وجدي معوّض.. على هضبة المسرح الفرنسي

18 ابريل 2016
(معوّض، تصوير: بيدرو رويز)
+ الخط -
لعل الاسم العربي الأكثر تداولاً مؤخراً في الصحافة الثقافية الفرنسية هو اسم وجدي معوّض. لقد كانت مفاجأة لكثيرين أن يتم تعيين المسرحي اللبناني، الحامل للجنسية الفرنسية أيضاً، مديراً لـ "المسرح الوطني لا كولين" (لا كولين تعني الهضبة بالفرنسية)، وهو واحد من بين ستة مسارح تشرف عليها الدولة الفرنسية، أبرزها "مسرح أوديون".

كان ذلك التعيين في السادس من الشهر الجاري، من خلال مرسوم رئاسي، ومنذ ذلك الوقت وكثير من المقالات الصحافية يتساءل كتّابها عن مشاريع المدير الجديد، خصوصاً أن مسيرته غير منسجمة تماماً مع الساحة الفرنسية، فقد وصل معوّض إلى فرنسا في 1978 حين هاجرت أسرته فراراً من الحرب الأهلية اللبنانية، وهو في العاشرة من عمره.

ولم تلبث أسرة معوّض سنوات قليلة حتى هاجرت إلى كندا، ولم يعد وجدي إلى الاستقرار في فرنسا إلا في 2012، ولعل التقاطع الأساسي ليس جنسيته الفرنسية، إنما استعماله للغة الفرنسية في مسرحه، وهو ما تراه فئة من النقاد غير كافٍ لتفسير منْح هذه الفرصة، كما أن بعض المقالات الأقل جدية تتحدث عن أن ما يربطه بفرنسا هو أن زوجته فرنسية.

في سنوات إقامته الكندية، أدار معوّض أيضاً مسرحين مهمّين هما "مسرح مونتريال" و"مسرح مدينة أوتاوا"، ولعل القراءات في سبب اتخاذ المسئولين الفرنسيين تعيين المسرحي اللبناني على رأس "لا كولين" ينبغي أن تتجه إلى هنا، إذ يبدو أن ثمة اقتناعاً بقدراته الإدارية والفنية، خصوصاً أن هذا المسرح الذي بعث في 1988 يهدف بالأساس إلى تطوير المسرح الفرنسي باتجاه أكثر حداثة خلافاً لبعض المسارح الأخرى التي تشرف عليها الدولة، وتريد من خلالها المحافظة على التقاليد المسرحية الفرنسية من موليير إلى جان بول سارتر. 


المساهمون