أثارت واقعة الاعتداء على الكاتب المصري وديع فلسطين (مواليد 1923) حالة من الجدل في الأوساط الثقافية المصرية، فبينما نشر الكاتب الصحافي لويس جريس على صفحته في فيسبوك إن المعتدين "سرقوا مذكراته التي كان يكتبها عن لقاءه مع الشيخ حسن البنا بعنوان "إخوان الشياطين"..."؛ في إيحاء أن الجريمة "عمل إخواني". في المقابل، أكد الكاتب صلاح رشيد، صاحب كتاب "وديع فلسطين.. حكايات دفتري القديم" أن وديع فلسطين لا يكتب مذكراته ولم يفعل ذلك من قبل.
وأضاف رشيد في تصريحات صحافية أن الكاتب المصري متوقف عن الكتابة منذ نحو عامين، وذلك بسب تقدمه في السن، وضعف بصره، مؤكدًا أن الأوراق الموجودة في شقة فلسطين، كانت عبارة عن مخطوطات وصور قديمة لمقالاته السابقة التي كان يكتبها من قبل، وكان يحتفظ بها على منضدة وكذلك على بعض الرفوف، ورجح أن تكون قد سرقت ظنا من المعتدين أنها مهمة.
وكشفت التحقيقات الأولية للنيابة العامة أن الواقعة لا تعدو كونها واقعة سرقة عادية، وأمرت نيابة مصر الجديدة، بسرعة تحريات المباحث حول الواقعة واستدعت مديرة المنزل لسماعها أقوالها.
وبانتقال أعضاء النيابة العامة إلى مكان الواقعة، منزل الأديب، لإجراءالمعاينة، تبين أن باب الشقة مكسور، فضلا عن بعثرة محتويات الشقة، وأمرت بانتداب المعمل الجنائي لرفع البصمات. وكشفت التحقيقات الأولية، أن الدافع وراء الجريمة هو السرقة، وعندما تبين وجود وديع داخل المنزل، تم الاعتداء عليه بالضرب ولاذ المعتدون بالفرار.
وتلقت مدير أمن القاهرة، في وقت سابق، بلاغًا بقيام مجهولين ملثمين، باقتحام شقة الأديب وديع فلسطين، وانتقلت الأجهزة الأمنية إلى مكان الحادث، "وتبين قيام مجهولين باقتحام الشقة ليلًا والاعتداء على المجني عليه بالضرب وسرقة الشقة والعبث بمحتوياتها"، بحسب المحضر الرسمي.
وُلد فلسطين في مركز أخميم بمحافظة سوهاج لأسرة قبطية من نقادة بمحافظة قنا، وحصل على درجة بكالوريوس الصحافة بالجامعة الأميركية بالقاهرة، حيث تخرج عام 1942.
ومارس العمل بمجالات الصحافة السياسية، والاقتصادية، والأدبية، منذ ذلك التاريخ أي على مدى 67 عامًا. وتألق نجمه في صحيفتي "المقتطف" و"المقطم" بين عامي 1945 و1952 حيث رأس القسم الخارجي وعمل في جميع الأقسام الأخرى، وأسندت إليه كتابة المقالات الافتتاحية اليومية، كما اختير عضواً في مجلس إدارة وتحرير هذه الدار، إلى أن أغلقت كما أغلق الكثير من الصحف في مصر في تلك الفترة.
ألف وديع فلسطين وترجم ما قد يجاوز عدده أربعين كتابا في الأدب، والاقتصاد، والسياسة، وعلوم الصحافة التي قام بتدريسها في الجامعةالأميركية بالقاهرة، على مدى عشر سنوات بين عامي 1948 و1957.
ولعل أبرز كتبه الأدبية الكتاب الصادر عام 2003 والمعنون "وديع فلسطين يتحدث عن أعلام عصره"، وهو في جزئين، يسجل فيهما علاقاته بنحو مئة من الأعلام في مصر، والبلاد العربية، وببعض المستشرقين.