وزير إسرائيلي: لا حل لـ"مشكلة غزة"

30 مارس 2019
تقديرات إسرائيلية متباينة لـ"مليونية العودة" (فرانس برس)
+ الخط -
في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لمواجهة "مليونية العودة" التي ينظمها الفلسطينيون اليوم السبت في قطاع غزة على طول الحدود مع الاحتلال، أقر وزير إسرائيلي بأن إسرائيل لا تملك حلولا للتعامل مع التحديات والمشاكل التي تمثلها غزة، في حين ذكرت صحيفة "معاريف" أن التقديرات داخل المؤسسة الأمنية والاستخبارية في تل أبيب إزاء تبعات "مليونية العودة"، متضاربة.

وقال وزير الطاقة يوفال شطاينتس، عضو المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن، إن كل صيغ الحلول التي يتم طرحها حاليا لن تفلح في مواجهة المعضلة التي يمثلها قطاع غزة بسبب "التعقيدات التي تراكمت" في غزة بعد سيطرة حركة "حماس" عليها.

وفي مقابلة أجرتها معه الليلة الماضية قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية "كان"، كشف شطاينتس أنه كان ضمن الوزراء الذين طالبوا في حينه باستغلال الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة في 2014 وإسقاط حكم حركة "حماس"، وهو ما ووجه برفض من قبل كل قادة المؤسسة الأمنية.

واستدرك قائلا إنه لم يعد يؤمن بأن "إسقاط حكم "حماس" يمكن أن يقلص حجم التهديدات التي تمثلها غزة"، مشيرا إلى أن حالة الفوضى التي ستعقب إسقاط حكم الحركة ستنطوي على مخاطر كبيرة.

من جانبه، هاجم الجنرال جرشون هكوهين، القائد الأسبق لقوات المشاة في جيش الاحتلال النخب الإسرائيلية التي تطالب بحسم المواجهة مع "حماس" عبر تنفيذ عملية برية تفضي إلى إسقاط حكم الحركة.

وفي مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" أمس الجمعة، حذر هكوهين من أن إسقاط حكم حماس "سيجعل مشكلة غزة تتفجر في وجه إسرائيل مجددا"، مشددا على أن الحل "يكمن في إحداث تحول على الواقع الاقتصادي والإنساني والسماح للقطاع بالانفتاح على العالم".

أما طال روسو، القائد الأسبق لقيادة المنطقة الجنوبية، وأحد قادة حزب العمل المعارض فقد طالب القيادة الإسرائيلية بالمبادرة لحل معضلة غزة من خلال تحسين الأوضاع الاقتصادية.

وفي مقابلة مع صحيفة "يسرائيل هيوم"، شدد روسو على أن تل أبيب مطالبة بالقيام بالخطوة والعمل على إحداث تحول كبير على الواقع الاقتصادي والإنساني في القطاع.

أما ألون بن دافيد، المعلق العسكري في قناة التلفزة "13" فقال إن كلا من إسرائيل و"حماس" غير معنيتين باندلاع مواجهة عسكرية في أعقاب تنظيم "مليونية العودة".

وفي تحليل نشره موقع صحيفة "معاريف" اليوم، استدرك بن دافيد أن التقديرات داخل المؤسسة الأمنية والاستخبارية في تل أبيب إزاء تبعات "مليونية العودة"، متضاربة، مشيرا إلى أن هناك أوساطا أمنية إسرائيلية ترجح أن تسفر أحداث اليوم السبت عن اندلاع مواجهة بين إسرائيل و"حماس"، في حين أن أوساط أخرى تتوقع أن تعمد "حماس" إلى ضبط الأمور ومنع انفجار المواجهة.

ونوه إلى أنه حتى لو قادت الأحداث على هامش "مليونية العودة" إلى مواجهة، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقادة الجيش سيعملون على احتوائها، بحيث تقتصر على شن ضربات جوية محدودة، خشية الاضطرار لمواجهة برية.

وفي السياق قال طال ليفرام، المعلق العسكري لصحيفة "معاريف" إن حركة حماس "تستغل إجراء الانتخابات في محاولة ابتزاز إسرائيل، وتحقيق أكبر قدر من المكاسب على صعيد التخفيف من الضغوط الاقتصادية والإنسانية".

وفي تحليل نشره موقع الصحيفة اليوم، نوه إلى أن اندلاع مواجهة مع حماس "سيؤثر على نتائج الانتخابات الإسرائيلية التي ستنظم في التاسع من أبريل القادم"، منوها إلى أن نتنياهو يحاول تأجيل التعاطي مع غزة إلى ما بعد تشكيل الحكومة القادمة.

وشدد ليفرام على أن قوة الردع الإسرائيلية في مواجهة حركة "حماس" تآكلت إلى حد كبير، مشيرا إلى أن الضربات التي وجهتها إسرائيل مؤخرا للحركة "ليست جوهرية بشكل يمكن أن تقنع الحركة بالعدول عن التصعيد".

أما وزير الحرب السابق أفيغدور ليبرمان فدعا إلى العودة إلى تنفيذ الاغتيالات ضد القادة السياسيين والعسكريين لحركة "حماس"، محذرا من أن عدم حسم المواجهة مع الحركة "سيفضي إلى تعاظم التهديد" الذي تمثله المقاومة في القطاع.

وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة "يسرائيل هيوم" ونشرها موقعها اليوم، حذر ليبرمان من أن عدم تحرك إسرائيل لحسم المواجهة مع "حماس" يعني أن تتحول الحركة إلى تهديد يماثل التهديد الذي يشكله حزب الله في لبنان.

المساهمون