحة كورونا"، معتبراً أنّ "هناك فرصة لتطوير العلاقات الثنائية، ومعالجة ملف الحدود بالطريقة التي يتم من خلالها التحرر من مخاوف الماضي".

كما دعا إلى "تفعيل اللجنة المشتركة بين البلدين وتذليل العقبات البيروقراطية التي تواجهها، وتفعيل مقررات مؤتمر الكويت ولجان متابعته"، ووعد بـ"استمرار التعاون بشأن قضية الأسرى الكويتيين في حرب الخليج عام 1991، وإعادة ما تبقى من الأرشيف الأميري في العراق".

كما التقى الوزير الكويتي الرئيس العراقي برهم صالح، الذي أكد "حرص العراق على إقامة علاقات متينة مع الكويت"، مشددا على "أهمية الانفتاح الاقتصادي بين البلدين وتفعيل مخرجات مؤتمر المانحين الدوليين في الكويت لإعادة إعمار العراق"، وفق بيان رئاسي.

وأشار صالح إلى أن "الأزمات السياسية والاقتصادية وانتشار جائحة كورونا تتطلب من دول المنطقة المزيد من التنسيق والتكاتف لتجاوز هذه الأوضاع، بغية ترسيخ ركائز الاستقرار والسلم وتحقيق الازدهار للشعوب".

ونقل وزير الخارجية الكويتي دعوة لصالح من الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح لزيارة الكويت، وجدد التأكيد على دعم بلاده للعراق "في المجالات كافة، والحرص على مدّ جسور التعاون ومساندته الكاملة لاستقرار العراق والحفاظ على سيادته".

والتقى الوزير الكويتي أيضاً رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، و"بحث معه عدة ملفات مشتركة تتعلق بتعزيز التعاون بين البلدين".


"صفحة جديدة"

واعتبر عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، النائب عامر الفايز، الزيارة "بداية لصفحة جديدة من التعاون المشترك".

وقال الفايز، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الزيارة متممة لزيارات سابقة أجراها مسؤولون في الدولتين، في ظل تنسيق العلاقات والتعاون بينهما"، مؤكداً "أهميتها في تدعيم علاقات العراق، فضلاً عن أنها لن تقتصر على الجانبين الاقتصادي والسياسي فقط، بل ستبحث ملفات التعاون الأمني ومواجهة التحديات في المنطقة"، وأنه "من الممكن أن تفتح الزيارة صفحة جديدة للتعاون المشترك، وتؤسس لمرحلة من نمو العلاقات بين البلدين".

النائب عن تحالف القوى العراقية، رعد الدهلكي، رأى الزيارة من جانب أثرها على "إعادة انفتاح العراق نحو محيطه العربي، وتحقيق توازن في علاقاته الخارجية"، مؤكداً، لـ"العربي الجديد"، أنها "خطوة إيجابية لانفتاح العراق نحو العمق العربي من جديد، وأنها رسالة اطمئنان للعراق من محيطه العربي، ولمؤازرته في الظرف الصعب الذي يمر به من جراء الأزمة المالية والصحية والإنسانية، وغيرها من الأزمات".

ودعا الدهلكي حكومة الكاظمي إلى أن "تعمل جاهدة لمد الجسور مع الدول العربية، بما يحفظ سيادة العراق والتعاون المشترك"، مشيراً إلى أن "المسؤول الكويتي يحمل رسائل مهمة بشأن الأزمة الاقتصادية العراقية، وإمكانية تعاون الكويت مع العراق".