طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال زيارته إلى العراق، الأسبوع الماضي، اجتماعاً مع رئيس الوزراء عادل عبد المهدي لمدة 10 دقائق، لكن رئيس الوزراء رفض طلبه، بحسب ما كشف، اليوم الأربعاء، وزير الخارجية العراقي محمد الحكيم.
وأوضح الحكيم، في ندوة حوارية مع صحافيين عراقيين في بغداد، نقلت مواقع إخبارية محلية مقتطفات منها، أنّ "عبد المهدي رفض طلب لقاء ترامب لعشر دقائق خلال زيارته إلى العراق".
وأكد الحكيم، في الوقت عينه، أنّ نظيره الأميركي مايك بومبيو، و"رئيس دولة مهمة"، لم يسمّها، ووزيري خارجية فرنسا وإيران، سيزورون العراق هذا الشهر، كاشفاً في المقابل، عن زيارة للرئيس العراقي برهم صالح، يوم غد الخميس، إلى تركيا للقاء المسؤولين هناك.
وقام ترامب، في 26 ديسمبر/كانون الأول المنصرم، بزيارة مفاجئة للقوات الأميركية بقاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار، بمناسبة عيد الميلاد، من دون أن يلتقي أياً من المسؤولين العراقيين، وقال إنّه ليست لديه خطط للانسحاب من العراق.
وخلّفت الزيارة عاصفة سياسية وأمنية في العراق، وأثارت ردود فعل غاضبة من قبل قوى سياسية وفصائل مسلحة مقرّبة من إيران. فيما أصدر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، توضيحاً قال فيه إنّ بغداد كانت تعلم بزيارة ترامب، موضحاً أنّ اللقاء الرسمي بين ترامب وعبد المهدي لم يتم "بسبب تباين في وجهات النظر"، مشيراً إلى الاستعاضة عن اللقاء بمكالمة هاتفية.
وبشأن القمة العربية الاقتصادية المرتقبة في بيروت، أشار حكيم إلى أنّ "رئيس الوزراء عادل عبد المهدي أو رئيس الجمهورية برهم صالح سيترأسان وفد العراق في القمة التي ستعقد في الأسبوع الأخير من الشهر الحالي".
وأكد، في الوقت عينه، أنّ "موضوع منع العراقيين ممن على جوازات سفرهم أختام سورية أو إيرانية من دخول الأردن ودول خليجية وأوروبية هو صحيح، وطلبنا إلغاءه وتلقينا ردوداً بأنّها قضايا تتعلّق بأمن الدول الرافضة".
وتطرّق وزير الخارجية العراقي إلى الملف الفلسطيني، مشدداً على أنّ "العراق يؤمن بحل الدولتين لإنهاء الأزمة الفلسطينية مع إسرائيل".
وقال الحكيم في الندوة الحوارية: "نسعى لإجراء تعاون مع مجلس التعاون الخليجي، وسنحرص بقوة على تحسين علاقاتنا مع الدول الخليجية".
وأشار إلى أنّ "العراق تقدّم بآلية وفكرة لإصلاح الجامعة العربية، نواتها برنامج غوتيريس (أنطونيو غوتيريس أمين عام الأمم المتحدة) لإصلاح الأمم المتحدة".
ولفت إلى أنّ "العراق تقدّم بطلب للانضمام إلى مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة"، معلناً تأييده لـ"اجتماع استوكهولم لإنهاء الأزمة اليمنية، وندعم إبقاء اليمن موحداً"، ورأى أنّ "الأمن في سورية ووحدتها يوجب إنهاء النزاع، وأنّ اتفاق السوريين يحل الأزمة"، قائلاً "سندعم عودة سورية للجامعة العربية".
وبشأن العقوبات الأميركية على إيران، أوضح الحكيم أنّ "العراق غير ملزم بتطبيق قرارات أميركا الأحادية ضد إيران وهي قرارات غير أممية".
وذكر أنّ "دول الاتحاد الأوروبي والناتو (حلف شمال الأطلسي) ساعدتنا في التحالف الدولي وعمليات الإعمار وتدريب القوات العراقية"، مضيفاً أنّ "الناتو سيعزّز عمليته التدريبية في العراق بـ600 مدرب جديد لتدريب قوات الشرطة".
وكشف الحكيم عن أنّ الرئيس العراقي برهم صالح سيزور تركيا، غداً الخميس، لافتاً إلى أنّ الزيارة ستستمر يوماً واحداً، و"سيجري البحث خلالها في ملف الأمن المشترك والوضع في سورية".
وفي هذا الإطار، قال وزير الخارجية العراقي: "لدينا حدود مشتركة مع سورية، وأمنها وفتح الطرق التجارية أولوية قصوى لدينا".
وتعهّد الحكيم بتنفيذ مخرجات مؤتمر الدول المانحة في الكويت، الذي انعقد في فبراير/شباط 2018، وخُصّص لدعم جهود إعمار المناطق العراقية التي تضررت من الحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي.
وقال في هذا السياق: "سيكون لنا دور بتنفيذ مخرجات مؤتمر الكويت للمانحين، وستشكّل لجنة تتصل بالدول المانحة وبعدها سيتم تنفيذ عمليات الاستثمار".
وختم الحكيم بالقول إنّ "العراق سيكون نقطة انطلاق قوية في المنطقة، وموقفه سيكون جامعاً للعرب ومنفتحاً على الاستثمار".